قلوب حائره الجزء الثاني
المحتويات
يا منالخسرنا عمرنا اللي ضيعناه مع شريك مش شبهنا
واسترسل وهو يهز رأسه باستسلام
أنا وإنت مخرجناش من علاقتنا غير بالهزيمة وخيبة الأمل
واستطرد بتعقل
خلينا ننهيها باحترام بدل ما نكمل ومع الوقت نخسر حتي إحترامنا لنفسنا
أومأت له وبصوت خاڤت مټألم تحدثت
عندك حق يا عز
واسترسلت بعيناي شاكرة
أنا متشكرة يا عزمتشكرة علي إنك إتحملتني كل السنين دي من غير ما تكل ولا تملمتشكرة علي كل حاجةوأوعدك إني مش هزعجك بعد النهاردة
تنهد بأسي للحال الذي وصل إليه كلاهما ولكن هذا أفضل للطرفينفقد تحمل الكثير وضغط علي حاله سنوات وسنوات دون نتيجةوبالأخير قرر النأي بحاله عن تلك العلاقة التي إستنذفت قواه سائلا الله العوض والإثابة عن كل ما مر به من ألام وۏجع تسبب بشرخ روحه التي ما عادت كما السابق
داخل غرفة أنيقة ومرتبة بما يوحي إلى رتابة مالكها
كان يقف أمام مرأته
أمسك بفرشاته الخاصة وقام بتصفيف شعر رأسه جيدا تحت إحداثه صفيرا من فمه يوحي إلي رواق مزاجه وصفائهإلتقط قنينة عطره المميز وبات ينثر علي ذقنه وصدره برتابةأعاد القنينة بمكانها وبات يتطلع علي حاله باستحسانإتجه إلي تخته وألتقط حلة بدلته الموضوعة علي طرف الفراش وتحرك إلي خارج غرفته بخطي واثقة
بجانبه تقف سيدة بالعقد الخامس من عمرها يبدو عليها الرشاقة والجمال الذي وبرغم مرور السنوات مازالت تحتفظ بهأمسكت بيدها الوعاء الخاص بحفظ مشروب الشاي الساخن وبدأت بسكب بعضا منه داخل الكأس الموضوع فوق طاولة الطعام المعدة برتابة تشير إلي نظام تلك السيدة
تسلم إيدك يا بثينة
بالهنا والشفا يا دكتور هكذا أجابته برقي
تحرك إليهما وتحدث بنبرة حماسية وهو يسحب مقعده المعتاد المجاور لوالده ويقوم بتعليق حلته بالخلفية ثم جلس
صباح الخير
رد والده التحية من خلف جريدته وعقبت والدته
صباح النور يا حبيبيأصب لك شاي
لو سمحتي يا حبيبتي
سكبت له المشروب وجلست بجوار زوجها لتتناول طعامها بهدوءتحدثت إليه بتذمر
نزل الجورنال من علي عنيك وإفطر زي الناس يا جمال
إبتسم كارم وتحدث مشاكسا والده
أموت وأعرف إنت بتجيب الجرايد دي منين يا دكتور
واستطرد باستغراب
وبعدين هو حد بقي يقري ورقيدي إنقرضت
يا حضرة الرائد نطقها الأستاذ الجامعي باعتزاز لعاداتهواسترسل بمداعبة نجله الغالي
واحساس راقي لا يفهمه جيل الإنترنت فاقدي الحس أمثالك
وبأسي استطرد بإبانة
من يوم ما بلتونا بالتطور التكنولوجي وإنتوا ضيعتوا حلاوة كل حاجة في حياتنا وحولتوها لمجرد صورة توثق الحالة
ضحك كارم وتحدث بمراوغة
هدي أعصابك يا دكتوروبعدين هو حضرتك بتلوم عليا أنا ليهده أنا فاتح صفحة فيس بوك بالعافية
واستطرد بمشاكسة
كلامك ده توجهه للأخ مارك وامثاله من الفاشلين مخترعي التكنولوجيا
إبتسم والده وقام بطي الجريدة ثم وضعها جانبا وأمسك كأس المشروب وأرتشف منه القليل وبدأ بتناول طعامهنظر إلي نجله وسأله
أخبار المهمة الجديدة إيه
كله تمام يا دكتور نطقها بغموض وهو يلتقط إحدي حبات الزيتون ويتناولهاهتفت والدته بنبرة حادة
مهمة إيه اللي بتسأله عنها يا دكتور
واستطردت بعيناي غاضبة أظهرت كم إستيائها
هو أحنا كنا بنربيه وندخله الكلية الحړبية ونطلعه ظابط قد الدنيا علشان في الأخر يروح يحرس حتة عيلة في الكلية!
