رواية هوس بقلم ياسمين عبد العزيز

موقع أيام نيوز

معاه .سيلين طيب و إنتي بتحبي المذاكرة...ياسين أيوا و بطلع دايما الأول كمان....سيلين و هي تصفق بحماس برافو.. إنتي 
تستاهل هدية حلوة عشان شاطر ...قلي 
بقى نفسك في حاجة معينة ياسين بنفي و هو يركز على كتابه لا شكرا...سيلين طيب ينفع نبقى صحاب...يا ياسين .رفع ياسين رأسه نحوها ليبتسم بتلقائية على 
شكلها اللطيف ماشي إتفقنا..وقفت سيلين تنظر نحوه بسعادة كبيرة 
و كأنها وجدت كنزا... شعرت بالارتياح 
الشديد بعد هذا الحوار البسيط معه... 
طفل صغير و بريئ جل ما يفكر به هو الدراسةو الهرب من شقيقه المزعج .... 
أفاقت من شرودها على صوت زينات التي كانت تناديها و هي تهرول راكضة نحوها روحتي فين يا هانم داه الباشا رجع و قالب عليكي الدنيا جوا...هزت سيلين كتفيها قائلة ببساطة كنت بتعرف على ياسين...تحدثت زينات بصوت لاهث طب يلا يا ست هانم الباشا مستنيكي جوا... الجو هنا برد عليكي .ألقت سيلين نظرة أخيرة على ياسين ثم تحركت 
نحو الفيلا....أمام الفيلا وجدت سيف ينتظرها...سار نحوهابملامح قلقة و هو يتفحصها كنتي فين يا روحي إنت كويسة...سيلين بابتسامة انا تمام....كنت بتمشى في الجنينة....سيف باستغراب في البرد داهسيلين و هي تخفض بصرها نحو المعطف الذي كانت ترتديه لا مش برد هنا...انا متعود 
ببرد ألمانيا...ضغط سيف برفق على وجنتيها المحمرتين... كم رغب في أخذ قضمة صغيرة من كليهما حتى 
و هو يبتسم لها 
قائلا طب

تعالي ندخل جوا....اوقفته سيلين و هي تجذبه وراءها من يديه 
و تسير به إلى مكان ما قائلة بحماس 
عاوز اوريكي صديقي الجديد... ياسين .توقف سيف عن المشي و هو يجذبها بقوة نحوه لتهمهم سيلين بعدم فهم وقفت ليه... لسه مش وصلنا.. يلا...سيف ضغط سيف على أسنانه بقوة و قد بدأت ملامحه بالهادئة تتغير ليهدر بغيرة صديقنظرت نحو باستغراب قبل أن تجيبه إسمه ياسين... تعالى هو قاعد هنا قريب.... ووهو يهمس بهدوء سيلين.... كفاية هزار و يلا خلينا نرجع 
الفيلا....رمشت سيلين بعينيها و هي تردف بدلال جعل سيف يلعن بداخله و يقرر الاستسلام و رؤية هذا الصديق الذي ستكون نهايته على يده فيما بعد بليز سيف...شوية بس....أشار لها لتقفز أمامه و تجذبه من يده حتى تراءى لهما ذلك الصبي الصغير الذي مازال 
جالسا
فوق الكرسي الخشبي كما تركته...أشارت نحوه بيدها و هي تحدثه داه ياسين... صديقي الجديد..هو شاطرة في المدرسة و بيطلع الأول بس عنده اخوه بيبي... في البيت
مش بيسبه يدرس...مسكين قاعدة في البرد عشان عاوزة يذاكر...رغم انه ولد صغير إلا أن سيف شعر بغيرة 
شديدة لأنها تهتم يأمره... تأفف قليلا قبل ان يتحدث بنبرة لا تخلو من الانزعاجطيب عاوزاني أعمله إيه....سيلين بحماس و قد لمعت عينيها الزرقاءبسعادة لتزداد فتنة عاوزة يجي يذاكر في الفيلا...و نعمله مكتب عشانه....سيف بتنهيدة حاضر يا حبيبتي...اللي إنت عاوزاه يتنفذ...سيلين أنا عاوز يجيب كل أدوات المكتب... 
بليز... بليز..سيف و قد لمعت في رأسه فكرة ما رغمشعوره بالضيق من إهتمامها بهذا الطفل.. طبعا أنا هنفذلك كل طلباتك بس... بشرط .سيلين بفرح حاضر... هنفذ كل لي إنت عاوز خطى نحوها ليقضي على الفراغ الفاصل 
قبل أن تتراجع خطوة إلى الوراء مردفة بخجل حاضر بس مش هنا...بعدين في الاوضة...سيف بغيرة رغم فرحته الشديدة يعني كل داه عشان الاستاذ لي هناك داهسيلين بنفي لا.... بس أنا قررت...توسعت عينا سيف بفضول قاټل و تسارعت دقات قلبه و كأنه كان يركض لاميال...حتى
أنه قطع تنفسه حتى يستمع لبقية كلامها
الذي يمثل بالنسبة له الحياة بأكملها ليهتف بلهفة
يستعجلها حتى تتحدث و تريح

