حلقات خاصه نبض الۏجع عشت غرامي بغرامها متيم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

معاهم والزين ويوبقى هادي ده يوبقى مش طبيعي تعالي عشان انسيكي الدوخة اني عارف اللي هيظبطك ايه
ما أجمل لقاء يجمعك بمن تحب فهو ينسيك حنين الأمس وذكريات الغد 
فعند اللقاء يخفق القلب ويزداد دقاته ليقول حبك باق للأبد والشوق لك يزيد 
لقاء الحبيب هو العلاج للقلوب وهو الطبيب لقد تمددت في اللقاء الأحلام 
وتجاهلت مواعيد اللقاء حتى صار الصباح مثقلا بانتظار الحضور فما أجمل لقاء الأحبة فهو يبث الأنس ويطرد الأحزان ويريح النفوس المتعبة فلحظاته مشرقة ونسائمه عليلة وهواؤه منعش وأصوات الأحبة فيه كزقزقة العصافير على الأفنان لقاء نسيمه الشوق وعبيره الإخلاص ينبع من بساتين الحب في ربيع العمر في أرض القلوب في لحظة اللقاء ما أحلى تلك المشاعر التي تنتابنا عند اللقاء وما أرق تلك الأحاسيس وما أصدق من تلك القلوب وما أجمل اللقاء
في قنا حيث انتهى فارس من عمله اليوم بعيادته الخارجية التي جهزها على أحدث الطراز فلم يبخل عنه خاله بالمال قط بل ظل بجانبه يدعمه ماديا ومعنويا فهو كمثل اخته معطاء 
حيث كان على موعد هو وخاله مع والد فريدة كي يطلبها اليوم لخطبته فكفاهم تأجيل إلى الآن تحرك بسيارته ثم ذهب إلى منزله كي يتنعم بحمام منعش يزيل عنه اثر التعب ورائحة الأدوية وبعد ساعة كان قد انتهى من ارتداء ملابسه فحقا كان وسيما للغاية بحلته السوداء التي كانت تعطيه بهاء مع طوله كعارضين الأزياء ناهيك عن رائحة البريفيوم الفريدة من نوعها لذاك الفارس وشعره الذهبي المصفف بعناية
ما إن هبط إلى الأسفل وجد خاله في انتظاره ومعه ابنه وزوجته فقد أرسل إليهم أن يأتوا كي يدخلوا على فريدة بعزوة فخاله يفكر في كل شيء لإسعاده فهو يشعر بالذنب دائما في أنهم السبب في شقاء والدته وما إن رآه ابن خاله حتى ظل يدور حوله مرددا بإعجاب يصحبه الصفير 
على الله إن شاء الله يا عمهم ده انت ولا نجوم السيما إيه يا عم فارس اخدت الرجولة والحلاوة والشياكة والأناقة كلهم لوحدك سيب حبة لأخوك يا عمهم
ضحك الجميع على طريقه إعجاب ذاك الولد حتى قال والده له وهو ينهاه بخفة
عيب يابني تتكلم بالطريقة دي وسيبك بقي من الألفاظ الشوارعية دي ولعلمك بقي علشان تبقي زيه يبقي لازم ترتقي بلسانك ده شوية
لم يعطي لكلام والده أهمية بطريقة دعابية أصحكتهم جميعا فوالده دوما لم يعجب بطريقته ليعود لفارس مرة أخرى وهو يتفحصه من أعلى رأسه إلى أخمص قدميه
وكله كوم يابن عمتي والاكسسوارات بتاع البدلة كوم تاني ده انت كسرت قواعد عارضين الأزياء يا عمهم بقولك ايه انت بتعرف تنسق كدة ازاي يا بن عمتي حكم أخوك في القلة بليلة
عند تلك الكلمة الأخيرة انفجروا جميعا من الضحك ليهتف فارس بنفس مداعبته وهو يعبث بلياقة حلته 
يابني إحنا الشقاوة فينا بس ربنا هادينا والحوار كله يتلخص في إنك لازم تظبط الآداء كله مع بعضه وهتلاقي نفسك عم الشباب
أوبا يابن عمتي يا متمكن علمني ياسطى تلك الكلمات التي نطقها ذاك الشاب
وهو يتمسك في كتفه مما جعل فارس أبعده عنه بطريقة دعابية
وسع يابني هتكرمشلي البدلة ياض اتكلم من بعيد لبعيد ممنوع اللمس والاقتراب المنطقة خطړ
