حلقات خاصه نبض الۏجع عشت غرامي بغرامها متيم فاطيما يوسف
المحتويات
عنها في بعض الأحيان
كان الوقت بالتحديد في الساعة الحادية عشر صباحا حيث خرجت زينب بإناء مملوء بالطعام وما إن رأتها سكون قادمة حتى نفخت بقلة حيلة وهي تتنحى جانبا كي لا ترى زينب ضيقها ثم التفتت بوجهها بعد أن نادتها زينب
يالا يا سكون يابتي مدي يدك وقولي بسم الله
اصطنعت سكون البكاء لتردد برفض
ثم نظرت إلى الإناء باندهاش وسألتها على الشئ الذي ينضح به وحرارته تجعله يتفقع ورائحة البصل والثوم تغزو منه بشراهة
وايه دي كمان اللي هيبقبق على الاخر دي ولا ريحة البصل والتوم هتحكي حكاوي يا حاجة واحنا لساتنا على الصبح عاد !
دي فضلة خيرك أمعاء البقرة اللي لسة دابحينها عشية كبدة على فشة على مخ على طحال على أم الشلاتيت والبصل فيهم والتوم حاجة تظبط الجمجمة وهتخليكي تمخمخي حبة حاجات اكده يفتحوا النفس على الوكل وبيني وبينك هيقولوا الحاجات دي هتخلي الحبلة تجيب الواد واني عايزة الواد
وهي تنظر للطعام بنظرة مشمئزة بعد أن علمت كنهه
ايه دي إنتي عايزاني اكل أم الشلتوت دي كيف كفى الله الشړ يعني ! له اني مهكلش الحاجات داي واصل الناس تصحي تفطر على باتون ساليه او قراقيش بالجبنة مع كوباية لبن وانتي عايزة توكليني فشة وكبدة وام البتاع داي اللي شكلها ميسرش أبدا
اعترضت زينب لما قالته
وبعدين انتي عايزة واد ولدي يطلعوا رجليهم معوجة كيف العيال اللي هنشوفهم اليومين دول !
وضعت سكون يدها على بطنها بتخوف مما قالت ونطقت بړعب
صممت زينب على أن تأكل مما فعلته فهي لابد أن تهتم بأبناء ولدها وان ينزلوا من أحشاء والدتهم أشداء أعفياء
دبت سكون قدمها وهي لن تعلم أنها لن تستطيع الإفلات من قبضتي زينب لتقول بتأفف
أووووف بقي اني هاكلها كيف واني مطيقاش شكلها ولا اسمها يا ماما
رفعت زينب الإناء ناحية وجه سكون لتقول لها بابتسامة بلهاء ولعابها يسيل
قربي يابتي شمي ريحتها اللي هتنغشش في مناخيرك والله ريحتها تشهي وطعمها زين قوووي قربي يابتي
اقتربت سكون منها
باشمئزاز وما إن اشتمت رائحتها الذكية فصنع زينب لن يخيب أبدا ونفسها في الطعام يفتح النفس والشهية ليسيل لعاب سكون بنهم
ريحتها تشهي وزينة قووي يا ماما بس كيف هاكل حاجة معرفهاش واصل
مدت زينب يدها في الإناء وهي تقطف لقيمة صغيرة ثم أقربتها من فم سكون ففتحت سكون فمها بصعوبة لتضع زينب اللقيمة دفعة واحدة وهي تردد بسعادة وكأنها فازت في ح رب اعتراض سكون
ها ايه رايك عاد بذمتك مش تشهي يا داكتورة
مضغت سكون الطعام بشهية وقد أعجبها بشدة لتحرك رأسها بابتسامة عريضة وبدأت بتناول رغيف الخبز البلدي الذي صنعته زينب بيدها وليتها انتهت على لقيمة واحدة بل ظلت كلتاهن تطعم الأخرى حتى انتهى الإناء بما فيه وبعد أن افرغتا محتوى الطعام حتى تنفست سكون بصعوبة
ياااه يا ماما الحاجة مقدراش أتنفس خلاص دي أني عمري ما عميلتها الچريمة داي اني متهيألي اني هتخن ياجي خمسة كيلو النهاردة
ضحكت زينب بانتصار وهي لم تشعر بامتلاء معدتها فهي معتادة على ذاك الطعام لتردد بمشاغبة
دي انتي كان ناقص تاكليني يا داكتورة
ما شاء الله مشنة العيش خلصت الله اكبر ولاد ولادي شبعوا من يد ستهم النهاردة
ضحكت سكون بشدة على مشاكسة زينب لها
وه مش انتي اللي أصريتي اني اكل الشلتوت دي والله أول مرة أكل الحاجات داي منك
رددت بموافقة وهي ما زالت تكمل مشاكستها
ايوة أيوة ماجدة مربياكم على البانيه والمكرونة
ظلت كلتاهن تضحك على خفة زينب ثم قامت تحمل الأواني الفارغة ثم ذهبت الى المطبخ واختفت قليلا وعادت بإناء مملوء باللبن الطازج وبجانبه الباتون ساليه وبضعا من القراقيش ووضعتهم أمام سكون وهي تفتح التلفاز