هز كارم رأسه وابتسم باستسلام لحديث والدته الذي بات يحفظه بفضل كثرة عدد المرات التي إستمع له منذ أن أخبرها ووالده عن إستلامه لتلك المهمة
أردف جمال بنبرة مستنكرة وهو يتحدث إلي زوجته
يا بثينة يا حبيبتي دي مهمة رسمية واللي إختاره ليها رئيس الجهاز بنفسهيعني معني كدة إنه واثق في إبنك وده ليه معني كبير قوي
قول لها يا دكتور علشان الأستاذة مربية الأجيال مش عاوزة تقتنع قال كلماته وهب واقفا ثم أمسك كأسا من المياة وأرتشفه دفعة واحدةفتحدثت والدته مديرة المدرسة
يا ابني إقعد كمل فطارك زي البني أدمين
أردف علي عجالة وهو يلتقط حلة بدلته ويرتديها
هتأخر يا ماما
عقبت بقلب الأم
يعني هتسوق كل الطريق ده وإنت جعان
أجابها وهو يضع قبلة حنون فوق رأسها
هبقي أكل أي حاجة في الطريق لو جعت يا ماما
عاوز حاجة يا بابا نطقها بتوقير فأجابه الآخر
سلامتك يا كارمخلي بالك من نفسك يا ابني
أومأ لأبيه وشكره ثم انسحب مستقلا سيارة الجهاز المصفحة واتجه بطريقه إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي وتابعته سيارة الحراسة المرافقة والتي كانت بإنتظاره
وقفت أمام مرأتها تنظر لهيأتها بعدما أصبحت جميلة حد الفتنة بفضل إرتدائها لثيابا أنيقة إنتقتها خصيصا لتبدو أكثر جاذبيةنظرت علي حالها باستحسان ثم تحركت إلي الكومود والتقطت حقيبة يدها واخرجت منها جهاز مشغل الموسيقي عن طريق البلوتوثنظرت عليه وأبتسمت بخبث بعدما أنتوت بينها وبين حالها أن ترد عمليا علي ذاك الكارم بشأن إزعاجه لها المتعمدتحركت خارج غرفتها ونزلت من فوق الدرج بحماسنظرت للأمام وجدت جدها وجدتها ووالدها وعمها طارق يتناولون فطورهم علي طاولة الطعام قبل إنطلاقهم لمباشرة أعمالهمتحركت
إليهم وتحدثت بنبرة حماسية إستغربها الجميع
صباح الخير
رد الجميع تحيتها وأردف جدها مداعبا حفيدته
ده إيه الحماس اللي باين في صوتك وباين علي وشك ده كله
ضيقت عيناها باستغراب وأردفت متذمرة
هو أنتوا مبقاش يعجبكم حاجة فيا خالص يا جدو!
واستطردت شارحة
يعني أقعد مع نفسي وأبعد عن الكل مش عاجبأتحمس وأحاول أرجع لطبيعتي بردوا مش عاجب!
