تائهه في جدران قلبه ل دعاء فؤاد

موقع أيام نيوز


و انت بنفسك اللى قولت ان طرقنا مختلفة و عمرها ما هتتقابل!
يوسف كنت غلطان.. كنت فاكر نفسى هقدر أكمل طريقى من غيرك بس طلعت غلطان.
زينة لا معليش يا يوسف بيه.. انا مش تحت أمرك تقولى إمشى أمشى تقولى تعالى آجى.. انا مليش أهل آه بس ليا كرامة و كفاية اوى اللى ضاع منها بسببك.
يوسف بحزم زينة مش وقت الكلام الكبير بتاعك دا دلوقتى.. تعالى معايا و بعد كدا نتفاهم و قولى اللى انتى عايزاه.

زينة و هنروح فين بقى ان شاء الله!
يوسف نروح مكان ما نروح.. المهم متفضليش ف المكان القذر دا دقيقة واحدة بعد كدا.
حبست سعادتها بداخلها فهذا يوسف الحنون الذى أحبته من أعماق قلبها ېخاف و يغار عليها و يريد أن ينتشلها من البيئة العفنة التى تربت بها..
قال لها عندما لم يجد منها رد متفكريش كتير يا زينة و ادخلى هاتى شنطتك و تليفونك و بطاقتك .. يلا..
انصاعت لاوامره باستسلام تام و أحضرت أغراضهاو خرجت له فأمسكها من معصمها و سحبها خلفه و خرجا من الشقة فاستوقفته قائلة استنى.. فى باب خلفى هنا تعالى نخرج منه عشان محدش يشوفنا.
أماء لها و سار خلفها الى أن خرجوا من المبنى بأكمله و استقلوا السيارة و انطلق بها.
بينما عند يحيى كان راكبا فى المقعد الخلفى بجانب عمه يحاول اقناعه بان يوسف لا يذهب لمثل هذه الاماكن و أن هذه هى المرة الاولى التى يذهب فيها الى ذلك المكان.
و بعد كثير من الجدال مع عمه تنفس يحيى الصعداء عندما اقتنع بكلامه و قال له عمى بلاش تقول لسهيلة حاجة عشان متقلقش.. بكرة كتب كتابهم و مش عايزين حاجة تعكر فرحتهم.
راشد حاضر يا يحيى... بس ارجع انت لاخوك و شوفو وصل لايه و ابقى طمنى.
يحيى ماشى يا عمى.. اركن على جنب يا عم محمد انا نازل.
نزل من السيارة و قام بالاتصال بشقيقه فرد عليه يوسف ايوة يا حبيب قلبى... انا جبت زينة و هى معايا دلوقتى ف العربية.. اسبقنى انت ع الفندق و جهز اللى قولتلك عليه.
يحيى حاضر يا يوسف اما نشوف أخرة الحكاية دى ايه!
يوسف انا اسف يا يحيى ان انا حطيتك ف الموقف البايخ دا.. بس مين اللى عرف عمى راشد!
يحيى واحد من البودى جارد عمل فيها ناصح و كلمه قال ايه عشان يساعدنا.
يوسف و قولتله ايه!
يحيى انا قعدت أألفله قصص و روايات عشان ميعرفش المصېبة اللى انت ناوى تعملها دلوقتى.
رد عليه بعصبية ياخى فال الله و لا فالك.. اقفل..اقفل يا يحيى و استنانى ف الفندق.
يحيى بضيق ماشى.. سلام.
عند يوسف فى السيارة..
سألته زينة بدهشة قائلة هو فى ايه!.. انا مش فاهمة حاجة... فندق ايه دا اللى احنا رايحيينه.
أجابها بجدية احنا هنتجوز الليلادى.
سألته باستنكار نتجوز!..ازاى!..انت سيبت بنت عمك
أجابها لا انا هكتب عليكى الليلة و الليلة الجاية هكتب على سهيلة.
ابتسمت بسخرية و قالت انت بتتكلم جد و لا بتهزر!
يوسف جد طبعا.
زينة و انت فاكرنى هوافق على الهبل دا!