بس بس ياعمهم متتفشخرش قووي كدة لمس مين واقتراب مين إحنا داخلين حقل ألغام ولا حاجة كلمات فكاهية ما زال ابن خاله يشاكسه بها واسترسل باستنكار مصطنع وهو يلوي ثغره 
لعلمك بقي أنا بردو شيك وفي منطقتي الواد اللي هو اصلك متعرفش ومسمعتش عن أشرف الرايق اللي اول ما يظهر في منطقته يتقال عني العو جه العو حضر وينضرب لي تعظيم
سلام
اندهش فارس من طريقته اللامتناهية في الضحك والخفة وهو يشير إليه ويوجه استفساره لخاله
ايه ده يا خالو مين ده اصلا ده إنت متجوز بسكوتة وانت قمة في الرقي النسخة الشعبية دي جبتها منين ده مستورد من حواري بولاق 
ضحكوا جميعا على كلمات فارس من ضمنهم على ذاك الأشرف ليجيبه خاله بقلة حيلة وهو يض رب كفا بكف 
مقولكش بقي حاولنا قد إيه أنا ووالدته نعقله ونحاول نظبط صواميله المفككة اللي رماها في أعماق البحار ولا حياة لمن تنادي بل بالعكس بيزيد أكتر وهو ده بلوتي الصغيرة في الحياة اخواته التانيين آية ماشين على الأرض
لم يعجب حديثهم أشرف عن شقاوته ليعرب مؤكدا عن إعجابه بطريقته 
ياجودعان فكوكي مني ومن صواميلي أنا عاجبني نفسي اللي من حقي أشكرها على دماغها الطايرة حتى بصوا البوسة دي لدماغي 
وبالفعل قبل يده بطريقة دعابية ومسحها على رأسها كأنه يودعها القبلة ليسترسل دعابته 
حبيبتي يا دماغي شكرا ليكي على وقفتك جمبي وبعدين يا ابويا البيت اللي مفيهوش صايع حقه ضايع ولا ايه ياكبير 
تنهد أبيه بقلة حيلة لتنطق والدته 
طب بقولكم ايه يالا يافارس حكم أشرف ابني قراق ولسانه بعشرة يالا علشان منتأخرش على العروسة كفاية كدة
ابتسموا جميعا وبدأوا بالتحرك إلى منزل فريدة كي لا يتأخروا وأثناء سيرانهم كان أشرف متبعا لخطوات فارس وهو يمد أنفه يشتم رائحته بطريقة مضحكة ومهما نبهته والدته بنظراتها لم يستجيب حتى قال لها بصوت عالي دون خشية 
جرى ايه يعني يا نبع الحنان ماتهدي ياغالية هت ۏلعي فيا بنظراتك دي هو أنا عملت ايه يعني لده كله بشم ريحة عم الطبيب اللي تهبل 
وأكمل وهو يتناوب عنه في السواقة 
لا سيبلي أنا الطلعة دي انت عريس وتقعد جنبي باشا وانا واجبي أدلعك وأوجب معاك بس إن شاء الله أول ماترجع من عند العروسة تلفلي الطقم ده كله باكسسوراته وبرفانته وتشحتهولي وأنا بقبل الشحاتة عادي جدا
إلى هنا لم يستطيع فارس امساك نفسه عن الإنخراط في الضحك حتى أضحك الجميع لييقول باستنكار مصطنع من بين ضحكاته 
ألفهولك ! انت محسسني إني هلف لك ساندوتش شاورما لا وكمان أشحته لك ! جرى ايه يابن خالي هما لاقينك على باب السيدة ولا ايه 
قهقهوا جميعا فذاك الأشرف الحوار معه ممتع للغاية فحقا المهموم يجلس معه وينسى هم ومتاعب الدنيا 
وصلوا أخيرا إلى منزل العروس فسحبه أشرف جانبا ليهمس له 
بقولك ايه هديتك في جيبك وغمزتك في عينيك وبرفانك كده كده يدوخ فعايزك تنجح بامتياز وتشقلب المزة وتجيبها على ملى وشها حتى تذوب عشقا من أول نظرة وابتسامة وكلمة والسلامة بلاش شغل التسبيل بتاع العندليب الأسمر موضته بقت قديمة وبتجيبش مع المزز اسمع مني انا خبير
مط فارس شفتيه بامتعاض ليشير إلى ذاك الأشرف
بقولك ايه يا أشرف امشي جنبي وانت ساكت وبقك ده متفتحهوش خالص يابن خالي يابتاع المزز انت ده انت كلتلي وداني يا جدع
رفع أشرف حاجبه واحول بعينيه ليهتف بدعابة
ازاي ياجدع !