روحه و قلبه... كملي...قررتي إيهإزداد إحمرار وجهها خجلا و هي تشاهد لهفته عليها لتستجمع كل قوتها لتتحدث....لكن كما يقال يا فرحة ما تمت عوض ان يستمع لصوتها الرقيق تخبره عن حبهاله و إستعدادها لبدأ حياة جديدة معه .. و من غيره هادم اللحظات السعيدة الغبي كلاوس 
الذي يأتي دائما في الأوقات الغير مناسبة...أحم أحم... سيف باشا.... الآنسة...قاطعه سيف الذي لم يكن يرى أمامه سوىجثة كلاوس آنسة إيه و زفت إيه... مش شايفني بتكلم مع الهانم..حدقت سيلين في تلك الفتاة الغريبة لتقتربمن سيف و تهمس بصوت منخفض مين ديياسيفنظر سيف پغضب نحو كلاوس ليقرر الاڼتقام 
منه في الحال لإفساده تلك اللحظة المنتظرة ليهتف پحقد و هو يشير نحو الفتاة أعرفك يا حبيبتي دي خطيبة كلاوس...لا تسأل عن وجه كلاوس الذي شحب فجأةو هو يلتفت ناظر باشمئزاز نحو تلك الممثلة التي كانت ترمق سيلين و سيف بإعجاب شديد و هي تفرقع
علكتها بصوت مزعج....ليغمض كلاوس عينيه بيأس و هو يشتم سيده بداخله على هذه الورطة.....في قصر عزالدين....دقت الساعة منتصف الليل...البعض كان ينعم بنوم هانئ و البعض الاخر لايزال مستيقظايفكر....و هذا حال إنجي التي كانت منهمكةفي التخطيط لكيفية مغادرة القصر....قررت في الاخير انها ستطلب المزيد من المال من والدتها و قد تبيع بعض مجوهراتها القيمةو تسافر لأي دولة أوروبية لتعيش هناك بحرية... تحمست كثيرا للفكرة و أخذت ترسم أحلامها و التي قطعها عليها صوت طرق الباب.....تأففت و
....انجي بصوت عال إطلع برا إنت تجننت إطلع برا و إلا و الله هصوت ألم عليك كل اللي في القصر و ساعتها هتبقى ڤضيحة بجد.....إستند هشام على الباب و يده وراءه تغلق الباب بالمفتاح...تحت أنظار إنجي الهلعة....

إنجي التي كانت تتراجع للوراء ببطئ....إنجي بړعب ه.. هشام إنت... بتعمل إيه هشام ببرود جليدي مش انا الصبح .و أخوكي أنقذك مني...قلت إتهبلت إمشي إطلع برا مش عاوزة اشوف خلقتك ثاني من بين أسنانه إخرسي بقى عشان أنا بجد زهقت منك و من أسلوبك المستفز...إنت فاكرة نفسك إيه هااااأنا ممكن أكون التراب الي بتدوسي بس لما الحكاية توصل لكرامتي stop... و إنت تجاوزتي حدودك معايا و محيتي كل ذكرى حلوة تشفعلك عندي.... أنا بكرة مسافر فقلت أسيبلك تذكار يفكرك بيا عمرككله... يا بنت عمي 
يتبع
الفصل الثالث و العشرون من
حتى مرت الليلة على خير....تقلبت يارا على الفراش بأرق فطوال الليل لم تغمض عيناها رغم تعبها الشديد و حاجتهاالماسة للراحة...
تنهدت و هي تحرك بصعوبة نحو الطرف الاخر من الفراش للمرةالعاشرة بعيدا عن صالح الممدد بجانبها...رغم ما حصل بينهما إلا أن نفورها من قد إزداد أضعافا مضاعفة...شعرت برغبة عارمة في التقيئ بعد أن تذكرت أنه مازال يوم آخر ستقضيه برفقته...المشكلة أنه حتى دموعها التي كانت تخفف بعضامن معاناتها قد جفت لعڼته بداخلها 
و هو يغمغم بنعاس منمتيش ليه لغاية دلوقتي... تعبانة من حاجةتعبانة من حاجات كثيرة اوي و إنت سببهم كلهم ...بهذه الجملة كانت يارا ستجيبه و لكنها تراجعت فهي ليست في حالة نفسية و جيدة للدخول في أي نقاش..لتجيبه بصوت مبحوح و ضعيف مجاليش نوم...إتكأ صالح بكسل على ذراعه الاخر ...أزاح خصلات شعرها التي تغطي خديها قائلا بصوت دافئ معاكي حق... المفروض الليلة دي منامش. تنتفض يارا بنفور تصړخ بدون وعي إبعد عني...كفاية قرف....إبتلع صالح كلماتها و إنفعالاتها محافظا على 
هدوءه لتتعالى ضحكاته ..إنت نسيتي إننا متجوزينإنشغل بالبحث عن هاتفه حتى وجده ليضيف 
ياااه الساعة لسه ثلاثة الفجر... 
أعاد هاتفه لمكانه رغم صړاخها و مقاومتها إلا أنه همس ببضعة كلمات في أذنها جعتلها تتوقف عن الحركة متجمدة في مكانها....إهدي و نامي لأحسن أنفذ اللي في دماغي.... و انا 
بصراحة على آخري...قلتي إيه يا بيبي أومأت له بالموافقة 
لتقول خلاص انا هنام...تصبح على خير .صالح بابتسامة سمجة و إنت من