رد عليها بعصبية زينة اتكلمى كويس... ثم اخذ نفسا عميقا و زفره على مهل حتى يستطيع اقناعها فاسترسل حديثه بنبرة حانية قائلا افهمينى كويس يا زينة... أنا حبيتك و انتى عارفة كدا كويس و كان قدامى حاجة من الاتنين يا اما ارتبط بيكى يا اما ابعد عنك بس ارتباطى بيكى كان و مازال شيئ صعب لان سهيلة بنت عمى بتحبنى من و احنا صغيريين و بترفض اى عريس يتقدملها بسببى و تمى طبعا عارف كدا فكان لازم يوم ما افكر ارتبط بواحدة الواحدة دى متكونش أقل من سهيلة من وجهة نظرهم طبعا و انتى اكيد فاهمانى.. عشان كدا بعدتك عنى و قلبت عليكى عشان تنسينى و انساكى كنت فاكر نفسى هعرف اكمل من غيرك بس مقدرتش كنت خلاص قربت اتدمر من بعدك عنى عشان كدا انا قررت اتجوز سهيلة عشان خاطر عمى كنوع من انواع رد الجميل بس مش أكتر ووف نفس الوقت اتجوزك عشان ارضى نفؤى و أرضيكى.. بس عايزك تكونى عارفة و متأكدة ان انتى بس اللى ف قلبى و عمرى ما بصيت لسهيلة على انها حبيبتى ابدا بس دا ميمنعش انى هعاملها بما يرضى الله... ها قولتى ايه!... موافقة تتجوزينى!
صمتت ولم ترد فهى الآن فى حيرة شديدة من أمرها كانت تتمناه زوجا لها و قد كان و لكن سيكون زوجا لأخرى أيضا تشاركها فيه.
طال صمتها فأصابه الاحباط و ركن سيارته على جانب الطريق و اعتدل فى جلسته حتى تكون فى مواجهته و قال لها بخيبة أمل ماشى كدا وصلنى ردك... بس اعرفى ان انا هفضل احبك و مش هسيبك ترجعى تعيشى فى الارف دا تانى ... هتصل باخويا يحيى يلغى كل حاجة و هنروح دلوقتى ع الفندق هتقعدى ف الجناح اللى حجزته لحد ما اشتريلك شقة تعيشى فيها.. 
أدار سيارته مرة أخرى و كاد أن يتحرك بالسيارة حتى باغتته قائلة انا موافقة يا يوسف.. انا ماصدقت رجعتلى تانى كفاية عليا اوى ان قلبك ملكى انا لوحدى.
ابتسم و سألها بتأكيد عايزك تكونى مقتنعة و راضية بالوضع دا!
ردت عليه بابتسامة صادقة راضية... طالما انت معايا راضية بأقل حاجة منك.
رد بسعادة
بالغة ان شاء الله هنكون أسعد زوجين.
و أكمل طريقه الى حيث الفندق لاتمام عقد قرانه على زينة.
الفصل الثلاثون
وصل يوسف و زينة الى الفندق فاصطحبها الى الجناح الخاص به دخلوا سويا فوجد شقيقه و المأذون و أحد رجال الحراسة فى انتظاره. 
تم عقد القران فنهض يوسف من مقعده و أمسك يديها و أوقفها أمامه ثم قبل جبهتها و نظر فى عينيها وقال بعشق بالغ ألف مبروك يا حبيبتى...
نظرت له بخجل و ردت بصوت خاڤت الله يبارك فيك.
إستأذن من الحضور و أخذها ليدخلها لغرفة النوم الملحقة بالجناح تجلس بها حتى يتمم اجراءات عقد القران و ينصرف المأذون و الشهود و يساوى الموضوع مع عمه حتى يطمئنه و لا يثير ريبته.
أغلق باب الغرفة و تركها جالسة على التخت لا تعلم أتفرح لأنها أخيرا قد نالت لقب حرم يوسف سليمان أم تحزن من نفسها لأنها حتى الآن لم تخبره بأمر المؤامرة التى اشتركت فيها مع على الرفاعى ضده هل تخبره ام تنسى الأمر و كأن شيئا لم يكن لكن على لن يتركها و بالتأكيد سيحاول أن يفسد الامور بينهما ان علم بزواجهما فحسمت إمرها بعد تفكير طويل أن تخبره قبل إن يعرف من أى مصدر آخر فهذا سيكون أفضل لها بالتأكيد و ربما يصفخ عنها و يسامحها.
على صعيد آخر كانت سهام تجلس بجانب ولدها الممدد على التخت لا حول له و لا قوة تضمد جراحه و تطهرها و هى تكاد تجن من هروب زينة مع يوسف فهى ظنت أنه كان يريد التحدث معها فقط و لم يخطر ببالها أنه سيأخذها معه. 
جلال بتأوه اه براحة ياما.. خفى ايدك شويه. 
سهام يقطعنى يا جلال.. منه لله البعيد الهى ما يلحق يتهنى بيها .