والله العظيم إنت الخسران كنت عايز اكسب فيك ثواب وأعلمك حاجة للزمن في معاملة الإناث
امشي يا عم بقي وبطل ده انت مفوت نطقها فارس وهو يحثه على التحرك أمامه وقد فاض الصبر من صبره على لسان ذاك الأشرف 
دلفوا جميعا إلى منزل العروس الهادئ الجميل ولكن يغلب عليه طابع البساطة ولكن رائحة النظافة تفوح في كل ركن فيه ومن يدخل يشعر بالراحة النفسية فليست كل الأماكن ذات الطابع الحديث نشعر فيها بالراحة النفسية فالأماكن بأهلها لا بالديكورات ولا الأساسات 
وكذلك اهل فريدة والدها ووالدتها سيماهم على وجوههم تفوح منها رائحة الطيبة جلسوا جميعا وبدأ فارس بتعريفهم بخاله وعائلته وبعد السلام والتحيه سأل والد فريدة فارس السؤال الذي شتته كثيرا ولم يعرف بما يجيب ولكن رد خاله بدلا عنه 
لا مؤاخذه يعني يا فارس يا ابني أني هسمع إن الحاج عايش آمال هو مجاش وياك ليه هو مستعر منينا واصل 
أسنده خاله حينما راى الحيره والتشتت في عينيه ولم يعرف بما يجيب 
وماله يا حاج طب ما الخال الوالد وانت صعيدي وابن أصول و بتفهم في الحاجات دي فمن البداية حابب أعرفك حاجة عشان ده جواز وكله يكون على نور اعتبر ابو فارس ما لوش وجود في الدنيا ولا فارس له علاقة بيه باختصار يا حاج مش كلنا بنختار أهلنا ولا كلنا بنتولد في الدنيا نختار أبونا وأمنا وفارس وابوه مفيش بينهم أي توافق خالص في الطباع ولا حتى الأخلاق الله يسهل له مطرح ما يكون يعني تعتبر ملوش وجود في حياة فارس خالص
كان والد فريدة في حيرة من حديث خاله ولكن سأله ليطمئن قلبه على ابنته فهذا مشروع زواج وحياة جديدة وهو المسؤول أولا وآخرا عن هنائها والاطمئنان على عمرها مع تلك العائلة 
متآخذنيش بردو لازم أسأل في كل حاجة دي موضوع جواز ودنيا جديدة هتدخلها بتي وأني ما ينفعش ما اكونش مطمن على بتي فما تزعلش مني
هو ينفع الإبن يخاصم أبوه اي عقل بيقول ان مهما الأب عيمل الابن ما يخصموش 
وكمان عايز اطمن اذا كان هيوحصل لبتي مشاكل بعد الجواز و ممكن تدخل فيها ولا له 
أني آه راجل فقير وحالتي على كدها بس
بناتي وعيالي عندي أهم من أي حاجة في الدنيا وأهم من كنوز هارون واي شئ هيسبب لهم الضرر هيكوي قلبي عليهم
كان فارس ينظر إليه بفخر فهنا اكتشف من أين تكمن عزة تلك الفريدة وأخلاقها فهي تمتلك أبا لديه من الاعتزاز بحالته ما يكفي ويفيض أبا المال والنفوذ بالنسبة له على الهامش ولكن ربى أولاده على الشبع وليس الشبع هنا عن المال فقط ولكن أشبعهم حنانا واحتواءا وعطفا ومحبة رباهم مكتفين بالقليل الحلال دون أن يشعروا بالنقصان أو أنهم أقل من أي بشړ بل إحساسهم بشبع العواطف والأحاسيس الحقيقية من الحب والحنان جعلهم يمشون واثقين الخطا كالملوك 
هنا أجابه فارس بصدق خرج من أعماق قلبه وتوغل في مشاعره بشدة 
عارف يا عم صادق اني كنت أتمنى أب زيك ليا في يوم من الأيام بس للأسف احنا بنتولد في الدنيا ونكبر واحنا مخترناش مين كان السبب في وجودنا في الحياة الصعبة دي أنا مش هتصعبن عليك ولا هقولك قد إيه عانيت من بابا وقد ايه وهو أذاني نفسيا ومعنويا وأظن فريدة حكت لك على چثة ماما اللي كان مجمدها سنين وما أكرمهاش في قپرها زي أي مېت 
ومع تذكره لجثمان والدته التمعت عينيه بدمع الح رقة ثم ابتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يجاهد أن لا تنهمر دموعه أمام فهو يتيقن أن دموع الرجال غالية ومما حدث له في حياته جعلته يقوي حاله بحاله في أشد المواقف
حتى لا يظهر في موقف الضعيف فهكذا علمته عبيره حينما كانت دوما تبث على مسامعه أنها أسمته الفارس ولابد أن يكون له نصيب من اسمه وربته تربية الفرسان والفارس لا يضعف أبدا بل يظل يقاوم
تم نسخ الرابط