غيبات تمر ل مروة الطراوي
به أنه هو الحب بل يعتقدون أنه لتصحيح الخطأ فقط وأنه بمجرد تصحيحه ستغادر تلك الرغبة المكنونة صدرك وبأنتظار رغبة أخرى في أي امرأة أخرى وسيقنعوك بذلك خرجت من صدره أه طويلة كأنها مكتومة لسنوات عديدة نتيجة لقراءة أفكارهم وظنهم القديم به. أنك تعيش الوهم في صورته الجديدة وأن حلك الوحيد أن تبتعد عن محيطهم جميعا حتى لا تصيبهم من جديد ولكن عليك بتحسين ظنونهم عنك بأي وسيلة.
بالفعل قام قصي بتصليح بعض
الأخطاء وكان أولهم أن عليه أن يكون شقيقا جيدا لسمر. علم منها أن سامر يريدها وبشدة فقام بتقديم التنازل الأكبر وهاتفه ليأتي لخطبتها وها هي الأن تتزين لرؤية حبيبها دلف إليها في غرفتها ونظر إلى انعكاس صورتها في المرآة وإلى عينيها التي تلمع من الفرحة وإلى رقتها وأنوثتها ليهتف وهو يغمز لها قائلا ايه الجمال ده كله يا سمورة. وأخيرا شفتك عروسة بعد كل المرار اللي شفتيه في حياتك بتمنى لك السعادة من كل قلبي.
التفتت إليه واحتضنته قائلا حاضر يا قصي عقبالك أنت كمان لما ربنا يريح قلبك أنا معاك أنت لازم ترتبط بغفران.
ابتسم إليها ليجد هالة تدلف إليهما وهي تناديه ليخرج سمر من أحضانه ويميل على يد والدته يقبلها قائلا نعم يا ست الكل ايه مالك يا حبيبتي ايدك متلجة كده ليه هو أنت العروسة ولا ايه متقلقيش بابا هيجي وكل حاجة هتبقى تمام.
ثم طمأنها قائلا أنا متفق مع سامر
على كل حاجة.
تنهدت هالة براحة قائلة ربنا يرضى عليك يا ابني يارب ويعوض عليك باللي نفسك فيه.
في أثناء ذلك جاء سامر ووجدي لخطبتها فتحت الخادمة ودلفا إلى الصالون ليأتي إليهم قصي حتى أنهم قاموا للترحيب به والسلام عليه ليوقفهم بيده بكل احترام قائلا خليكم قاعدين أنتم مقامكم كبير أولا شرفتونا كل الشكر ليكم انكم تغاضيتم عن الماضي اللي كان بينا وقدرتم اللي كنت فيه.
تنحنح وجدي قائلا مش كل أخطاء الماضي بتغتفر يا قصي في أخطاء بتفضل معلمة فينا لأن جرحها كبير أنا جيت علشان خاطر سامر.
ثم استطرد وهو ينظر إلى سامر بحب قائلا لأني مش حابب يعيش زي ما أنا عايش مع واحدة حولت حياتي وحياة أولادي لچحيم.
تضايق سامر من ذكر تلك السقطات ليحاول تغيير الموضوع قائلا يلا يا جماعة اللي فات ماټ احنا اولاد النهارده وبتمنى من بعد النهارده كل حاجة تمشي تمام.
ثم تابع بحب وبكل صدق قائلا أنا مقدرش أستغني عن سمر لأني بحبها بجد.
هنا دلفت سمر بكئوس العصير وهي تتنفس العشق من كلماته الأخيرة ليقف إليه ويبتسم بسعادة ويخرج من جيبه خاتم الخطبة ليهديها اياه.
علمت من سامر أنه قام بخطبه سمر. فرحت له بشدة ودعت له ولكن تبقى أمر حضور عرس أخيها وهل سيوافق زيدان على ذلك أم سيمنعها لضرورة وجود قصي دلف إلى القصر فوجده مظلم إلا من ضوء خفيف يظهر منه حوريته مرتدية فستانا باللون البنفسجي يظهر مفاتنها الخلابة ليبتسم إليها ويتوجه لاحتضانها بكل شوق وشغف خرجت من أحضانه قائلة حبيت النهارده نسهر مع بعض شويه كأننا بره.
