هوس من أول نظرة بقلم ياسمين عزيز
المحتويات
بيطلعنا من الجنة دي حتى فيلتك
كئيبة و عفشها يقرف عاملة زي خيمة هولاكو
بتاع التتار متنسيش تغيري الديكور
يا يويو و إنت ياخويا ما تثقل شوية
أي نعم هما خمس سنين صيام كثيرة عليك
بس البت بسكوتة بالراحة ها بلاش غباوة
زمان
فغرت يارا فاها بدهشة و هي تحدق في
وجوه الحاضرين الذين لم يبدو اي
ردة فعل بل حملوا أطفالهم بصمت و خرجوا
ما عدا إنجي
التي كانت تدفع كرسي والدتها المتحرك
لتتوقف بجانبها و تهمس في أذنها
متاخذيش في بالك ما إنت عارفة أروى
مچنونة و كمان هي لسه پتكره ابيه صالح
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
إنطلقت مسرعة لتلحق بالجميع و ما إن
خرجت حتى أغلق صالح الباب وراءهم
ثم عاد نحوها قائلا بحماس
عاوزين تتعشوا إيه
صفق ريان بحماس مقلدا والده الذي
لم يستطع منع نفسه من حمله بين
حبيب بابي عاوز ياكل إيه
أجابه الصغير على الفور بيتزا
إقترب منه سليم هو الاخر ليفتح له
والده ذراعه الأخرى و يحمله و يسأله
نفس السؤال لكن الصغير وضع رأسه
على كتف والده مهمها بتعب
بابي انا عايز انام في حضنك الليلة
و مامي تحكيلي حدوتة
إبتسم صالح و هو يضمه نحوه أكثر
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
حاضر يا حبيبي اللي إنت عاوزه
هنعمله بس قبل ما ننام لازم نتعشى
متهيألي جبنا بيتزا معانا صح
انا هروح
اشوف الأكياس
إنحنى ليضعهما على الأريكة ثم إتجه نحو
المطبخ ثم عاد بعد دقائق قليلة و هو يحمل
في يديه علبتي بيتزا بالحجم الكبير وضعهم
على الطاولة ثم توسط صغيريه و بدأ يطعمهما
و الذين كانا سعيدين للغاية قبل أن يفتح العلبة
الأخرى و يضعها أمام يارا التي رفضت ان
تأكل و إستمرت في التحديق بأطفالها
بينما ذكريات الماضي تدفقت لتنغص
لحظاتها أفاقت على صوت صالح الذي كان
و حان وقت الصعود للنوم بعد إلحاح
سليم الذي كان يشعر بالنعاس الشديد
أومأت له و هو تتبعه ليأخذهم إلى
جناح كبير في الطابق الثاني يقع في آخر
الرواق لتكتشف يارا ان الفيلا كما قالت
أروى ذات الوان داكنة و كئيبة لكنها
لم تهتم فجل تركيزها كان حول إيجاد
فكرة لمغادرة هذا المكان في أسرع وقت
و التخلص من صالح إلى الأبد
وضع صالح الصغيرين فوق السرير
بعد أن نزع أحذيتهم و هو يسألها
هما المفروض بيستحموا قبل ما يناموا
بس سليم خلاص نام
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
انا هغيرلهم هدومهم بس النهاردة كان
يوم متعب ليهم عشان كده ناموا بدري
سألها ليس بدافع الفضول بل رغبة في
مشاركتها الحديث
هما في العادة بيناموا إمتى
يارا الساعة ثمانية او تسعة بالكثير
رمق ساعته بنظرة خاطفة و هو يرفع
رأسه نحوها من جديد
الساعة لسه سبعة إلا ربع انا هنزل
أجيب الشنط من تحت الحمام من هنا
و الأوضة الثانية للهدوم مش هتأخر
غادر صالح لتتوجه يارا على الفور نحو صغارها
اللذين كلنا شبه نائمين بدأت في نزع ملابسهما
العلوية ببطئ منتظرة حضور الحقائب و لم يتأخر
صالح ليأتي بعد زمن قصير يجر الحقيبة
الكبيرة التي وضعت فيها بعضا من ملابسها
و ملابس أطفالها و يرفعها فوق السرير
إلى جانبها حتى تختار منها كل تريد أخذت
بعض القطع ثم انزلها و اغلقها من جديد
