حلقات خاصه نبض الۏجع عشت غرامي بغرامها متيم فاطيما يوسف
المحتويات
فسألته بقلب يرجف خوفا لأجله
مالك يا فارس شكلك متغير خالص وملامحك بتقول إن في حاجة حوصلت مضايقاك هو عماد جه
ابتلع أنفاسه بصعوبة وهو يوجه عينيه جانبا بعيدا عنها كي لا تلمح بهما لمعة الضعف والشرود
عرفت إن هو كلها ساعة ويشرف يعني على بالليل هكون ناهي معاه كل حاجة
هلع قلبها بل ووقع بين قدميها من فكرة رجوعه وتواجد فارس معه ولكنها حاولت استدعاء الهدوء بعيدا عن خۏفها الشديد كي لا يشعر به ثم طمئنته كي تجعله يهدأ وملامحه المنزعجة تلك تروق
أغمض عينيه لوهلة فهو سيقابل ذاك القاسې مرة أخرى بل وسيواجهه بأنه يريد الابتعاد عنه فتلك المواجهة إما أن تحكم بمۏته وإما أن تكون مولدا جديدا في حياته
هكذب عليكي لو قلت لك اني مش حاسس بالخۏف عشان انا لوحدي مش معايا ولا حواليا عزوة تقف جنبي هو معاه كل جيوش الحماية اللي تقدر تمحيني من على وش الدنيا أما أنا وحيد هقف قدام جبروت فطبيعي لازم أحس بالخۏف
اذا كان هو معاه جيوش الإنس كلاتها فانت ربنا سبحانه وتعالى معاك يا فارس
ما تخافش من أي شيء في الدنيا غير اللي خلقك ما تخافش من مجرد إنسان ما هو الا روح ممكن ربنا يسحقها في لمح البصر لازم تبقى قوي وما يجيش يشوف نظرة الخۏف ولا الضعف دي في عينيك لازم تثبت له ان ولا حياتك ولا أي حاجة في الدنيا هتفرق معاك لو إنت عشت معاه
ما زال يشعر ببعض من الخۏف ولكنها بكلماتها رزقته كثيرا من السکينة ليقول بشجن
تفتكري هقدر يا فريدة اني اطالب بحريتي بعيد عني وانه يعتبرني ما ليش وجود في الحياة
ابتلعت غصتها بمرارة مثل مرارة الصبار وقد نقل لها خوفه بشدة ولكن تركت لسانها يتفوه بنفس كلمات الإطمئنان كي لا تضعف جبهته
يعني سيدنا موسى عليه السلام كان يمتلك ايه وهو رايح لفرعون يقول له انه مش ربنا ولا له حكم على الناس كان مجرد شاب لا حول له ولا قوة وكان كمان هو اللي مربيه وما كانش معاه غير اخوه ولكن قصاد جبهة فرعون مكانوس يعتبروا حاجة أصلا سبحان الله قدر موسى إنه يقنع الناس بربنا سبحانه وتعالى وقدر على فرعون اللي كان مالك الدنيا بحالها يفتري عليهم ويق تل الصغار قبل الكبار وعلى راي المثل يا فارس قالوا لفرعون ايش فرعنك قال عبيدي علشان هم اللي رضيوا بالخضوع والذل اما انت لازم تبقى قوي وتدافع عن وجودك في الحياه بأمان ومتعملش زي عبيد فرعون وترضي بالذل
عيناه عنها يكرر سؤاله لها مرة أخرى بنبرة خشنة
هو انا لو اتأخرت عنك هستنيني لحد ما اخلص نفسي منه ولا هرجع ألاقيكي مش موجودة يا فريدة
عيناها كانت مرتكزة نحو شفاه التي يتحدث وأخذت تنظر إليه وهي لم تستوعب أنه لن يعود أو أنها ستكون مع غيره وهتفت بتأكيد وثقة
دمعت عيناه وهي تخبره بحزنها الشديد
ثم انتصب واقفا ونظر حوله بنظرة ثاقبة ثم عاد ينظر إليها بنظرة تحمل من العشق ما يكفي العالم أجمع بل ويفيض وهو يعدها بعدما رزقه قلبه السکينة
