رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز
المحتويات
خاصة في المباني البيضاء البعيدة على حافة البحر وهي تجيبه بانبهار يجنن...
و هو يزيح شعرها ليجعله على كتف واحدة مش أحلى منك يا روحي .أفاقت يارا من شرودها في جمال البحر و السماء و مباني الإسكندرية على قبلات صالح التي أصبحت اكثر تعمقا مع مرور كل ثانية لتنتزع نفسها منه بصعوبة و هي تدور حول
الطاولة التي كانت تعج بأصناف كثيرة و متنوعة و كآنه ليس إفطارا لشخصين بل وليمة كاملة...يارا بتلعثم أنا.... جعانة اوي خلينا نفطر الأول....ومأ لها صالح و هو يحاول بقوة إسترجاع
عيناه لا تنزاحان أبدا عن يارا التي
كانت رائعة بشكل يصعب وصفه خاصة
بينما في الحقيفة جل تركيزها كان على تحركاته هو... إبتسمت باستمتاع و هي تراه يضع كأس العصير بقوة فوق الطاولة ثم يقف الضخم ليتجه نحو الباب الذي يفصل الغرفة الداخلية بخارج اليخت من نفس الطابق....مسحت بالمنديل ثم رمته على الطاولة
بعيدا عنها هكذا بقية اليوم.....أمام كلية الآداب جامعة القاهرة....توقفت سيارة فريد التي تقل أروى نحوجامعتها... فتحت باب السيارة لتزل لكنيد فريد اوقفتها و هو يملي عليها قائمة
الممنوعات مع تذكيرها بعقابها و منعها
من الجامعة إن لك تستجب لشروطه....صړخت بتذمر و إحتجاج
نفسي و اخيرا رجعتي يا جزمة و الله كنتخايفة إني مشفكيش ثاني ابدا...أروى بضحك و لا انا و الله...وحشتيني اوي اوييا بت يا نونو....عاملة إيه و إيه اخبار الشلة الفاشلة... نهاد و سهى
أكملت و هي تتفحص مظهرها بإعجاب إش إش
إش... ېخرب عقلك يا بت إيه الحلاوة دي كلها....إحنا تغيرنا بقى و بقينا نلبس زي البنات اللي في الانستغرام....ضحكت أروى باستمتاع و هي تسير مع صديقتها
ليدلفا الجامعة قائلة بمزاح إنت هتقري عليا يا بت و إلا إيه...قل الله اكبر كان عنا خمس كتاكيت ماتوايوم الخميس الشهر خمسة الساعة خمسة......نيرة بضحك حتى بعد ما تجوزتي و لسه مخكلاسع يا بت زي ماهو....أروي و أتغير يا ليه يا حبيبتشيييي...اللي
نطق و إلا لسه زي ماهو.....نيرة و هي تلوي شفتيها بضيق
بقالنا ثلاث سنين مخرجناش من ليفل التلميح لا و بقى بيقولي يا آنسة نيرة إكمني كبرت يعني و مبيقتش العيلة الصغيرة اللي بتلعب في الشارع مع اولاد الحارة....ضړبت أروى بحركة درامية و هي تشهق قائلة هي حصلت...بقى بيقلك يا آنسة و إنت
ساكتاله....لالا مشكلتك بقت عويصة و لازمها حل سريع و قوي....أه طبعا امال إيه.... مش كفاية ثلاث سنين مقضينها نظرات و إبتسامات ييجي في الاخر و يلزقلك لقب الآنسة داه...نيرة پبكاء مزيف شفتي الوكسة اللي انا فيها
ياختي مش كفاية إسمه اللي عمري ماشفته في اي رواية و لا حتى في حتة نوفيلا ....ضړبتها أروى بخفة على ذراعها و هما يدخلان معا الكافتيريا يا بت لمي لسانك اللي عايز قطعه داه....إنت لسه عندك امل تلاقي راجل
زي اللي في الروايات دول...نيرة و هي تجلس تشبعا طبعا و مش هتستلم ابدا و هتشوفي..... بكرة ابقى أميرة
في بيت زوجي و أعزمك على فيلتي ام سبع ثمانية أدوار دي و اقضيها بقى فسح و نوادي طول النهار و لما ارجع الاقي
الدادة ذاكرت للولاد و نيمتهم... تسألني
عاوزة تتعشى يا ست هانم اقلها لا يا دادةحضريلي الحمام أنا و البيه هنخرج
