هو فارسي

موقع أيام نيوز


.. وجات قالتلى أنها حامل ..وفضلت شهر بحاله أحاول أتهرب منها
ألتقط أنفاسه بصعوبة وهو يتابع قائلا 
لحد ما هددتنى وقالتلى انها هتفضحنى فى كل حته وتبلغ ابويا ..
أجهش فى البكاء عندما وصل لهذه النقطة وهو يقول
مفكرتش ..معرفتش أفكر فى حاجة غير أنى
اخلص من تهدديها بس.. مكنتش اقصد صدقنى
أغمض فارس عينيه پألم وقد تيقن من أدانته ..ها هو يتجسد أمامه مثالا لعقد الحړام عندما يقطع فتنفرط حباته حبة تلو الأخرى بسرعة كبيرة لا نستطيع اللحاق بها أو جمعها.

تركه فارس يبكى ويعضه الندم على ما فعل حتى بدأ يهدأ ويسكن جسده المنتفض ثم قال 
علشان كده أنكرت أنك تعرفها مش كده
رفع هانى كتفيه بحركة عصبية وهو يقول بأنفاس لاهثة 
اومال كنت هعمل ايه كان لازم أنكر وكدبت الشهود اللى شافوا ال ة وكدبت أختها لما قالت انها تعرفنى ...خفت اقول الحقيقة .. خفت يعدمونى
أخذ فارس كفه وقبض عليه بقوة وهو ينظر له بصرامة قائلا
ومخفتش من ربنا ! .. إنت ممكن تاخد براءة وبعدين ټموت عادى فى بيتك
ثم وضع أصبعه على ه وضغطه وهو يقول 
هتروحله ازاى وانت مش هى عايشة وبس لاء وهى ة كمان
حدق فيه هانى فزعا وهو يقول منتفضا 
وهى ة يعنى أيه
يعنى أهلها وصحابها وجيرانها وكل اللى يعرفوها عرفوا دلوقتى انها ت وهى حامل وهى مش متجوزة .. و بسببك انت
بدأت دموع هانى تنهمر بشدة وهتف صائحا 
أنا تبت لربنا تبت وندمت وربنا هيقبل توبتى انا متأكد
وضع فارس يده على كتفه وهزه بقوة وهو يقول 
ممكن ربنا يقبل توبتك اه لما تغلط فى حق نفسك وبس ..لكن أنت غلط فى حق أنسانه متعلقه فى رقبتك عمرها اللى راح هى واللى كان فى بطنها .. يعنى لازم تردلها حقها ..على الأقل خالص انك تعترف بغلطك وتتقبل العقۏبة بشجاعة.. مش تنكر وتقول توبت
دفع هانى يد فارس حانقا وقال 
أنت عايز منى أيه ..أنت جاى تدافع عنى ولا جاى تلف حبل المشنقة حوالين رقبتى
هز فارس رأسه أسفا وهو يقول 
يابنى أنا بنصحك لوجه الله علشان لما عمرك اللى متعرفش هيخلص أمتى ينتهى ..تروح لربك نضيف
قال عبارته الاخيرة وتركه وأتجه لباب الحجرة لينصرف .. فتح الباب وخرج وتركه وحيدا يشعر بظلام قلبه وروحه الآثمة الملوثة ..والمعذبة
بينما كانت أم فارس منشغلة فى المطبخ تعد طعام الغذاء سمعت طرقا خفيفا على باب الشقة فتركت ما فى يدها واتجهت لتفتح الباب ..أبتسمت وهى تنظر إلى مهرة التى وقفت على استحياء مطرقة برأسها وقالت 
أهلا يا مهرة يا حبيبتى اتفضلى
قالت مهرة بخفوت وقد بلغ الخجل منها مبلغة 
معلش يا
طنط مش هقدر أدخل ..
ثم ترددت قبل أن تقول 
أنا بس كنت عاوزه اسأل على حاجة وهمشى على
طول
جذبتها أم فارس من يدها وهى تقول 
تعالى مفيش حد هنا غيرى
دخلت مهرة وأغلقت أم فارس الباب خلفها فوقفت خلفه ولم تتحرك خطوة واحدة وقالت بخجل 
معلش يا طنط بجد مش هقدر أقعد ..
قالت أم فارس وهى تمسكها من يدها وتتجه للمطبخ 
طب تعالى معايا فى
المطبخ قوليلى اللى انت عايزاه أحسن الأكل هيتحرق
وضعت مهرة حقيبتها جانبا على المقعد المجاور للباب وتبعتها إلى المطبخ ..وقفت مهرة بجوارها تنظر إليها وهى تقلب الطعام فى الإنائين أشفقت عليها من المجهود اليومى التى تقوم به وحدها وبحركة تلقائية تناولت ملعقة خشبية كبيرة ووقفت تقلب الأرز مساعدة لها ثم قال 
فى حاجة يا طنط عاوزه اسألك عليها بس خاېفة تقلقى
ألتفتت إليها أم فارس باهتمام وقالت 
خير يا بنتى فى أيه
ظهرعلى وجهها الأضطراب والتوتر وهى تقول 
بقالى كام يوم بحلم بكوابيس تخص الدكتور فارس وبقوم من النوم مڤزوعة
عقدت أم فارس بين حاجبيها وهى تضيف صلصة الطماطم إلى الإناء وقد تسرب القلق لقلبها وقالت 
بتشوفى أيه فى الكوابيس دى
أضافت مهرة مرقة اللحم إلى الإرز وقلبته مرة أخرى ثم وضعت غطاءه جيدا والتفتت إليها قائلة 
مش هينفع أحكيه يا طنط علشان مرة ..مرة الدكتور فارس قالى أن اللى يحلم بحلم وحش ميحكيهوش لحد خالص ويستعيذ بالله وهو مش هيضره
قالت كلمتها وتوجهت للمكان المخصص للأكواب بحثت بعينيها قليلا وما لبثت أن وجدت ضالتها ..كوبها المخصص منذ زمن طويل لا يشرب منه أحد غيرها لونه مميز وعليه رسومات كرتونية كثيرة مختلفة أبتسمت وهى