ابتسم بخبث قائلا متحاوليش يا رورو نسهر تحت نسهر بره نسهر جوه مليش فيه أنت عارفة أخرتها ايه.
تعالت ضحكتها قائلة هو أنا اتكلمت يا زيزو. أنا بس حابه نقعد مع بعض شويه قبل الھجمة المرتده بتاعتك. ايه مينفعش
نظر إليها بدقة قائلا وهو يمط شفتيه بالشكل ده صعب جدا يا رورو.
تذمرت بطفولية وقالت يوووه بقا مينفعش كده. أنا نفسي نتكلم سوا.
شرد في أفعالها الطفولية وقال شكلك زي الطفلة أه لو يبقى عندي بنوته كده شبهك تفتكري نتعامل معاها
ازاي
وضعت يدها على وجهه قائلة أكيد هتبقي أب كويس سواء ليها أو لاخواتها.
وضع يده على يدها والتقطها يقبل باطن كفيها قائلا تيجي هي بس وبعدين يجوا اخواتها وأنت تشوفي ازاي نخليهم ملكات ماشيين على الأرض.
هنا تشجعت ريحانة للبوح بأخر الغيبيات لديها قائلة وإذا قلتلك ان خلاص قربت تيجي الملكه أو حتى الأمير الصغنن هتعمل ايه
سخر منها وتعالت ضحكته قائلا ياااااريت مكنتش أعرف إنك مستعجلة زيي كده كله بأوان يا رورو احنا مكملناش شهر مع بعض.
اصفر وجهها وابتلعت ريقها مردفة احنا صحيح مكملناش شهر مع بعض بس أنا حامل في شهرين وداخلة في التالت.
اتسعت عينيه وتسمر مكانه غير مستوعب ما تقوله وهي شعرت أنها على وشك السقوط من الجديد خاصة عندما تفوه قائلا ايه اللي بتقوليه ده وبالنسبه لعملية التنظيف ايه لعبة مثلا
تنهدت قائلة مش هنكر ان كان نفسي أعملها وده من واقع الظلم إلى اتحط فوق دماغي منك وكان ممكن أعملها بالرغم من رفض مها.
ثم تابعت بصوت مبحوح قائلة بس تراجعت في أخر لحظة.
نظر في الفراغ مطولا والأسئلة تعصف بها عصفا هل هو لم يصدقها أم أنه يعتقد أن هذا هو السبب في رجوعها وهي تنتظر انفجاره ولكن رد عليها بكل ثبات وهدوء قائلا مبروك يتربي في عزك ابقي فكريني أشوف لك دكتور تتابعي معاه.
لما كل هذا البرود هطلت الدموع من مقلتيها وتعالت شهقاتها قائلة تحب تعمل اثبات نسب
أغمض عينيه قائلا ده اللي خۏفك تقولي صح
هزت رأسها بحزن قائلة أيوه وعندي ليك سؤال يوم ما شفنا بعض عند ياسمين لو كنت قلتلك كنت هتثق فيا وتصدق.
تجمد بمكانه لتسأله سؤال أخر قائلة بلاش دي كل مرة بتقول نفسي في طفل لو كنت قلتلك كنت هتصدقني
هز رأسه قائلا لا مع الأسف لأن مكنتش أعرف ان ياسمين كويس إلا من بعد ما أمير حكى ليا كل حاجة عنها بس أنا دلوقتي مصدقك.
اعتصرت عينيها حزنا لأنه كان قلقا من جلستها عند
ياسمين أما يعلم أنه يمتلك إنسانة صادقة مهما عاشت في أي محيط ستحافظ على نفسها والذي زاد أحزانها أكثر توقعها الثاني حيث قال اللي قهرني انك أكيد راجعة علشانه مش علشاني.
صړخت في وجهه قائلة أكيد يا زيدان في الأول كان كده لكن خلاص كل يوم وأنا بتأكد ان حبك جوايا بيزيد.
وتابعت بقوة قائلة كان من حقي أنتقم منك وأنت اللي قلت كده بس خلاص نفسي أعيش كزوجة وحبيبة وأم لأولادك.