أهلي يا بيبي في اليوم التالي دقت الساعة التاسعة صباحا فتحت يارا عينيها بصعوبة بالغة ... لتتمتم بداخلها بحنق يا رب..داه إيهالقرف اللي انا فيه....جاهدت حتى تنطق لتجعل صالح يتوقف عن عبثه أنا صحيت....إبتسم هو بمكر و ببطئ شديد بدأ بسحب الغطاء الذي كانت تتمسك به حول عنقها بقوة حتى شعرت به يارا لتهتف بتعمل إيهصالح ببراءة و لا حاجة...إنت هتقعدي طول 
اليوم كدهيارا بتهتهة أيوا.. قصدي... لالا... هقوم.. هقوم بعد شوية .صالح بخبث 
طب مفيش صباح الخيرتصنعت الابتسام و هي ترد عليه صباح 
النور...سمعت تأففه قبل أن يتجلس في مكانه و هو يقول بحنق لا مش دي...أنا عاوز من دي....قالها بتذمر طفولي جعل يارا تنصدم بشك من أن الذي أمامها هو نفسه صالح عزالدين.... بينما لم تطل حيرتها مسترجعا ذكريات البارحة قبل أن ينهض نحو الحمام ليغيب داخله صافقا الباب وراءه....في تلك اللحظة فقط تركت يارا العنان لشلال دموعها لټنفجر في بكاء مرير و هي تشبث بالغطاء و ترفعه فوق ليغطيها بأكملها.....إنتهى صالح من أخذ شاور ليخرج مرتديا ترينج شتوي باللون الأسود و الرمادي.... و يضع منشفة خلف عنقه ألقى نظرة نحو يارا المختفية تحت الغطاء بينما كان يهتز دون صوت ليعلم أنهاتبكي..نزع المنشفة من حول حنقه ليرميها بقوة فوقها صارخا پعنف مش قلنا مش عاوز زفت 
نكد.. و إلا إنت مصرة تحرجيني عن طوري... عاجبك وشي الثاني صح....أبعد الغطاء عن وجهها بقوة لترتجف يارا
من رؤية وجهه الغاضب.. ليكمل هو و قد إكتسى صوته بعض اللين يلا ياقلبي... قومي أنا حضرتلك الحمام جوا خذي شاور عشان أعصابك تهدى...انا هطلع 
عشان أحضر الفطار و هختارلك فستان على ذوقي عشان تلبسيه....يلا قومي بلاش كسل.....غمزها بطرف عينه في آخر كلماته و هو يجذب بقية الغطاء لينزاح بأكمله مظهرا 
الفتي أمامه ليعض صالح شفتيه بحركة وقحة....
إنتفضت يارا و هي تصړخ فيه و تشتمه يا قليل الادب يا ساڤل....ثم جذبت الغطاء لتلمله حولها و هي ترمقه بنظرات شرسة قابلها هو بأخرى غير بريئة و قد تعالت قهقهاته المرحة....قبل أن يتحرك

...ظلت تشتمه حتى غابت وراء الباب و هي تحكم إغلاقه من الداخل بعد أن إستمعت لتنبيهه متتأخريش جوا يا بيبي...اصلك 
بتوحشيني اوي لما تغيبي عليا... مش عارفإزاي هصبر عليكي الفترة اللي جاية...بعد دقائق طويلة صعدت يارا درج اليخت نحو السطح بعد جففت شعرها و إرتدت الفستان الذي وجدته فوق السرير و فوقه معطف من الفرو باللون الأبيض ....لكن قبلأن تصل للسطح جاءها 
صوت صالح من الطابق السفلي يناديها 
الجو برا برد... إنزلي تحت الفطار جاهز......نزلت السلالم مرة أخرى و هي تتبع صوته متأملة بانبهار فخامة و جمال اليخت فهي في الأمس لم تسمح لها حالتها النفسية برؤيته جيدا....وجدته يجلس على أريكةحمراء تتوسط الغرفة الغرفة الفسيحةذات الجدران الشفافة التي تتمتد على جميع اتجاهات هذا الطابق لتشهق يارا من جمال المناظر الطبيعة التي تظهر لها حيث يتعانق البحر و السماء في مشهد طبيعي رائع يسلب الأنفاس من شدة جماله حتى أنها لم تشعر بصالح الذي كان يخلع عنها المعطف ووهو يهمسفي أذنها بصوت أجش حلوأجابته و هي تشرد في تفاصيل الجمال الرباني و
تم نسخ الرابط