تتناوله وقالت 
مكنتش متخيلة انى هلاقيه
أطلت نظرات الإشفاق فى عينيى أم فارس وقالت ب 
حاجاتك اللى هنا فى الحفظ والصون مهما غبتى هترجعى تلاقيها
لمعت عينيى مهرة بدمعة ت لإخفائها وهى تتجه للثلاجة ووضعت فى الكوب بعض المياه الباردة وما أن انتهت حتى قالت لها أم
فارس 
كنت عاوزه تسألينى على أيه يا مهرة
وضعت مهرة الكوب على رخامة المطبخ أمامها وقالت 
الكوابيس دى مش مريحانى يا طنط .. هو الدكتور فارس عنده مشكلة ولا حاجة 
توترت وهى تردف 
انا والله مش بدخل فى خصوصياته.. بس انا بخاف من أحلامى دايما وبصدقها علشان كده بسأل
هزت أم فارس رأسها نفيا وهى تقول مطمئنة 
محكاش ليا حاجة خالص لو فى مشكلة كان أكيد حكالى ..أطمنى
قالت مهرة وهى تومىء برأسها قلقة 
يارب يكون كده فعلا
.. معلش يا طنط عطلتك.. أمشى انا بقى علشان عندى مذاكره كتير
كادت أن تخرج من المطبخ الا أن أم فارس تذكرت أنها لم تسألها عن أحوالها مع زوجها وخصيصا بعد المشادة التى حدثت بينه وبين فارس فوضعت يدها على كتفها من الخلف وهى تقول 
أستنى صحيح ..عاملة أيه مع جوزك يا بنتى ياترى لسه زعلان ولا خلاص
شعرت مهرة بالحنق لمجرد ذكر أسمه وقالت بضيق 
تفتكرى يا طنط أنا ممكن أفكر فى زعله بعد ما كان هيمد أيده عليا بعد أسبوع واحد من كتب كتابنا
عندما وصلت لهذه النقطة سمعت المفتاح يدور فى الباب ويفتح لتفاجأ بفارس يدخل ويغلق الباب خلفه وقد بدا عليه الإرهاق والهم الشديد بعد جلسته مع هانى منذ قليل ..ألتفت بتلقائية لينادى والدته فوجدها تهم بالخروج من المطبخ وقد احمرت وجنتاها خجلا للقاءه فى بيته نسى همه وأرهاقه وهو مازال واقفا مكانه خلف الباب المغلق وتسللت النشوة إلى قلبه تناولت حقيبتها بجوار الباب بارتباك شديد ووقفت تقول بخفوت 
أزيك يا دكتور
لم يتنحى جانبا لتخرج إنما ظل واقفا مكانه .. لا يعلم لماذا تسمرت قدماه وأبت أن تتحرك وقد ارتسمت النشوة والبهجة على ملامحة وقال 
أزيك انت يا مهرة .. عاملة أيه
تحشرج صوتها وهى تتمتم 
الحمد لله
كانت تتوقع أن يتحرك جانبا ولكنه لم يفعل ..أقتربت منه والدته وربتت على ه وكأنها توقظه من غفوته وقالت 
عديها يا فارس علشان متتأخرش على مامتها
ألتفت إلى والدته محدقا بها وكأنه لم يراها إلا الآن فقط أغمض عينيه وفتحهما ببطء ثم تنحى جانبا لتمر من أمامه وتحت ناظري قلبه الذى ي ليزيل الغمامة التى تعصب عينيه فتحجب عنه الرؤية الصحيحة لحقيقة مشاعره خرجت وأغلقت الباب خلفها مسرعة وصعدت الدرج فرارا ولكن من منا يستطيع الفرار من قلبه .
تركته والدته وعادت للمطبخ ثانية لتتمم على الطعام فدخل خلفها ووقف مستندا ب يه على باب المطبخ
قائلا 
مالها يا ماما فى حد ضايقها تانى
هزت رأسها نفيا وقالت 
لا مفيش دى كانت بتسلم عليا بس
وقع بصره على الكوب الموضوع فوق رخامة المطبخ فارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه .. تقدم نحوه وأخذه ونظر إليه جيدا وهو يقول 
طول عمرها مبتحبش تشرب غير من
الكوباية دى
نظرت له والدته بدهشة وهو يتوجه إلى الثلاجه ويصب فيه بعض الماء البارد ويشرب بشكل تلقائى ولكن بحماس شديد.. وبتلذذ!
أنتهى ووضعها مكانها كما هى وخرج ليبدل ملابسه تحت ناظري والدته التى كانت تدعو الله بقلبها أن يرزقه راحة البال
والقلب .
بمجرد أن جلسا حول مائدة الطعام قالت والدته 
أومال مراتك مجاتش ليه يابنى لحد دلوقتى
عقد بين حاجبيه بضيق وقال 
عاوزه تقعد فى بيت امها يومين
وكأنهما استدعاها حينما تحدثا عنها فلم يكد ينتهى من كلمته حتى سمع رنين هاتفه النقال أخذ الهاتف وأجابها فقالت على الفور
أيه يا فارس قافل تليفونك ليه
ظهرت الدهشة على وجهه وقال 
أنا مقفلتش التليفون النهاردة خالص
تصنعت الدهشة وهى تقول 
معقوله أومال كان بيدينى مغلق ليه
ثم استدركت وهى تقول 
أومال أنت كنت فين من ساعتين كده لما كان بيدينى مغلق
كنت مع المتهم بتاع قضية ال 
أدعت المرح وهى تقول 
شكلك كده وافقت على القضية
هز رأسه نفيا وهو يقول 
لاء رفضتها
أبتلعت ريقها بصعوبة فهذا ما كانت تتوقعه إلا أنها كان لديها بصيص من الأمل فى أن ي ا ويريحها مما هى مقدمة عليه .. قالت بتماسك 
بلغت والده بالرفض ولا لسه
لا لسه لما أروح المكتب بالليل هخلى السكرتارية تبلغه علشان يجى كمان ياخد الأوراق بتاعة القضية
شعرت بالوهن يدب فى أوصالها فهاهى ستضطر أن تلجأ إلى أكثر شخص تبغضه على وجه الأرض وسمعته ينهى المكالمة قائلا
طب معلش يا دنيا هقفل دلوقتى علشان ألحق أخلص غدا وأنزل
قالت بلهفة 
رايح المكتب بدرى كده
لالا أنا عندى ماتش كده مع الدكتور بلال وعمرو ويمكن اروح المكتب متأخر شوية ..يلا سلام
أنهى مكالمته بينما قالت والدته باهتمام
ليه يا فارس هتسيبها تقعد لوحدها يابنى فى حاجة مزعلاها ولا ايه ..طب شوف ايه اللى مزعلها .. مينفعش تقعد لوحدها كده ..دى دلوقتى بقت يتيمة يا فارس
نظر لها فارس وهو يشعر
بالإشفاق تجاه والدته لطيبتها الزائدة حتى مع من يسيئون معاملتها وقال 
مفيش حاجة يا ماما.. هى طلعت فى