إبتسم علي حفيدته متقلبة المزاج وتحدث إليها بهدوء
هو مين اللي قال إن التطور ده مش عاجبني
بالعكسيا حبيبتيده أنا مبسوط جدا ومستني الأكتر
إقعدي إفطري يا سيلا جملة هادئة نطق بها ياسينعقبت عليها تلك المتمردة بأخري متهكمة
خاېفة أقعد أفطر وأتأخر علي حكمدار العاصمة اللي حضرتك عينته ليلاتاخد مخالفة تأخير وأسمع لي كلمتين أنا في غني عنهم
هتفت منال بنبرة حانقة لأجل حفيدتها
مين ده اللي يجرؤ يتكلم معاكي ولا يحاسبك
واسترسلت وهي تنظر إلي ياسين قاصدة إياه بحديثها
ما تشوف بنتك بتقول إيه يا ياسين
تنهد ياسين ثم نظر إلي والدته وتحدث متهكما
أشوف إيه يا ماما
هو أحنا عرفنا الدكتورة تقصد إيه بكلامها علشان تقولي لي شوف بنتك!
وجه عز المغربي بصره إليها وباحتواء سألها مستفسرا
ماله ظابط الحراسة يا سيلاإيه مشكلتك معاه
خنيق يا جدو نطقتها بحنق واسترسلت بملامح وجه ظهر عليها الضيق
ده غير إنه مغرور جدا وطول الطريق بيتحكم حتي في النفس اللي بتنفسه
عقب ياسين ردا علي تذمرها
كل اللي بتتكلمي فيه ده أمر طبيعي لزوم حمايتك
هتفت بحنق وتبرم
حماية إيه يا بابي اللي تخليه يرفض يديني إسم بلوتوث الكاست علشان أشغل ميوزك يسليني علي ما أوصل
ضحكة ساخرة أطلقها طارق وتحدث بتهكم
يا قسۏة قلبه وجبروتهإزاي جاله قلب يعمل چريمة بالبشاعة دي
ضحك ذاك الثنائي علي فكاهة طارق حتي تلك المنال لم تستطع كبت ضحكاتها التي خرجت رغما عنها علي بلاهة حفيدتهاإحتقن وجه أيسل بالڠضب فور مشاهدتها لسخريتهم من شكواها فتحدثت بنبرة محتدة
بدل ما تسخروا مني بالطريقة دي حاولوا تفهموا المعني الحقيقي ورا كلامي
بصعوبة كظم ياسين ضحكاته وسألها كي لا تشعر بالضجر وعدم إهتمامهم بشكواها
طب ما تقولي لنا إيه اللي تقصديه يا سيلا
أردفت بإفصاح عن شكواها
علي فكرة يا بابيأنا ما أعترضتش علي رفضه لطلبي قد ما ضايقني الإسلوب اللي كلمني بيه
واسترسلت بتذكير
طب ما إيهاب كان بينفذ الأوامربس
في نفس الوقت كان بيحترمني وعمره ما تعدي حدوده في الكلام معايا
واستطردت بإعتراض حانق يوحي لمدي ڠضبها
لكن البيه بيعاملني علي إني تليمذة بمريلة وضفيرتين ونازل فيا تحكماتده أنا حاسة إنه شوية كمان وهيبتدي يحدد لي المواعيد اللي مسموح لي اتنفس فيها
هتفةبنبرة صارنة
سيلااااكارم مش حارس شخصي علشان تقارنيه بإيهابده واحد من أكفئ رجالة الجهاز وحازم جدا وبينفذ شغله المطلوب منه علي أكمل وجهوده كان السبب الرئيسي ورا إختياري ليه هو عن غيرهوأنا واثق فيه ومتأكد إنه عمره ما هيسمح لنفسه في إنه يتعدي حدوده في معاملته معاكي
واستطرد غاضبا
وإيهاب اللي سيادتك بتستشهدي بيه كلنا شفنا نتيجة تساهله هو ورجالته في عدم الحزم سواء في معاملته معاكي أو مع ليالي الله يرحمها