خدي يا بنتي اشربي اللبن وكلي القرقوشتين دول وانت هتتفرجي على التلفزيون سلي نفسك وانتي قاعدة اكده
فتحت سكون فاهها بدهشة لما رأته وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة من شدة الطعام
وه هسلي نفسي كيف عاد وهي بطني بقي فيها مكان للقراقيش واللبن عاد اني كده بقيت حاسة إني كيف بطة جدو علي تصحى من النوم تغطس وتعوم وهات يا لعب وهات يا نوم اما انتي هات يا اكل وهات ياشرب لما هفرقع يا حاجة وابنك هيلاقيني سمنت ويدور على واحدة غيري تكون خفيفة ورشيقة يرضيكي اكده
أشاحت زينب يدها باعتراض
له من الناحية دي ما تقلقيش ولدي متربي زين وما هيبصش لمرة غير مرته واصل دي عمران تربية زينب وانتي خابرة عاد إن عمران مهيشوفش غيرك يا صبية
ظلوا يتسامرون بحب والبسمة تزين ثغرهم والوقت يمر في ألفة بينهم حتى عاد عمران من عمله ووجد المشهد الذي يحبذه قلبه زوجته ووالدته يبتسمون ألقى عليهم السلام وهو يقبل ناحية والدته اولا ويقبل جبينها ثم ناحية سكونه ويقبل جبينها أيضا ثم جلس أوسطهم وهو يسألهم عن أحوالهم
كيفكم يا حاجة وكيف الولد على حسك أكيد قايمة بالواجب وزيادة
هنا هتفت سكون وهي تتنفس بصعوبة
يختيي على ماما الحاجة دي نفختني النهاردة يا عمران قال ايه إن لما آكل أحشاء البقرة والموز هجيب الواد يعني لو كان بنت هتتبدل وتوبقى واد
لكزتها زينب بخفة
بس انتي هتعرفي حاجة انتي هو في زي نصايح ستاتنا زمان كانوا هيقولوا حكم من دهب وكان حكمتهم بنشوفها قدام عينينا اكده
سأل عمران سكون بترقب
يعني انتي على اكده يا داكتورة كلتي فشة وكلاوي ومخ ومسارين
حركت سكون رأسها للأمام مع ابتسامة عريضة زينت وجهها لتهتف زينب بتأكيد
وه أمال ايه ! دي كانت ناقص تاكل الصنية وراهم عاد من حلا الوكل صنع ايديا هي داقت لقمة واحدة وعليها عينك ما تشوف إلا النور كان الطبق ممسوح
ضحكوا جميعا بسعادة لتردد سكون بنفس الخفة من بين ضحكاتها وهي ترى نظرات عمران الغير مصدقة لما قالته زينب
هتبص لي اكده ليه يعني هو أني كلتهم لحالي ما هم ولادك هما اللي كانوا هياكلوا عاد يا عمران
ربت عمران على ظهرها بحنو
وهو اني اتكلمت عاد اصل مش عوايدك الوكل دي فعلشان اكده استغربت شوي
بعد مرور ما يقرب من ساعة تناول فيهم عمران الطعام ثم استئذن من والدته كي يصعد إلى شقته واستندت عليه سكون وما إن صعدا إلى الأعلى حتى جذبها إلي صدره
تخنتي ومليتي وبقيتي بطة بلدي في نفسك وحاجة آخر جمال وحلاوة يا سكوني
عضت سكون على شفتيها بخجل من نظراته وهي تردد
يعني التخن دي عاجبك واني لساتي في الشهر الرابع يعني على اخر الحمل مش هقوم من مكاني واصل
شدد على احتضانها ثم غمز لها وهو ينظر لها
دي حلو خالص جميل خالص اصلك متعرفيش انك من ساعة ما حملتي وانتي كل يوم هتزيدي حلاوة يا سكوني بالراحة على عمرانك يا قلبي
لكزته في كتفه بخفة لتقول بدلال
بقيت بكاش قووي يا عمراني هو
من ميتى التخن حلو مفيش أحسن من الرشاقة
رفع حاجبه الأيسر باستنكار
بس يا بابا إنتي عارفة حاجة اني صاحب النظرة والغمزة وأفهم في قوانين القرب اللي هتقول مفيش أحلى من البلدي هو اللي هيكسب لا أوربي ولا غربي ولا نحافتي وبعدين اني عاجبني الحال اكده ومكيفني على الاخر
مررت لسانها على شفتيها بخجل
على فكرة انت بقيت بتقول كلام عيب يا عمران انت خلاص كبرت على الدلع دي وهتوبقى أب يعني لازمن تعقل بقي
اتسعت مقلتيه ليردد بمكر
عقل مين وليه وبعدين الأبوة مالها ومال المزاج دي نقرة ودي نقرة !
