حلقات خاصه نبض الۏجع عشت غرامي بغرامها متيم فاطيما يوسف
المحتويات
ربنا
ارتاح قلبها لسماع كلامه ولا تعرف ما السبب رغم قساوة ما يحكي لتقول باستفسار آخر
طب هي ماټت ازاي يعني قصدي ربنا بعت لها قضاه من عنده
أنا اللي م وتها بإيدي أنا اللي دفنتها بإيدي أنا اللي قضيت على حياتها المرة أنا الجاني والمجني عليه أنا الق اتل وأنا المق تول
أنا يادكتورة أنا تلك الكلمات التي نطقها فارس بحسرة ودمع عيناه الغزيرة هبطت على وجنتيه ولأول مرة يعترف لأحدهم هذا الاعتراف الذي جعل فريدة تتصنم للأمام بهلع وړعب من قات ل أمه الذي تجلس معه الآن ويعترف لها مما جعلها تتيقن أن ماتخيلته فيما حدث لوالدته لم يكن إلا هفوة رغم تخيلها الصعب ورسمها للأمور اصبح هينا لينا بجانب ماسمعته الآن
بغرامها متيم
البارت الحادي عشر
ثم ارتجفت شفاها واتسعت عينيها ذهولا وهي تسأله
قت لتها ازاي يعني قت لتها قت لتها اللي هو المعني الحقيقي اللي إحنا عارفينه !
تلك الكلمة التي القتها فريدة عدة مرات وهي تسأل فارس بقلب يرجف من الخۏف ثم أجابها بصدق و بصريح العبارة
أه قت لتها بالمعنى الحقيقي شيلت المحلول اللي كان مخليها على قيد الحياة وفيه الحقن والأدوية اللي مخليها عايشة بتتنفس بس
ثم أكمل حديثه وهو يتذكر تلك اللحظات الممېتة في حياته وهو كان طفل صغير لحظات صعبة تتضاعف فيها الدقائق والساعات! ساعات الانتظار رغم أنها لا تختلف في عدد ثوانيها أو دقائقها عن الساعات العادية الا أنها تبدو عند المنتظرين أطول ويتمنون انتهاءها بسرعة لدرجة أن الشعور الذي ينتاب المنتظرين أن عقارب الساعة متوقفة ولا تدور
ابتلعت انفاسها بصعوبة بالغة من هول حكواه الذي لم يتخيل عقلها يومها أن ماوراء الكواليس كان صعبا بل صعوبته مرة ومرارة العلقم أحن بكثير
ابتسم حين سألته ذاك السؤال وهو يصف لها عبير مرة أخرى رغم مرارة سؤالها ولكن عقله أمره أن يسبح إلى الجميل في وصفه لوالدته الراقية الحنون
عبير كانت رشيقة قوووي وكانت من الجميلات اللي الإنسان لازم يسمي وهو بيبص لها ومكانتش بتشتكي من اي امړاض ولا عندها اي علل
بس جمالها ورشاقتها كانو نقمة خلو عماد اصطادها هي بالذات علشان تبقي البيضة اللي تبيض له الماظ
كانت في اخر أيامها جالها جلطة افقدتها النطق والحركة وبقت عايشة على الأجهزة
اندهشت من حكواه الغير مقنعة لها واستمرت الاستفسارات التي لا نهاية لها تض رب بعقلها وتكاد تصيبها بالجنون من النقيض للنقيض الذي يحكيه ذاك الفارس
تناوبت تلك الذكرى الأليمة على عقله ثم أجابها بما جعلها تصاب بالذهول اكثر
اصلك متعرفيش انها في الاسبوع الاخير بتاعها قبل ما ټموت كانت دايما
بتبص لي وتبص للمحلول وعينيها بتترجاني اني اشيله من ايديها وارحمها وبالتحديد بعد ما سمعت وهي كمان عرفت عماد عايز يعمل فيها ايه تاني لحقتها في اللحظات الأخيرة قبل ما اغلى حاجه عندها تروح زي اللي راحوا علشان كده اول ما شلت المحلول اللي كان رابطها بالدنيا وطبعا عماد كان حاطط لها ادوية منشطة تخليها تعيش وتبقى على قيد الحياة حتى لو مجرد نفس وعين بتتحرك يمين وشمال بس ما كانش سهل خالص كان بير غويط ما لوش نهاية والسبب اللي عايز اعرفه لحد دلوقتي ومش
عارف اوصل له هو ليه عمل معاها كده
ولو عرفت في يوم من الايام اي سبب هيشوه صورة عبير في عينيا عمري ما هصدقه مش هصدق غير عبير اللي عشت معاها اللي علمتني ازاي أبقى راجل إزاي اعبقى انسان علمتني أمسك المصحف وأقرا وأرتل كمان
ثم تبسمت عينيه مرة أخرى وهتف وهو ينظر داخل عينيها
انت مسمعتنيش وأنا برتل القرآن قبل كدة يافوفا صح
ابتسمت هي الأخرى لذكره لآيات