واسترسل مطالبا بحزم تحت حزنها ودموعها التي تكونت داخل مقلتاها
فياريت تبطلي دلع وتكوني علي قد المسؤلية اللي إنت محطوطة فيها
بالراحة علي البنت يا ياسين نطقها عز بعدما رأي حالة الفتاةفتحدث ياسين بنبرة حاسمة مجنبا حالتها
الدكتورة كبيرة بما فيه الكفاية وعارفة الوضع الأمني اللي إتفرض عليها يا باشاولازم تعرف المطلوب منها وتتصرف علي أساسة
وقف طارق وقام باحتضان الفتاة وتحدث إليها بحنان كي يمتص أية حزن أصاب داخلها جراء طريقة والدها الصارمة
بابا خاېف عليك يا سيلاهو معندوش أغلي منك إنت وإخواتك ولازم يأمنكم كويس
إبتسامة جانبية خرجت منها بطريقة ساخرة نتيجة سوء حالتها النفسيةفتحدثت منال لتهدئ من حزن الفتاة
إقعدي كلي أي حاجة يا سيلا
هزت رأسها برفضوحينها أتت العاملة وتحدثت بنبرة جادة
الحراسة بتاعت الدكتورة وصلت يا أفندم
بدون نطقها بكلمة واحدة جذبت بحدة حقيبة يدها الموضوعة فوق المقعد وانطلقت إلي الخارج تحت حزن ياسين الذي زفر بضيق وتحدث بأسي بعدما سند رأسه بكفاي يداه
أنا مش عارف أرضيها إزاي ولا أعمل إيه علشان ترجع لطبيعتهاأنا حقيقي تعبت
كنت قاسې قوي معاها يا ياسين جملة نطقت بها منال ثم استرسلت بإبانة
البنت كانت بتشتكي لك من الظابط وجاية تتحامي بيك
أردف عز مصدقا علي حديث نجله
البنت زودتها يا منال وياسين قال لها اللي كان لازم تسمعه
تنهدت بأسي وتابع الجميع جلوسهم بصمت تام
بمجرد خروج تلك المتمردة من المنزل قامت بأخذ نفسا عميقا لتزيل عنها حزنها الذي أصابها من حديث والدها ثم رفعت قامتها لأعلي إستعدادا لمواجهة ذاك المتسلط المغرور حسب رؤيتها لشخصيتهنظرت عليه ودققت النظر بتمعنفقد كان وسيما للغايةلأول مرة تلاحظ طوله الفارع ذاك ووسامته المبالغ بها
إقتربت عليه ولاحظت وقوفه ثابتا وعدم توجهه للباب ليقوم بفتحه لها كالثلاث مرات المنصرمة بل إكتفي بالإشارة لها بكف يده والقاصدة باب السيارة الخلفيإستشاط داخلها وتحركت إلي الباب وقامت بفتحه واستقلت السيارة تحت رواق مزاجه والذي يشعر به بمجرد إنتزاعه لرواقها
إستقل السيارة وقام بقيادتها تحت نظرات تلك الجالسة بالخلف وهي تترقب الطريق بتمعن شديدإنتظرت حتي أصبحت السيارة علي بداية الطريق الصحراويفتحت حقيبة يدها ونظرت عليه وإبتسامة صفراء خرجت من جانب فمها
بتحدي أخرجت جهاز مشغل الموسيقي وقامت بتشغيله بصوت مرتفع مما أحدث ضجيجا مفاجئ إتسعت عيناي ذاك الكارم علي أثرهنظر عليها بذهول من خلال المرأة وتحدث بنبرة عالية كي تستطيع الإستماع لكلماته
ممكن أفهم إيه اللي إنت بتعمليه ده!
زي ما أنت شايفبسمع موسيقي علشان أسلي نفسي في الطريق نطقتها وهي تصيح بكل صوتها ليصل إلي مسامعه
صاح بقوة مطالبا إياها بإحترام
وطي الصوت
متابعة القراءة