رواية زهرة لكن دميمة بقلم سلمي محمد

موقع أيام نيوز

نسى حاجة أنتي تحكيها ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا بعد ماعرفت
أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه فحدثتها قائلة كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله معايا
أردفت ضحى قائلة أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي اللي حصل زمان كان صعب أي حد يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومستقبل جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة ححاول ححاول ياضحى
أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة 
أوعدك ياضحى
فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس 
فوق في أوضتهم بيلعبو 
عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك 
من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من
غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب تعالت أصوات الصړاخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصړاخ سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصړاخ لأ دي بتاعتي
لاااااابتاعتي أنا
دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما ېصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
تصنعت ضحى الرحيل لااااياختي سلكي بينهم أنتي أنا هروح أكمل العصير بتاعك لحد ماجوزي الكيوت يجي ليا
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة روحي يلا فضي الخناقة 
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك 
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
الحلقة السابعة عشر والأخيرة
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق 
رجع أكنان الى البيت فلم يجد أطفاله في الجوار صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي
ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا هتف أياد وقفز من فوق الفراش بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره أسمعو الكلام لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة 
هتف وليد وأياد في وقت واحد بجد
ايوه بجد روحو نامو يلا
حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما وقالت بابتسامة تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال أنا مستني
مستني ايه بالظبط
شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا ټضرب اخماسا في اسداس
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة 
توقفت السيارة امام بوابة عريقة أمسك يدها برفق وقال هناهنعيش وشعرت به يضع سريعة على خدها يلا بينا 
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها الټفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما أيه رأيك 
حلو أوي 
يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
بصراحة
أه
شعرت بالراحة وهي تجلس فوق الفراش تتحس ملمس الغطاء أخذت تتأمل كريم وهو يتكلم في الهاتف ونظرت حولها بشرود لكن ذلك لم يمنع رؤيتها جمال وأناقة الغرفة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمھ واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة حسه بأيه وأنتي هنا معايا
ردت بهدوء حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق أيه اللي خلاكي تقولي كده 
قالت له بلهجة رقيقة رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية 
ضمھا أكثر وربت على شعرها وقال وأنا هعمل أي حاجة عشان أخليكي ديما سعيدة ثم رفع رأسها وقبلها على وجنتيه زمانك تعبانة دلوقتي نامي شوية ثم أراح جسدها على الفراش ونهض
سألت بخفوت رايح فين
رد عليها بابتسامة هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصړاخ أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد 
رد في هدوء خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق تقصدي أيه
أنت عارف أنا قصدي أيه كويس من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع
عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف نظر كلا والديه اليه پصدمة 
قالت بارتباك أنت جيت أمتى 
لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت ب ه على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة حمد لله على سلامتك متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك عليا وقاعد في البيت 
ضحك وقال متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه معلش بقا مضطر أسيبكم هروح مشوار ساعة وجي علطول
زمت شفتيها قائلة هو أنا لحقت أقعد معاك 
رد عليها بابتسامة بكرا تشبعي براحتك سلااااام وأعطاها في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة الحمد لله مسمعش حاجة
تقلبت
ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صړخت دلف كريم بسرعة على صوت صړاخها
قال بلهفة مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه لتدفئتهم
خير أحكيلي بالراحة
كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي پصرخ كريم وهمس في أذنها مټخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
خاېفة 
خاېفة من أيه
خاېفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب 
نسيت توترها وابتسمت له بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب 
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة أنتي قرة العين لي
وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
بعد مرور عدة أيام لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها 
قبل سفرها مع زاهر دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته 
أجتمع الكل في حديقة الفيلا زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير الم ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان 
سهرو مع بعض حتى أخر الليل أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة ووليد وأياد لم يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها
عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها 
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة عينيك متشالتش من عليها باين عليك واقع على الأخر 
أكنان بابتسامة وأنتي بقا قعدة مراقبني 
هزت رأسها بضحك هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي 
غمز لها زاهر براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة حاضر هخف ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في
تم نسخ الرابط