دماغها النهاردة الصبح أنها تروح هناك شوية وصممت .. خلاص براحتها
نظرت له والدته بريبة ثم تذوقت الأرز وهى تتمتم بإعجاب 
والله شاطرة
رفع فارس رأسه ناظرا إليها بتسائل وقال 
مين دى اللى شاطرة
قالت والدته وهى تتناول طبقها 
ولا حاجة .. مهرة أصلها نفسها حلو فى الرز
رفع حاجبيه وقال 
هى اللى عملته !
أومأت برأسها وهى تكمل طعامها دون أن تنظر إليه فقال 
فين طبق الرز بتاعى يا ست الكل
رفعت رأسها بدهشة وقالت 
أنت مش قلت بتحب السبانخ مع العيش
مط شفتيه قائلا
هجربها مع الرز
نظرت له والدته وهو يأكل الإرز بإعجاب شديد
وكأنه لم يأكله من قبل فلاحت ابتسامة صغيرة على جانبى شفتيها رغما عنها وبعد أن انتها من طعامهما ..أعد فارس الشاى كما يفعل دائما ...وضع واحدة أمام والدته التى قالت 
أنت هتقابل عمرو والدكتور بلال النهاردة
أرتشف رشفة منه وأومأ برأسه قائلا 
أيوا عندنا ماتش النهاردة بعد صلاة العصر على طول .. يدوبك أخلص وأرجع أغير هدومى وانزل على المكتب 
أنهى فارس أغتساله وبدل ملابسه وارتدى حلته الرياضية استعدادا لماتش الملاكمة
نظر باسم لرقم الدنيا الذى تتضىء به شاشة هاتفه النقال بانتصار وخبث فقد كان متأكدا من اتصالها ولجوئها إليه من أجل المال فلقد صدق ظنه بها بل وثقته فى طمعها ... أجابها بترحاب شديد فقالت باقتضاب وهى تشعر بالتقزز منه وقالت 
خلصنى وقولى هتعمل ايه.. فارس هيبلغ الراجل رفضه النهاردة
أصابه التوتر والقلق وقال
 

تم نسخ الرابط