الله وحركت رأسها برفض هاتفة بذهول
لااا بجد انت بتعرف تقرأ القرآن وترتله كمان
هز رأسه للأمام بعينيه اللامعتين من أثر الدموع الأبية التي ترفض الهبوط على وجنتيه
ياه أنا صوتي حلو قوووي وأنا برتل القرآن عبير كانت محفظاني تلت اربع القرآن قبل ما تدخل الانتكاسة الأخيرة في مرضها وكان فاضل لي ربع محفظتهوش للأسف
شجعته بقوة طالبة منه
طب كنت حافظ لحد فين بالظبط
ضم شفتيه كالأطفال ووضع إصبعه السبابة بجانب رأسه وهو يحاول التذكر ثم هتف بحيوية اجتاحت أوصاله حينما تذكر آيات الله فحيث كان الوقت الذي تقضيه والداته معه في حفظ آيات الله وقت المتعة والراحة كما علمته عبير
أه افتكرت كنا واقفين أنا وهي عند سورة التوبة بس ملحقناش نكمل لأنها كانت كل شوية تدخل المستشفى وعماد وقتها كان يقول لي
انها تعبانة
استغلت سيرة المشفى ونطقت على الفور
هي كل شوية كانت بتدخل المستشفى ليه
خلل أصابعه بين خصلات شعره ثم نفخ بضيق ولم يود إجابتها وتهرب من سؤالها أو أنه لم يريد التحدث في ذاك الموضوع وسألها
طب مش تطلبي مني احسن اني ارتل لك بعض آيات من القرآن
التمعت عينيها بشغف وفهمت تنقله من حالة التحدث عن السئ في الموضوع وأنه يريد الدخول في التفاصيل اللطيفة التي تجعله ينتعش حتى لا يفقد أعصابه ثم حركت رأسها بتشجيع
وه ودي سؤال تسأله بردك رتل طبعا نفسي اسمعك جدا كلي آذان صاغية
تحمحم كي يستدعي الهدوء في حضرة القرآن الكريم ثم قال بابتسامة بشوش زينت وجهه الجميل
هقرأ بعض من آيات سورة المدثر كنت بحبها منها قوووي وخاصة إنها كانت بتشرح لي وقتها كل آية وأنا مكنتش ببطل أسئلة عن معنى الآيات
ثم بدأ بترتيل الآيات بخشوع وصوت جمييل خاشع تقشعر له الأبدان من حلاوته وعذبه فكانت لاتريده ان ينتهي من تلاوته وكانت تلك الآيات
كل نفس بما كسبت رهينة
إلا أصحاب اليمين
في جنات يتساءلون
عن المجرمين
ما سلككم في سقر
قالوا لم نك من المصلين
ولم نك نطعم المسكين
وكنا نخوض مع الخائضين
وكنا نكذب بيوم الدين
حتى أتانا اليقين
فما تنفعهم شفاعة الشافعين
فما لهم عن التذكرة معرضين
كأنهم حمر مستنفرة
فرت من قسورة
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة
كلا بل لا ېخافون الآخرة
كلا إنه تذكرة
فمن شاء ذكره
وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة صدق الله العظيم
وبعد أن تلا الآيات وصدق نظر إليها وأكمل
تعرفي اني كنت عند الايات دي بالذات كنت بحسها فيها حاجه كبيره قوي
فكنت بقعد اسالها عنها وتقول لي مش هتفهمها دلوقتي وانا اصمم انها لازم تفهمها لي فكانت بتبسط لي معناها قوي
وتقول لي نبدا من كل نفس بما كسبت رهينة يعني كل حاجه بتعملها نفسنا بتنكتب علينا سواء كانت خير او شړ بتبقى رهن يعني ربنا لما قال عن المجرمين لما يسألهم في الآخرة ايه اللي خلاكم تدخلوا سقر اللي هي أعلى درجات الڼار فيردوا على ربنا ويقولوا له لم نكن من المصلين يعني يا رب ما كناش بنصلي ولم نكن نطعم المسكين يعني ما كناش بنطعم الفقير الغلبان من اكلنا وشربنا بالرغم من اننا مش محتاجين وكنا نخوض مع الخائضين يعني نقعد نجيب في سيرة ده وسيرة ده وكنا نكذب بيوم الدين يعني ما كناش بنعترف ان في يوم قيامة وان في رب هيحاسبنا وان في آخرة حتى آتانا اليقين لما رجعنا لك يا رب عرفنا ان اللي احنا كنا فيه كان هباء وضاعت الحياة ومشينا ورا شهواتنا وفي الآخر دخلنا الڼار عشان عقولنا اللي ما كانتش قادرة تصدق ان في ربنا ولا في اي حد هيشفع لنا
بعد أن انتهى من شرح الآيات لها حقا ذهلت وحدثت حالها بذهول
ماهذا الذي سمعته أذناي بحق السماء!