جلال بتأوه اه.. انتى السبب ياما انتى اللى سبتيه يطلعلها.
ردت بندم ما مكنتش اعرف انه هيخدها معاه.
جلال مسيرى هجيبها و اربيها و اخليها تركع تحت رجلى بنت ستين... دى...فوضينا بقى ياما من السيرة الزفت دى و سيبينى انام شوية.
سهام حاضر يا قلب امك... دثرته جيدا بالغطاء و اغلقت باب الغرفة و توجهت لغرفتها و أمسكت الهاتف و قامت بالاتصال على زينة.
أثناء انتظارها فى غرفة النوم رن هاتفها برقم سهام فتأففت و قالت لنفسهااوف بقى.. ارد عليها دى و لا أطنشها....لا هرد هى كدا كدا متقدرش تعملى حاجة طول ما يوسف حبيبى معايا.
فتحت المكالمة و أجابتها ايوة يا خالتى.
سهام بلوم بقى كدا يا زوزة تهون عليكى العشرة.. تسيبينا و تهربى مع البيه بتاعك.
زينة بحدة اسمعى يا خالتى انسينى خالص عشان انا و يوسف اتجوزنا من نص ساعة بس.
رد باستنكار اتجوزتوا!.. انتى مش كنتى قايلة انه خطب بنت عمه
زينة الشرع محلله ٤ وانا راضية انه يتجوزنا احنا الاتنين.
ضړبت سهام بكفها الأيمن على صدرها من هول ماسمعت و المصېبة التى أحلت بها قائلة يا لهوي!!
زينة ايه يا خالتى.. يا ستى انا موافقة محدش له حاجة عندى.
صمت آذانها عن كل شيئ فيما عدا كلمات زينة يتجوزنا احنا الاتنين ...
سقط الهاتف من يدها عندما فقدت السيطرة على إعصابها فسمعت زينة صوت ارتطام الهاتف بالارض وقالت ألو.. الو.. خالتى.
تعجبت زينة و لكنها لم تبالى بالأمر و اغلقت الهاتف و وضعته فى الحقيبة مرة أخرى.
على الجهة الأخرى أخذت سهام تلطم خديها فإن سكتت عن هذه المصېبة الكبرى فسوف تقترف اثما عظيما و هى لا ينقصها مزيدا من الآثام فيكفيها ما لديها و أى إثم هذا فسكوتها يعنى جمع بين أختين 
فكيف ستتصرف الآن فلا أحد يعلم أن زينة إبنة راشد سليمان سواها أخذت تجوب غرفتها ذهابا و إيابا الى إن اهتدت لأن تمنع زواج يوسف من ابنة عمه بأى طريقة كانت فقد تزوج أختها زينة و قضى الأمر فما من سبيل أمامها الآن إلا ان تمنع اتمام هذه الزيجة.
فى الفندق عند يوسف...
انصرف الجميع فدخل يوسف الى الغرفة فنهضت من التخت
عندما رأته راح و وقف قبالتها ينظران لبعضهما بعشق و اشتياق.
أحاط وجهها بين كفيه و نظر لعينيها بعمق و قال لها بصوت يحمل بين طياته عشق جارف مبروك يا
أحلى عروسة ف الدنيا.
ابتسمت و هى تنظر لعينيه مباشرة مبروك عليا انت.
قام باحتضانها بكل اشتياق العالم فكم انتظر هذه اللحظة ظلا على هذا الوضع كل منهما متشبثا بالآخر و كأن أحدهما سيهرب من الثانى حتى تململت زينة بارتباك و خوف فأبعدها قليلا عن حضنه و تأملها مليا فلاحظ ارتباكها و وجلها فضيق ما بين حاجبيه متعجبا من الحالة الغريبة التى انتابتها حاسس ان انتى عايزة تقولى حاجة.
أصابها هذا السؤال بحيرة أشد و حاولت أن تتكلم و لكن أبت الكلمات ان تخرج من فمها قلق يوسف من رد فعلها و حثها على الكلام فى ايه يا زينة.. قولى اللى عندك مټخافيش
أجابته بترقب و هى تفرك يديها بتوتر طيب ممكن نقعد
أمسك كفها و سار بها الى التخت و جلسا على حافته و حثها على التحدث ها يا حبيبة قلبى عايزة تقولى ايه
أحست أن حلقها قد جف تماما من الخۏف فازدرت لعابها بصعوبة و قالت و هى تتحاشى النظر فى عينيه احمم... انا...انا.... معرفتى بيك مكانتش صدفة.
أجابها باستغراب
 

تم نسخ الرابط