ساكن الضريح ل مياده مأمون
المحتويات
اللي مريت بيه مع انسانه هادية وجميلة ومناسبه ليا زي حضرتك كده ساكته ليه عايز اسمع ردك.
كانت تسمعه بكل حواسها التمست هذا القلق المسيطر على حياته وتنهدت بحزن.
ارد اقول ايه بس يا دكتور اقول لحضرتك اني مش ناقصني هم أو حزن انا عندي مشاكل في حياتي تكفيني اللي باقي من عمري ومش ناقصة حد يزود همومي.
بس حضرتك ماتعرفش حاجة عني.
زي ما حاكتلك كل حاجه عن حياتي احكيلي انت كمان.
تبدلت حالتها من الرفض الي رضا النفس قليلا و بدئت تحكي له كل شئ عن حياتها السابقة.
اما بالخارج جلس بجانبها يعبث في هاتفه في صمت وفي مقابلته كانت تجلس والدته بينما تركهم والدهم وذهب لصلاة المغرب.
همست شذى وهي تلوي ثغرها ربنا ما يسمع منك يا خالتو يا رب.
الټفت لها زوجها مالك الذي استمع الي همسها جيدا و همس لها ساخرا سمعتك على فكره
نظرت له شزرا تقذفه بسهام ناريه فهي فيها ما يكفيها مما يسببه لها من حزن.
عادي يعني ما تسمعني هو من امتى وانت بتوافقني الرأي في اي حاجه بقولها.
قررت أن تتغاضي عن موضوع والدتها لتغير الحديث الي حوار سفره.
على فكره بقى انا مش بتكلم معاك خليك في تحضير مدوناتك الطبية و سفرك ده.
اغلق هاتفه و نظر اليه بطرف عينه مخفضا صوته.
ممكن تبطلي تلمحي بالكلام ده لاني مهما تعملي برضو مش هتسافري معايا تمام.
و مين قالك اني عايزة اسافر معاك ما تسافر يا اخي ولا تقعد الموضوع كله مايهمنيش
و هنا تدخلت الحجة مجيدة ملفته نظرهم..
بس انت و هي الله ېخرب بيتكم انتو مش واخدين بالكم ان في واحد غريب في البيت اخرسو بقى.
همت شذى واقفه لتذهب من أمامهم.
حاضر يا خالتو اديني سكت اهو اقولك انا هاقوم ادخل اقعد في المطبخ احسن لحد الراجل ده ما يمشي بقى.
مش عايز تاخدها معاك ليه
الټفت الي والدته و اغمض عينيه مستنشقا نفس طويل.
لو اخدتها معايا هاتتحبس في الفندق انا الأسبوع ده هبقي مشغول جدا ومش فاضي ليها مش رايح فسحه يا أمي.
يبقى تعرفها دا وتحاول تاخدها بعد ما ترجع من السفر و تعوضها بقى بفسحة حلوة يلا مستني ايه قوم ادخلها وقولها كلمه حلوه.
سيبك منها دلوقتي يا أمي وخلينا
في دكتور عبدالرحمن اللي طول جوه ده الراجل ده نسي نفسه ولا ايه دا بينه ناوي يبات هنا.
ضحكه خفيفه بانت على وجهها و همست.
يا واد سيبه قاعد يمكن ربنا يهديها و تديك موافقتها الليلة.
هب واقفا رابتا على كتفها بمشاكسة لاء يا ستي انا بقول كفاية عليهم كده دول قربو يجيبو عيال في الوقت ده كله.
ههههههه خد يا واد استنى يا مالك.
لم يلتفت إليها و ولج إليهم من ذلك الباب الزجاجي المفتوح على مصرعيه أمامهم.
انت نورتنا النهاردة يا دكتور.
قال كلمته و هو يجلس على المقعد الجانبي لمقعد خالته التي لمح على وجهها الدموع التي ټغرق وجنتيها.
خير هو في حاجة ولا ايه.
هتف الطبيب بجدية.
لا لاء ابدا مافيش حاجة كل الحكايه اني حكيت للمدام كل حاجة عني و للأسف ذكرتها بالماضي الأليم بالنسبة ليها و اللي من وجهة نظري مايهمنيش في اي حاجة.
رفعت عيناها لتقابل عيناه الممتلئة بالحب فأومئت له بالموافقة دون ارادتها.