انتي أجمل حاجة قابلتها في حياتي يا فريدة أوعدك اني مش هخذلك ولا هخذل عبير اللي وصتني قبل ما ټموت اني ابعد عن طريقه والنهاردة بإذن الله هحدد مصيري معاه
تنفست بوتيرة سريعة وهي ترتعب من الداخل ثم سألته
طب هتأمن نفسك ازاي ممكن اعرف
ضم شفتيه بأسف
للأسف ما فيش ولا وسيلة أمان لنفسي غير إني أدعي ربنا ينجيني منه
انصعق داخلها ولكن نطقت بتمهل
ربنا فوق كل شيء بس قال اعقلها وتوكل فلازم نستخدم العقل اللي ربنا اداه لنا ولازم تأمن نفسك يا فارس
سألها بحيرة
طيب اعمل ايه بالظبط
فكرت سريعا ثم عرضت عليه
تروح لشركه أمن كبيرة دلوك ما يهمهمش أيا كان اللي هتتعامل معاه مين عشان لو هددهم وتتفق معاهم على أمانك وخلي بالك من عدم ولائهم ليك علشان عماد ممكن يشتريهم لازم تأمن نفسك كويس يا فارس
لم تكن تلك الفكرة في باله ثم راقت له فكرتها ونظر في ساعته ليقول بتعجل
خلاص هعمل كده هقفل معاكي دلوقتى وهكلم واحد صاحبي رجل أعمال مش بيمشي غير بالبادي جارد هشوف كدة
طلبت منه قبل أن يغلق
طب ممكن وانت بتتكلم مع عماد تتصل عليا وصدقني مش هعمل صوت وهقعد في مكان هادي عايزة أكون مطمنة عليك
خلل أصابعه بين خصلات شعره الذهبي هاتفا برفض
معلش يا فريدة مش حابب تشوفيني في أشد لحظة ضعفي قدام عماد ولا حابب ان انت تسمعي طريقته معايا أو تتخيليها سيبي كل حاجة على الله
وافقت على مبرره ثم ودعته وأغلقت الهاتف وهي تنتظر أن تنتهي تلك الساعات التي بمثابة السنوات بالنسبة لهما وقررت أن تقرأ القرآن وتصلي صلاة الخۏف وتدعي الله له كثيرا حتى يفك الغمة عنه ويصرف البلاء ويبعد عنه شړ ذاك العماد
اما هو فور أن أغلق معه ارتدى ملابسه سريعا وتحدث مع صديقه وحكى له ما يريد فقبل طلبه على الفور وتلاقيا وأخذه معه إلى شركة الأمن المعروف عن صاحبها الأمانة والولاء لعملائه مهما كانو وأرسل معه خمس من البودي جارد المدربين وهيئتهم تبعث في النفس الخۏف وكما أنهم مأمنين بأحدث الأجهزة الأمنية الالكترونية المخفاة ولا يستطيع أحدا اكتشافها مهما فعلوا ومهما فتشهم أحدا
فشعر فارس ببعض الراحة عندما أصبحوا معه وذهب بهم إلى الفيلا فقد علم أن أبيه قد عاد واستقر منذ ساعة وعلم أن فارس هنا في القاهرة وهاتفه أن يأتي فهو قد استوحشه كثيرا فبرغم قساوة عماد وأن قلبه كما الحديد إلا أنه مع فارس يختلف كثيرا فهو يحبه لكن بمنطق حب غريب
وأخيرا أتت اللحظة الحاسمة فأرسل رسالة لفريدة قبل أن يدلف إلى الفيلا
حبيبتي انا كويس متقلقيش عليا معايا البودي جارد وداخل لعماد هو كلمني وعرفت إنه وصل أول ما انهي معاه بإذن الله هخلص كل حاجة وأجي لك علطول مش هقعد هنا ثانية واحدة
استلمت رسالته سريعا وقرأتها بقلب ينبض بالقلق وبأعصاب ترتعش خوفا من القادم ثم أرسلت إليه هي الأخرى
في رعاية الله وحفظه ربنا يشرح لك صدرك وييسر لك أمرك يارب استودعتك اللهم الذي لاتضيع ودائعه
قرأ رسالته وأمن عليها ثم أخذ نفسا عميقا ودلف إلى أبيه ويتبعه الحراس