نتعشى برا... .....أروى بضحك يا بنتي والله كله شغل روايات
فاضي....إرجعي للواقع أحسنلك قبل ما يفوت الأوان و ټندمي...الحياة الواقعية
شي و الروايات شيئ ثاني خالص إسمعي مني انا مجربة قبلك....نيرة بعدم إقتناع لا ماهو واضح يا ختي...واضح
من بارفان فيكتوريا سكر اللي إنت حطاه و اللي ريحته واصلة آخر كيلاس في الجامعة و إلا الطقم ابو خمسة آلاف جنيه اللي إنت لابساه...و إلا الخاتم
وريني كده يا بت....أروى الله اكبر يا ختي و الله انا حاسة إن النهاردة
مش هيمضي على خير من قرك داه....و هو ياختي لما اكون لابسة و حاطة بارفان غالي يعني خلاصحياتي بقت مضبوطة و كله تمام....نيرة بحماس اوباااا لا الكلام كده بقى ختيىير
و عاوزله قعدة حلوة.... يلا يا بت حللي فلوسك و إعزميني على كوكتيل من ابو عشرين جنيهعشان يعدل طاقة التركيز اللي في دماغي دي...أروى يعني طاقة التركيز مش هتتعدل غير
بكوكتيل ابو عشرين جنية و ماله شاي
أربعة جنيه المساند الرسمي لأيام الكحرتة اللي كنا فيها .نيرة اهو و شهد شاهد من اهلها... اللي كنا إيه
كنا فيها.. يعني كان زمان إنما دلوقتي بقينا فوق.. فوق اوي و ناسبنا الحكووومة و بقينا قرايب
يلا شخللي جيبك بقى و هيصينا
متبقيش بخيلة امال...أروى قل أعوذ برب الفلق... هيجيني شلل
سداسي من قرك يا شيخة...يلا اطلبي
اللي إنت عاوزاه بدل ما إنت عمالةتحسديفي أمي من الصبح....نيرة و هي تقف من مكانها ايواكده...شهيصيني
داه انا أنتيمتك الوحيدة.....بعد دقائق عادت نيرة و هي تحمل صينية
فيها مجموعة من العصائر و قطع مرطبات وضعت بعضها أمام أروى و الباقي أمامها و جلست مستأنفة ثرثرتها ها يا ستي إحكيلي بقى قضيتوا شهر العسل فينأروى في البيت...نيرة بدهشة بجد...اا تلاقيه عشان الكورونا و كده....اروى بكذب ايوا عشان كورونا و يلا بقى غيري الموضوع و بطلي تحشري نفسك فلي ملكيش فيه عشان انا مش هحكيلك اسراريالزوجية يعني...نيرة بتهكمأسراري الزوجية...هو انا قلتلك
إحكيلي على ليلة دخلتكوا.. ما انا محترمة نفسي و عمالة بسألك حاجات جانبية.....أروى طب إخرسي جاتك نيلة مفيش حياءو لا كسوف...داه اللي تعلمتيه من الروايات..... يلا بسرعة إشفطي لتر العصير اللي قدامة
بسرعة و يلا خلينا نمشي عشان اول محاضرة فاضلها نص ساعة
.نيرة بلا قرف بلا محاضرات يعني اللي
تخرجوا قبلنا كانوا عملوا إيه ماهم متلقحين بقالهم أكثر من خمس و ست سنين بيستنوا الحكومة تعطف عليهم بوظيفة و بردو مفيش...سواق
التاكسي اللي جيت معاه الصبح مهندس
و بقاله تسع سنين بيدور على شغل و مش لاقي.... سيبيني على الاقل استمتع بالكوكتيل الاحمريكا اللي اول مرة يشرف طرابيزتي...و إن شاء الله مش آخر مرة....أكملت و هي تمد يدها لتتلمس أصابع أروى بقلك إيه يا ريري ما تخليني اصور سيلفي مع الالمساية الحلوة دي....تكونش فالصو يا بت و جوزك بيضحك عليكي زي ما عمل الحاج متولي مع مراته الرابعة....ضړبتها أروى على يدها و هي تجيبهت قائلة بضحك يا ميلة بختك يا إبراهيم...فلي مستنياك...في قصر عزالدين...شعرت إنجي بثقل كبير في رأسه
و هي تفتح عينيها صباحا على صوت
المنبه.... تمتمت و هي تحاول الوصول لهاتفها حتى توقف ذلك الصوت المزعج الذي زاد من حدة الصداع الذي تعاني منه.