ضحكت على طريقته فى غزلها التي لم تنتهي بعد مهما مرت بهم سنوات الزواج ثم أكملت مشاكسته
وه وانت مفكر أن لما ولادك ياجو الدنيا هتعرف تظبط المزاج دي انت تنساني لمدة سنتين على الأقل يا عمراني
مين دي اللي هينسي سنتين مفيش الكلام ده يا سكوني واياكي ثم اياكي تفكري تهربي من عمران دي اكده هيلعبوا في الثوابت وحسك عينك تفكري إنتي وولادك تلعبوا في الثوابت اكده مش ههعمر وياهم وهطفشهم علطول
تململت سكون بين يديه وهي تصطنع الاستنكار لما قال
وه هتزعل ولادك اللي هتترجاهم من الدنيا وهما رايدين حضڼ أمهم عاد علشان حبة دلع عايز تدلعه
تمسك بخصرها بشدة وهو يقترب من أنفها يداعبه
طب وولادي يزعلوا أبوهم ليه طول ماهما حلوين وياي هعاملهم معاملة زينة طول ما هيقلوا بدماغهم وياي هعمل معاهم الدنيئة
ثم قبلها من وجنتيها باشتياق ليكمل برغ بة
وبعدين هو احنا هنقدر البلا قبل وقوعه ليه وبزياداكي عاد بقي الحديت عن العيال وخوتتهم هما هيبتدوها إزعاج للمزاج من وهما لسه في بطنك اني عارف دي عين الدكتور اللي رشقت للعمران
ضحكت سكون بدلال راق له على كلمته الأخيرة ليجذبها إلى أحضانه وهو يردد بعبث
دي باينها احلوت قووي يا هلا بأحضان الحبايب يا سكوني
تتولد المشاعر عند ملامسة يد شخص ما الصوت الصادر من الموسيقى رائحة الأزهار الغروب الجميل الحب الابتسامة الأمل والإيمان جميع الأعمال المفيدة وغير المفيدة تؤثر على الإنسان نفسه
فاللحظات الجميلة ليس بالضرورة أن تكون ناتجة عن أشياء ثمينة أو نادرة الحدوث فقد تأتي لحظة جميلة بمجرد ابتسامة تراها على محيا أحدهم أو كلمة طيبة تسمعها من أحد الأشخاص
اما عند العروسين تشعر فريدة بالدوار الدائم وأن مزاجها سيئا للغاية وأنها تريد النوم دوما وتلك الحالة انتابتها منذ يومين فقط
عاد فارس من عمله تسابق أقدامه الريح فهو قد وعد فريدته بعزومة على يخت فاخر منذ ان علم مدى هوسها بالبحر والسفن
دلف إلى المنزل وبالتأكيد سيجدها في انتظاره وهي بكامل حلتها كي يقضون وقتا سعيدا طويلا في النزهة في الخارج قبل ان يمر الوقت ويضيع
وللعجب وجد المنزل فارغا صعد إلى غرفة نومهم وهو ينادي
فيري إنتي فين يا حبيبي
دلف إلى الغرفة وجد الهدوء والظلام يعم المكان فاندهش لذلك ووجد فريدة تغط في سبات
متابعة القراءة