ما إن رآه عماد حتى فتح ذراعيه كي يحتضنه ولكن فارس قابل سلامه بفتور لم يستدعي دهشة أبيه ثم نظر ورائه وجد هؤلاء الحراس فاندهش لوجودهم وسأله
مين دول يا فارس أول مرة تمشي ببودي جارد فيه حاجة مخوفاك ولا ايه
أجابه فارس سريعا وهو يتحلى بالقوة الواضحة وضوح الشمس في كبد النهار في عينيه
مبقاش فيه حاجة اخاڤ منها في الدنيا أنا اتغيرت مبقتش فارس العيل اللي كنت بتحركه يمين وشمال على كيفك يا باشا
اندهش عماد لنبرته ونظراته ثم اهتز فكه ساخرا
طب كويس والله إنك كبرت وعقلت والفترة اللي رحاها في الصعيد جمدت قلبك وخليتك من شاب مستهتر وخمورجي لواحد يستاهل يبقي ابن عماد الألفي
اهتز فك الآخر بنفس السخرية وهو يتحدث بثقة
طب بمناسبة حوار عماد الألفي ده بقولك يا باشا من الآخر انت تنسي إن ليك ابن وأنا أنسى إن ليا أب وكل واحد فينا يبعد عن التاني ويستكفى بنفسه
اتسعت دائرة عينيه پغضب شديد وهو ينطق بفحيح مستنكرا ما قال
انت بتقول ايه ياض انت هو في حد بيتبري من أبوه وابن عايز يمحي اسم أبوه من حياته يابن عبير !
نظر له الآخر بنفس النظرات الغاضبة وود أن يخت نقه بين يديه لإتيانه بسيرة والدته التي دمرها على يديه بكل جبروت ولكن ما زال يراعي أنه والده
متجيبش سيرة ماما على لسانك يا عماد ماما دي كانت أحسن ست في الدنيا اللي معرفتش تعيش منها يوم واحد بسببك دمرتها في كل لحظة عاشتها هديت صحتها بالقوي وخليتها عايشة مذلولة ومريضة وفي الآخر كنت عايز تاخد منها اعز ما تملك علشان إنت مريض فلوس يا عماد
اصيب الآخر پغضب وصل عنان السماء والأرض من ذاك الفارس ثم قام من مكانه وأقدم كالأسد الضاري وكاد أن يهوى على وجهه بصڤعة دامية إلا أن فارس علق يديه في الهواء وهو يردد بفحيح مماثل وبشجاعة جندى باسل في معركة شرسة
مش هيحصل اني هسيبك تتحكم فيا زي زمان ولا تمد ايدك عليا ولا ليك حكم عليا من النهاردة يا عماد
ردد بنظرات مفعمة بالجنون
انت اټجننت يا ولد ده أنا أفعصك زي الحشرة تحت رجلي ومخليش دبانة تعرف لك طريق جرة
ثبت نظراته القوية داخل عينيه بنفس القوة والجبروت
ده
كان زمان في عز شبابك يا عماد لما كنت بتفتري على واحدة ست وتستضعفها لما كنت عيل صغير لكن دلوقتي الست اللي كنت بتحمل علشانها ماټت والعيل الصغير اللي كان متحمل جبروتك
علشان ضعيف كبر وعضمته بقت ناشفة ومرة زي العلقم ومبقاش هامه من اي حاجة في الدنيا ولا باقي عليها
ضحك ذاك العماد بهستيرية وهو ينزع كف يده منه مرددا من بين ضحكاته كي يرهبه كما تعود
بس چثة امك تحت ايدي وهبيعها للي
هيستفادوا بيها وهح رق قلبك عليها لو مانظبطش يا بن عبير
ما إن قال له ذلك حتى اشتعلت ثورة الڠضب العارم في كل خلايا جسده ولكنه حاول رسم الجمود بامتياز وهو يتذكر نصائح ملاكه الجميل وتحدث متهكما بصوت هدر اخترق صدره
اعمل في الچثة اللي انت عايزه أنا سألت وعرفت إن الإنسان طالما ماټ بتصعد روحه للي خلقها والجسد كدة كدة بيتحلل
متابعة القراءة