رحل الطبيب و جلسو سويا يتسامرون في الحديث ويعرفون مدى انطباعها عن هذه المقابله لتقول شقيقتها.
الحجة مجيدة يعني انت قدرتي تكوني رائي عنه في المقابلة دي.
نظرت ماجده الي ابنتها المتحديه لها ماقدرش اقول اني كونت رأيى بالسرعه دي بس اقدر اقول اني حاسة براحه و متقبلة للمقابلة دي.
شذي بتحدي وصوت مرتفع يعني ايه يا ماما يعني هتوافقي و تتجوزي الراجل ده انت مش قولتي انك هاترفضيه.
توارت عينيها عن النظر لابنتها و همست بخجل مش مهم موافقتي من رافضي انا دلوقتي المهم رأيه هو يا شذى.
وقفت من مخضعها مندهشة مما القته والدتها في جعبتها ما الذي حدث لها في هذه المقابلة
و لماذا تبدل رأيها من النقيض الي نقيض اخر بهذه السرعة لن تحظى بأي اجابه ترضيها الان
لذا فضلت الهروب من أمامهم جميعا متجهه الي بيتها.
لتهم والدتها بالنداء عليها لترجعها.
شذى استنى انت رايحة على فين لوحدك كده.
أسرعت في خطاها هاتفه مروحه اظن مافيهاش حاجه دي.
جرت من أمامهم تحت نظرات هذا المستشاط غيظا منها ليتتبع اثرها ملقي عليهم السلام.
طب يلا اسلم عليكم انا كمان عشان بكره هسافر بدري و الحق اروح اسلم على ابويا في المسجد.
اومؤو له جميعا بالسلام و تبادل القبلات معهم مستمع الي إرشادات والدته جيدا.
تخلي بالك من نفسك و تدفي روحك كويس و تلبس فالنتين عكس بعض عشان تحمي نفسك من البرد.
ابتسم لها وامسك جبينها بين راحتي يده ليقبل رأسها بكل حب.
حاضر يا ست الكل انت تأمري يلا السلام عليكم.
اردفوا اليهو عليكم السلام.
لحق بها قبل أن تبرح ساحة الشارع الرئيسيه و إذا به يقبض على راحة يدها بتملك.
شهقت من الخضة و حاولت جذب يدها من قبضته فزجرها بنظرة جامدة الجمتها لتصمت.
و حين وصلو الي بيتهم فتح الباب و زجها للداخل بدفعه قوية من يده.
كادت ان تسقط على وجهها لذا اندفعت فيه صاړخة.
اه حاسب هتوقعني على وشي.
القى بمفتاحه على الطاوله و بدء في ټعنيفها كالعادة.
لما تبقى قاعدة في اي مكان و معاكي جوزك يا هانم يا محترمه اوعي تقومي من مكانك وتحاولي تمشي و ماتعمليش ليه اي اعتبار كده.
لا و الله يعني كنت عايزني اقعد و يتحرق دمى لحد ما حضرتك تتكرم و تتعطف عليا و تقوم مش كده.
تمام هو كده و الله يا شذى
لو عرفت انك عملتي اي مشاكل و انا مش هنا لهتشوفي عقابك بجد لما ارجع من السفر.
هاتعمل ايه يعني انت اصلا مش قولت انك هتسافر لوحدك خلاص بقى مالكش دعوه بيا
يا سلام اومال ليا دعوه بمين انا اولا لازم تحترمي غيابي زي وجودي بالظبط وحسك عينك اعرف انك عملتي مشكلة مع والدتي او والدتك.
رفعت وشاح وجهها پعنف و جلست على الاريكة مكوره يديها أسفل وجنتها و اردفت بهدوء حزين.
اطمن انا مش هاخرج من البيت اصلا.
مد خطاه و جلس بجانبها مريحا رأسه على حافة الاريكة من خلفه.
و مين قالك اصلا اني هاسيبك تقعدي هنا لوحدك انت هاتحضري نفسك و الصبح قبل ما امشي هاوديكي البيت التاني و هاتقعدي هناك لحد ما ارجع.
لأ معلش بقى انا اسفه مش هانفذ و لا كلمة من اللي انت قولتها دي انا مش هاسيب بيتي و اروح اقعد عندهم و ترجع تقولي اتخانقتي و عملتي مشاكل ليه.