يغمى عليها.... أسرعت لتقف من فوق السرير تبحث عن ملابسها لكنها لم تجد شيئا لتتجه نحو الخزانة و تخرج أول قطعة وقعت عليها أعينها لترتديها بسرعة....ثم عادت مرة أخرى تدور في أرجاء الغرفة تحاول فهم ماحصل....هطلت دموعها بصمت و هي تخلل أصابعهاداخل شعرها المجعد بعد أن فشلت في إكتشاف ما يجري معها... سليم ...إذن مالذي حصل معها... و هي تكز أسنانها پغضب عارم متمتمة بوعيد أقسم بالله لو طلع اللي بفكر فيه بجد لكون مندماك على اللحظة اللي فكرت فيها الفكرة القڈرة دي يا هشام ...فاكرني هخاف منك... ماشي
يا هشام... ماشي...في مكتب سيف عزالدين في الشركة.....دلف جاسر مكتب سيف ليضع عدة ملفات أمامه كان قد طلبه منها قبل قليل....ليلاحظ
أن الجو هادئ جدا فسيف كان صامتا و يقلب أوراق إحدى الصفقات و هو ينفخ بملل من حين لآخر... بينما كلاوس كان منشغلابتصفح هاتفه ببرود....حول نظره مرة أخرى نحو سيف و هو يقول
أي أوامر ثانية يا سيف باشا .سيف بحنق و هو يرمق كلاوس بنظرات
ڼارية أيوا...تخصم من مرتب البني آدم اللي قاعدهناك داه عشر
سنين قدام...عشان يبقى يتعلم ما يقاطعش الناس في الوقت غير مناسب....كلاوس و هو يخفى ضحكته يا باشا و الله
العظيم ماكانش قصدي و بعدين يعني....سيف بمقاطعة إنت تخرس خالص و تروح ترجع البنت الملزقة اللي مش عارف إنت جايبها من أي مصېبةو فاكرة نفسها ممثلة....كلاوس طب و الخطة...سيف بلا خطة بلا زفت... انا كل ما إفتكر اللي حصل إمبارح ببقى عاوز أفرغ مسډسي في دماغك و دماغها ...كلاوس طيب إهدى و كل حاجة هتتحل داه حتى الدكتور ألبير وصل إمبارح و مستني أوامرك...سيف طيب... هبقى أشوفه بعد الاجتماع....الساعة الخامسة مساء....في اليختقضت يارا ساعات النهار بصعوبة و هي تحاول
تحمل قرب صالح منها الذي كان طوال الوقت ...و هما يشاهدان المناظر الطبيعية الخلابة او يتناولان الطعام حيث يصر هو على إطعامها بنفسه في جو ...اليومين دول كانوا من أحلى أيام حياتي....همس صالح بصوت دافئ في أذن يارا مضيفا أطلبي اللي إنت عاوزاه و أنا مستعد أنفذلك أي طلب.....يارا بسخرية حتى لو طلبت منك حريتي...صالح و هو يحاول الحفاظ على هدوءه مستحيل.... إلا الطلب داه... إنت مراتي و من حقي و أنا عمري ما أفرط في حقي أبدا...مستحيل...تحرري مني يا يارا.. إنت إتخلقتي عشاني انا و بس .شهقت يارا پخوف دون جدوى بينما تسارعت أنفاس صالح و هو يهذي بكلمات مخيفة تعبر عن تملكه و هوسه بها....صاحت تنادي إسمه بصوت عال عله يعود لصوابه حتى نجحت...ليقاطع صالح صړاخها قائلابصوت أعلى إنت فاهمااااااااااة...يارا بړعب أيوا فاهمة أنا ملكك إنت على طول فاهمة...بس عشان خاطري إهدى.. ثم جلس على احد المقاعد ليسكب كوبا من العصير البارد و يبدأ في ترشفه على مهمل بكل برود و كأن شيئا لم يحصل..بعد دقائق قليلة إستطاعت يارا السيطرة على إرتجاف لتستجمع كامل قواها و تهتف بصوت متعب انا
متابعة القراءة