أذاك الفارس رتل آيات القرآن بذاك الصوت العذب وفسر لي بعض الآيات بطريقة جعلتني أخاف من رب العباد !
أحتاج الى عشرات الصڤعات على وجهي كي أشعر بأنني الآن في الواقع وليس ماسمعته أذناي من نسج خيالي الساذج !
أانت بذاتك الفارس الذي اقتحم مشاعري بفوضوية حتى جعلتني أتندم على رؤياك !
اهدأ قلبي تريس عقلي فما سمعته أذناي حقيقة لاغبار عليها إذا فسلم ذمام الأمور لذاك الفارس ولا تخف فأنت أصبحت الآن في أيد أمينة
ثم تحدثت بنبرة متيمة به الآن بكلام صادق حقيقى خرج من فمها جعله ابتسم وخفق قلبه لها وهو في حالة التوهان التي يحياها الآن إذا فقد دق قلبه بشدة معها وهو في كلتا حالتيه
انت جميل قووي يا فارس جميل الشكل و الملامح والحديث ونفسك نقية قوووي
سألها بحيرة وۏجع وهو ينفي وصفها له
أنا جميييل طب ازاي !
ده أنا شيطان متحرك على الأرض
حركت رأسها رافضة ونفت ما قاله بتصميم وهي تتكأ على أهدابها
هو في شيطان بيرتل القرآن بخشوع زيك إكده
في شيطان كمان يوبقى عارف التفسير المبسط دي لآيات الله
وأكملت وهي تحاول قشع الغمامة من على عينيه
انت محتاج تخرج كل اللي في قلبك وأنا هسمعك ونتفق تحكي
لي على كل حاجة وكل موقف وحش نجيب قصاده آية من آيات الله تداويه أو موقف أذى حصل لأي نبي وربنا نجاهم منه ونفتكره علشان نهون عليك وتعرف إن مهما كان حجم الصعب اللي انت عيشته فيه مواقف أصعب منه
تمتم باعتراض وهو مازال يسيطر عليه أنه ظلم وحرم وقهر ولم يعيش طفولته سويا كما غيره
طب ازاي وانا اتحرمت من امي ومعشناش أنا وهي زي كل أم وابنها حياة طبيعية آمنة
كانت تستمع إليه بآذان صاغية ثم حاولت تبسيط الأمور المعقدة التي يحويها عقله
طب سيدنا موسى عليه السلام كان ذنبه ايه لما اتحرم من أمه وهو طفل لسه مولود اتحرم من انها ترضعه وتضمه لصدره في أمان ولما انطلب منها من ربنا انها ترميه في صندوق في البحر وهي أم في موقف لا تحسد عليه ومفيش حد يقدر يتحمل اللي هي اتحملته وهي
بترميه في البحر
قط ع حديثها معللا
بس ربنا خلق في قضاه رحمة معاها وحرم عليه المراضع كلهم وخلاها تروح للقصر وتبقي المرضعة بتاعته وبردو مسبتهوش
أمائت برأسها للأمام بموافقة
متابعة القراءة