و هو انت يعني ماينفعش تقعدي من غير مشاكل يا شذى حرام عليكي بقى انا مابقتش طايق خناقك كل شويه و صوتك العالي ده
رمقته بنظرة طويله صامته و هبت واقفه و بخطوات سريعة اتجهت لتصعد الي الأعلى و هي تصيح.
اديك هاترتاح مني اسبوع بحاله افرح بقى و ريح دماغك بعيد عني.
التوي ثغره و هم بالوقوف هو الاخر لكن ليرحل عن البيت بأكمله.
وكأن خطاه تأخذه الي مكانه المعهود حضر الي الضريح ليودع صديقه و رفيق دربه مثلما عهد على ذلك
صلى فرده و جلس بجانبه يقرء في كتاب الله العزيز و ينتظر والده الي ان يفرغ من صلاته و يتحدث مع صاحبه هامسا.
مابقتش قادر من كتر المشاكل معاها يا حسين تعبت من جنانها ده هي عارفه و واثقه اني بحبها بس شقاوتها و صوتها العالي دول هما سبب المشاكل بينا ربنا يهديها ليا.
شعر بيد تربت على كتفه لتطمئنه بأنه بجانبه فالټفت لصاحبها مبتسما.
حرما يا ابويا.
جمعا يا حبيبي ان شاء الله بتكلم نفسك و لا بتسلم على صاحبك كالعادة يا دكتور.
ان جيت للحق الاتنين يا حج قولت اجي اقعد هنا و اصلي ركعتين لله و اسلم عليك لاني هاسافر بكره بدري.
تروح و ترجع لينا بالسلامه يا حبيبي بس انت ماعملتش اللي قولت عليه يعني.
رفع عينه له ليحاول فهم ما يدور برأسه.
تقصد ايه يا حج
قصدي انك جيتني و انت حزين و قعدت تقولي انك هطلقها وتخليها تحت عينك بعد كده عشان تبقى مطمن عليها بحكم انها بنت خالتك وان مالهمش سند و قولت ماشي
بس اللي انا شايفه انك ماعملتش حاجة من دي.
احنى رأسه صامت أمام ابيه ليندهش و يهتف بضجر.
ارفع راسك يا مالك انا ماتعودتش اشوفك مكسور كده يا بني.
جحظت عينه
و سريعا ما رد علي ابيه.
لاء يا ابويا انا مافيش
حاجه كسراني و شذي زي الفل انا بس كل الحكاية.....
بتقول كلام مش مفهوم وعمال تتلجلج ليه يا دكتور.
عشان بحبها يا ابويا ايوا حبيتها حبيت فيها برائتها و طفولتها حتى جنانها بقيت بخاف عليها زي ما تكون بنتي مش بس مراتي يا ابويا.
فاجئه برده القاطع لينفض يده برجفه عن كتفه وينظر اليه لبرهة ليست بقصيرة.
عم السكون بينهم و كل منهم مندهش على حاله ليعيد والده الحديث محاولا جذبه من متاهته التي ادخل نفسه بها.
بص يا مالك انا مش هاقولك انك غلطان في اختيارك بس هاقولك ان الحب عمره ما كان ضعف
يا بني الحب طول عمره بيقوي صاحبه اهم حاجة انه يكون للي يستهاله.
وهنا رفع رأسه ليجيب ابيه سريعا في الرد.
صدقني يا ابويا شذى هي اللي تستاهل قلبي و انا واثق انها بتحبني قد ما بحبها ويمكن اكتر كمان و أن كان على تهورها و صوتها العالي فسنها الصغير و اللي شافته من عيلة ابوها يشفعو ليها يا حج.
ابتسم الشيخ حسان ساخرا و همس له و هو يربت على قدمه.
وبقيت تدور ليها على أعذار كمان يا شيخ مالك
على العموم ماتكملش دي حياتك وانت حر فيها
انا المهم عندي و اللي اتمناه في حياتي أن اشوفك مبسوط و متهني في عيشتك يا بني و قبل اي حاجه انك تكون محافظ على تفوقك في مركزك و شغلك يا دكتور.
رد اليه الابتسامه و انحني على يده ليقبلها قائلا...
ربنا يخليك ليا يا حج و مايحرمنيش من دعواتك ليا ابدا
هههههههه طب يا سيدي ربنا يريح بالك و
متابعة القراءة