راقصه الحانه ل نور زيزو

موقع أيام نيوز

 


خلفها فرأتها تجلس مع أثير تتفحص المكان بعيناها وتنكمش في ذاتها وكفيها يحتضنان بعضهما البعض بتوتر أقتربت منها جميلة بذهول من جسدها الضئيلة وعيناها البريئة الممزوجة بنظرة خوف من العالم بأكمله وكافة الناس أجمعين جلست جميلة بجوارها ثم نظرت له بشفقة علي حال هذه الطفلة ثم أردفت بصوت حنون وهي تربت علي كتف دموع قائلا 

أسمك إيه ياحبيبتي 
نظرت دموع له بأرتباك فأشار إليها بنعم عادت بنظرها إلي أمه ثم قالت بخفوت 
دموع أسمي دموع
شهقت أثير بذهول وقالت 
ليه الأسم الحزين ده
أثير قومي أدخلي جوا 
قالتها جميلة بصرامة بعد أن رمقتها بنظرة جدية حادة وقفت أثير ودخلت إلي غرفتها أربتت جميلة علي قدم إلياس بحنان وقالت بإبتسامة 
قوم شوف وراك إيه
وضع يديه علي ركبتيه مصاحبها بتنهيدة خفيفة ووقف وقفت دموع بسرعة مع وقوفه أردفت جميلة بهدوء مبتسمة قائلة 
أقعدي يابنتي هو هيروح شغله ولا هتروحي معه الشغل
نظرت دموع له پخوف من تركها في هذا المكان الغريب كانت نظرتها تترجاه بعدم تركها هنا وحدها أشار إليها بإيجاب ودلف إلى غرفة أخته 
جلست جميلة معاها وأبتسمت لها وبدأت تسألها عن حياتها وتخشي دموع أخبارها بحقيقة كونها راقصة حانة 
نزلت نارين من الأعلي ووجدت فريدة تجلس علي أحد الكراسي أمام البار وترتشف كأس من العصير 
أردفت نارين بغيظ قائلة 
هي الهانم مورهاش شغل قومي أنجري نضفي المكان مع باقي البنات
صړخت فريدة بتذمر وهي
تقف وټضرب البار بيدها قائلة 
حاضر
ودلفت إلي الداخل جاء سيد إليها وجلس بجوارها نظرت له بأشئمزاز ثم للأمام وقالت 
يعني المحروسة مشرفتش ولا أنت ناوي تسيبها هربانة كتير ولا أنت مستغني عن رقبتك لما تلف حوالها حبل المشنقة
هجبها النهاردة بليل تكون عندك وتحت أيدك 
قالها وهو يقف بملل وغيظ من تصرفات دموع وهروبها 
تجولت أثير في المول وسط محلات الملابس بصحبة دموع لكي تشتري لها ملابس جديد كما أمر أخاها الأكبر 
أشتروا الكثير ثم جلسوا في كافي المول جلست أثير تراقب هذه الطفلة التي بصحبتها وتأكل الأيس كريم بأنبهار وسعادة تعلو وجهها ساكنة عيناها الخضراء لتجعلهم أجمل بكثير 
كانت تنظر حولها بذهول من عدد البشر الموجودين حولها في هذا المكان الذي لم تراه مثيل له من قبل في حياتها أو أحلامها وبسمة مشرقة مرسومة علي شفتيها الصغار 
دفعت أثير الحساب وخرجوا معا من باب المول الخارج 
هنروح فين 
سألتها دموع بسعادة وعيناها تنتظر أن تخبرها بذهابهما لمكان أخر غير هذا ولا يعودان للبيت
مسكت أثير ذقن دموع بسبابتها بلطف مبتسمة لها وقالت مردفة 
هنشتري هدية صغيرة من إلياس ليكي
نظرت دموع لها بدهشة وقالت بسعادة تغمرها غير مصدقة ما قالته وأن هذا الۏحش سيهديها هدية مردفة 
بجد
وفور أنتهاءها من جملتها ووقفت سيارة سوداء أمامهما الأثنين أستدارت دموع بقلق بسيط ونظرت للسيارة ترجل رجلان من السيارة وماهي إلا ثواني معدودة وأخذوها في السيارة تاركين خلفهم الأخري 
وصل إلياس إلي شقته وأخرج مفتوحه وقبل آن يضعه في الباب رن هاتفه برقم مجهول غير مسجل فتح الخط وباب الشقة معا
آلو 
قالها بهدوء كالمعتاد أتاه صوت معتصم محدثه قائلا 
إيه الجبروت ده ياأخي شهرين بدورلك علي نقطة ضعف غير المدام الله يرحمها ومش عارف أوصل لحاجة أنت إيه
ضحك إلياس بأستفزاز وبرود واضح ثم قال 
آنا قدرك الأسود اللي نهايتك علي أيده بس متستعجلش
ضحك معتصم بالمثل بأستفزاز أكبر ثم قال 
مش يمكن أكون أنا قدرك الأسود خد كلام في حد حبيبي أوي عايز يسلم عليك
دلف إلياس إلي المطبخ ثم فتح الثلاجة واضعا هاتفه علي أذنه أخرج زجاجة مياة ليروي عطشه ثم توقف مكانه بصعقة قوية حين أتاه صوت أخته الصغري عبر الهاتف وهي تبكي وتناديه پخوف 