دافعا إياها جانبا قبل أن ينضم لمساعدتها
كان بطيئا جدا و هو يحرك يد ريان الصغيرة
حتى يدخلها في كم القميص حتى أنه إستغرق
وقتا طويلا حتى نجح في جعله يرتدي
قطعة واحدة من ملابسه بينما إنتهت يارا
من تلبيس سليم
كانت تراقب بطرف عينيها شرود صالح
الذي بدا لها جليا من خلال تعبيرات وجهه
انه يمسك نفسه بصعوبة حتى لا ينخرط
في البكاء و هو يجرب دور الأبوة لأول مرة
قلبت شفتيها باستياء و شفقة نجحت في
التسلل إلى مشاعرها لكنها على الفور نهرت
نفسها لترتدي قناع اللامبالاة مرة أخرى
لتسير نحو الحمام حتى تغسل وجهها
و يديها ثم تعود
نشفت وجهها الشاحب بآلية قبل أن تنتبه فجأة
إلى وجود أغراض رجالية في الحمام
كجل إستحمام خاص بالرجال و كذلك
أدوات حلاقة رمت المنشفة من يدها على الفور
ثم فتحت الإدراج لتجد المزيد من الأغراض
الأخرى التي عرفت انها لصالح فهي نفس
تلك الأنواع القديمة التي كان يستخدمها كماركات
الصابون و الشامبوان
غادرت الحمام لتدخل غرفة الملابس و التي
لم تخيب ظنها حيث كانت مكتضة بملابسه
مما جعلها تتأكد من أن هذا الجناح له
ضمت شفتيها پغضب إستطاعت السيطرة
عليه و دحره إلى آخر نقطة في عقلها
و هي تقف بعيدا تسأله
ممكن تدلني على أوضتي عشان انا
كمان تعبانة و عايزة أنام
إلتفت نحوها بعد أن أخرجه صوتها من
غمرة أحاسيسه و هو لازال يتأمل ملائكته
الصغار و هما نائمين بأمان أشار لها نحو
علبة البيتزا و زجاجة الماء التي أخضرها
معه من الأسفل و هو يجيبها
تعشي الأول و بعدين غيري هدومك
و نامي مع الاولاد هنا أنا هقعد معاهم شوية
و بعدين همشي في أوضة تحت نظيفة بس
صغيرة مش هتكفيكي إنت و العيال عشان كده
جبتكوا هنا الليلة و بكرة إن شاء الله
هغير ديكور الفيلا و أجيب عفش
جديد
تنهدت بصبر و هي تأخذ علبة البيتزا
حتى تأكل منها القليل لكنها إكتشفت انها
كانت جائعة جدا بعد أن حرمت من طعام
غدائها بسبب إقتحامه للمطعم إنتهت
لتأخذ بعض الملابس من الحقيبة
و تدلف حتى تغير ثيابها و لم تنس طبعا
وضع الحجاب
رغم ضيقه من تصرفها إلا أن صالح كان حريصا
على أن لا يشعرها بالضيق مهما فعلت فهو
لحد الان لا زال لا يصدق أنها موجودة معه
في مكان واحد و قد عادت لتنير حياته
الكئيبة من جديد و معها طفلين لم يكن ليحلم
بوجودهما حتى نزع حذاءه ثم تمدد بجانب
بنعاس و هي تقول انا هنزل أنام في الاوضة
اللي تحت و إنت نام مع الاولاد
سارت باتجاه بالباب لكن صوته الرخيم أوقفها
إستني
إلتفتت لتجده يشرف عليها بجسده الضخم
و ملامحه الحادة الوسيمة التي لطالما أرقت
منامها بتلك الكوابيس المخيفة شهقت
بړعب ظهر جليا من خلال قسمات وجهها
المذعورة و هي تتراجع إلى الخلف رافعة
عينيها الخضراء نحوه و التي بدأت و كأنها
رأت وحشا أمامها
و على الفور أدرك صالح أنها لازالت تعتقد أنه
سيعاملها كما في الماضي ليتراجع بخطواته
هو أيضا إلى الوراء مبعدا يديه وراء ظهره
و هو يقول باعتذار
انا آسف مكانش قصدي انا بس كنت
هقلك إني مينفعش انام مع الاولاد عشان هما
مش متعودين عليا و يمكن يصحو بالليل
عاوزينك انا هنزل خلاص و لو عزتي أي
حاجة إندهي عليا تصبحي على خير
اخفض رأسه ثم سار باتجاه الباب تاركا
يارا تسترجع أنفاسها و هي لا تصدق انه