لم يستطع أن يستمع أكثر منها فقام وډفنها بين أحضانه قائلا وأنا كمان نفسي أعيش وأعيشك بالصورة دي سامحيني يا ريحانة على كل دقيقة مرت عليكي عڈاب مني.
واعتصرها أكثر قائلا سامحيني أن مسحت الثقة ما بينا وفضلت أشك فيكي لأخر لحظة.
تعلقت به كما تتعلق الروح بالجسد قائلة أنا مقدرش أشيل منك حتى لما رجعت هنا وأنانيتي وحشة مقدرتش يا زيدان أنا بحبك أوي.
واستطردت بتمني قائلة يا ريت لو يرجع بيا الزمن وأقابلك أنت وبس يا حبيبي.
تعالت السعادة ورفرفرت في قلبه وهو يدور بها قائلا حبيبتي أنا يا ريحانة أنت قدرتي اللي قابلته علشان يغير حاجات كانت غلط.
ثم قبلها من جبينها قائلا أنا ممنون ليكي وأفضل طول عمري فخور بنفسي إني اتجوزت واحدة زيك.
خرجت من أحضانه وتعهدت له قائلة وأنا كمان فخورة اني مراتك وأوعدك ان معدش في حاجة هخبيها عنك حتى لو على قطع رقبتي.
واستطردت معرفش.
أنزلها بعناية ثم توجه لفتح الباب ليتفاجئ بظهور أخر شخص يتوقع أن يراه ليجحظ بعينيه قائلا مها ايه اللي جايبك دلوقت
دلفت مها وهي تنظر إليه وإلى ريحانة بقلق قائلة الحقني يا زيدان مصېبه بجد غير متوقعة ليا وليكم.
الفصل الثامن والعشرون
الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات
أنا عاشقة لعينيك وكم أنت جميل بينهم
أهلا بالزوار الجدد مع الأسف نحن لا نحمل بداخلنا دواء لهذه العله تحملنا البؤس مثلك تماما حتى الأن نحاول مداواة جروحنا والجراح تلو الأخرى وتتزايد في سرعة وجودها في محيطنا حتى أننا تتبعثر في طرقاتها و تقودنا إلى عالم الجنون وتذهبنا إلى الشقاء بدون سابق انذار ليستقر في داخلنا بإصرار محكم.
قطب زيدان جبينه باندهاش هو وريحانة ليسأل مها قائلا مصېبة ايد دي يا مها اللي تخليكي تجيلي في نص الليل.
تنهدت مها مطولا ثم جلست أمامه تسرد له ما علمته وجعلها تأتي له في هذا التوقيت.
فلاش باك.
كانت تجلس في المستوصف بطنطا تهاتف غفران للاطمئنان عليها كعادتها لتتفاجئ من غفران وهي تخبرها بطلب يد قصي لها قائلة مامي قصي السبعاوي متقدم ليا وأنا بصراحة مش عارفة أعمل ايه أنت ايه رأيك
تشدقت مها وهي تشرب قهوتها اڼصدمت قائلة قصي مين هو مش غار وبعدين ده مينفعش يا غفران.
عضت غفران على شفتيها لا تعلم كيف تجيبها ولكنها اعتصرت نفسها قائلة بصي أنا عارفة كل حاجة وعارفة ريحانة اطلقت منه ليه وعارفة اتجوز شذى ليه بس هو رجع من السفر.
هزت مها رأسها بعدم استيعاب قائلة مش معقول وأنت عرفتي منين ده كله هو اللي قالك صح
اضطرت غفران للبوح بما يكمن بداخلها قائلة بصعوبة هو قالي إنه عاجز وأنا صدقته بس الحكاية إن شكران خليته يجيب رجالة يعتدوا عليا بس بس.
كانت تتمزق وهي تروي لها قائلة هو اللي عملها يا ماما مش الرجاله.
صړخت مها قائلة نهاره مش فايت هي البلد مش فيها قانون وديني ما يعيش لحظة واحدة بعد كده.
نهضت من مكانها وأغلقت هاتفها متوجهة إلى
خارج المشفى ولكن