ذهب بهذه السهولة و تركها سالت دموعها
و هي تتخيله يجبرها على النوم بجانبه
كما في الماضي مرددا كلمات عشقه المزيف في
أذنها لقد نقلت لها سارة أخباره طوال تلك
المدة التي كانت تسمعها من أمير زوجها و علمت
انه هو الاخر ټعذب كثيرا بعد إختفائها لكن
ذلك لك يكن ليشفع له عندها فهو المسؤول
الأول و الاخير عن عڈابها لأكثر من خمس سنوات
دلفت إلى الحمام بعد أن اخذت بعض
الملابس البيتية من الحقيبة ثم غيرت
ثيابها و تركت شعرها منسدلا على ظهرها
قبل أن تطفئ الانوار ما عدا أنوار المصابيح
الموضوعة بجانب السرير من الجهتين
دثرت نفسها بالغطاء و إحتضنت صغيريها
محاولة منح جسدها و عقلها بعض الراحة
إلا أن الأمر بدا صعبا جدا مع رائحة
عطر صالح التي كانت تنتشر على الوسادة
و الفراش
تقلبت للمرة التي لا تعلم عددها و هي تحبس
أنفاسها حتى لا تتسلل لها تلك الرائحة
التي تمقتها و تذكرها بماضيها المليئ
بالعڈاب و رغم
انها قد أحضرت بعضا من ملابسها و نشرتهم
على كامل الفراش و الوسائد إلا انها لم
تستطع بتلك الحيلة الفاشلة منع الرائحة
من الانتشار و التسلل داخل أنفها
فجأة توقفت عن الحركة و تجمدت في مكانها
متشبثة بالغطاء عندما سمعت صوت الباب
يفتح دقات قلبها كانت تقرع كطبول الحړب
بينما جف ريقها و تسارعت أنفاسها
پخوف و هي تقسم انها لو نجت فلن تبق
يوما آخر هنا
صوت خطواته تناهت إلى مسامعها
لتغمض عينيها بقوة ممثلة النوم بعد أن
شعرت بصالح يقترب منها كان جسدها
يرتجف و حدقتي عينيها تتحركان بعصبية
تحت أجفانها و هي تستعد في أي لحظة حتى
تصرخ
سمعته يتوقف حذوها و
يضع بعض الاشياء
على طاولة الكومودينو و هو يتحدث بهمس
مټخافيش انا صالح جيتلك شوية أكل و مية
عشان لو الاولاد جاعوا بالليل
تنفسحت بارتياح في تلك اللحظة بعد أن كاد
ينقطع عليها الأوكسجين قبل أن تجيبه
هي الأخرى بهمس مماثل
شكرا
كانت تلتفت إلى الجهة الأخرى نحو أطفالها
لكن رغم ذلك لم يستطع صالح مقاومة
رغبته في تقبيل شعرها الذي كان يظهر من
تحت الغطاء مما جعل يارا تنتفض لكنه
سار بهدوء نحو الجهة الأخرى و قبل صغاره ثم
غادر مغلقا الباب وراءه
صباحا إستيقظت يارا على صوت ضوضاء
في الغرفة فتحت عيونها المرهقة بعد ليلة
طويلة قضتها دون نوم تحدث ريان الذي
شعر بها تستيقظ
صباح الخير يا مامي شوفي بابي جابلنا إيه
رفعت رأسها نحو الصغير الذي كان يقفز
فوق السرير بسعادة و يرتدي ملابس جديدة
و هو يحرك يديه واصفا لها
انا و سليم بقى عندنا أوضة كبيييييرة
لوحدنا و فيها دولاب كبيير اوييي و فيه
هدوم كثييييرة و العاب ماما انا عاوز
أفضل هنا مش عايز أرجع عند تيتة سوليأم
إبراهيم
ضحكت يارا و هي تتجلس على الفراش
حتى تجذب الصبي نحوها و تقبله قائلة
صباح الخير يا
قلب
ماما يعني خلاص
شفت الألعاب نسيت تيتة أم إبراهيم بقيت
مش عاوزها
حرك ريان راسه بنفي و هو يصحح لها
لا انا عاوز تيتة تيجي تعيش معانا هنا
رفعت يارا حاجبيها و هي تبتسم على
فكرة طفلها التي ستجعلها تشعر بالأمان اكثر
في هذا المكان حملته و انزلته على الأرض
و هي تسأله
بابي و سليم فين
أشار لها نحو الباب قائلا
في الاوضة
همهمت يارا بتفكير ثم قالت
طب روح عندهم و انا هغسل وشي
متابعة القراءة