إلياس ألحقني أنا خاېفة أوي هم ھيموتوني زي تيا
رفع يده علي جبينه پخوف وعجز حين سمع صوت أخته وذكرته بمرت زوجته قال بهدوء مصطنع مطمئنها 
لا يا أثير مټخافيش ياحبيبتي هم مش هيأذوكي 
بتر معتصم حديثه من فمه حين أخذ الهاتف بعيد عنها وقال بجدية ممزوجة بأستفزاز وغرور 
مستنيك ياحضرة الضابط في مكتبي بعد ساعة مش محتاج منك غير أننا نتكلم شوية متتأخرش لأحسن تترحم عليها ولا مش باقي علي حرايمك في عيلتك خالص 
كبت إلياس غضبه بين ضلوعه وأنحني لرغبة هذا العدو فهو قتل زوجته ولا يريد مۏت أخته هي الأخري وقال بعجز 
هجيلك بس متأذهاش
مستنيك يا حضرة الضابط 
قالها معتصم بأنتصار وأغلق الخط 
ظلت جميلة تبكي پخوف علي أبنتها وقالت 
أنا عايزة بنتي يا حبيب هاتلي بنتي كله بسببك أنت أختي مخطۏفة وهيقتله بسببك 
صړخ إلياس پغضب شديد وهو يقف أمامهما قائلا 
كله بسببي عشان بعمل شغلي بضمير ومبقبلش بالحرام معلمتنيش ليه يا سيادة اللواء أن الزمن ده الشريف لازم ېموت وينحني معلمتنيش ليه إن مبقاش في حاجة إسمها أخلاق وشرف وضمير وإن ده زمن الفلوس والنفوذ بس
صمتت جميلة بۏجع وقلبها مقبوض من الخۏف علي أبنتها لم يعقب حبيب علي حديث أبنه أتجه إلياس نحو الباب ثم أوقفته أمه وهي تمسك يده وتقول بهلع 
أنت رايح فين 
رايح أرجعلك بنتك مټخافيش هم مش هيأذوها هم عايزني أنا 
قالها إلياس وهو ينظر لعين أمه بثقة وشفقة علي حاله
أردفت پخوف وهي تتشبث بذراعه بكلتا يديها قائلة 
طب ما أنت كمان أبني
نزع يدها من فوق ذراعه وخرج تاركها خلفه غاضبا ولم ينتبه بأن تلك الطفلة التي أحضرها بنفسه إلي بيت أمه لم تعود تماما كأخته ولا يعلم أين هي 
البارت الخامس تحت
عنوان منقذي 
وصل ألياس أمام شركة الشربيني التجارية للأستراد والتصدير نظر إلي المبني الضخم بتمنع ثم أخذ تنهيدة قوية وخطي أول خطواته تجاه الشركة وبمجرد وصوله إلى البوابة وجد رجلان يرتدان الزي الرسمي بدلة سوداء في أنتظاره نظر لهما بزفر وأتجه معهم إلي المصعد فأشار أحدهما إليه بالدخول أولا فدخل بشك وفور أغلق باب المصعد أقتربوا منه وقاموا بتفتيشه وأخذوا رن هاتفه معلن عن وصول رسالة نظر إلي كلاهما ووجدهما ينظروا له فقال بأستفزاز رافعا أحد حاجبيه لهما 
أتفضلوا معايا أحسن
فنظرا الي الإمام وجد الرسالة من علي فتحتها وكان محتواها أنا تعقبت سلسلة أثير هطلع علي هناك مع الرجالة ولما أخلص هطمنك عليها حاول تماطل في الحوار عشان أكسب أكبر قدر من الوقت علي 
نظر علي الرجال ثم عاد إلى هاتفه كتب رسالته هستني رسالتك تطمني 
وأغلق الشات ووضعه في جيبه ثم
أخذ نفس عميق ليستعد للمواجهة 
جالسة أثير تبكي وهي تنظر حولها تتأمل المكان برهبة وخوف شعرت بخصلة شعرها تداعب جبينها پخوف فرفعت يدها وأدخلتها تحت حجابها المبعثر بيد مرتجفة پخوف وهي تستمع لصوت خطوات تقترب من باب الغرفة فتح الباب ودلف رجلان وقال أحدهم بنبرة مخيفة 
هي هترجع أمتي 
أجابه صديقه بلا مبالاة وثقة تامة من حديثه 
مش هترجع إحنا هنستني الأمر ونخلص عليها ونريحها
شهقت بهلع من جملته وزاد بكاءها وهو يخبرها بأنها علي حافة المۏت نظر نحوها الرجل الأول ثم مرر لسانه علي شفاته السفلي بأعجاب ثم نكز صديقه في ذراعه 
مش واجب نريحها قبل ما تقبل اللي خالقها
نظر له صديقه وأبتسم بخبث ثم هتف بضجر 
بسرعة قبل ما الباشا يتصل
أرتجفت پخوف شديد وضمت قدميها إلى صدرها پخوف وهي مقيدة القدم واليد في الأريكة وحاولت أن تصرخ ويعوقها تلك اللاصقة الموجودة علي فمها أقترب الرجل منها خطوتين وقبل آن يخطو الثلاثة فتح الباب بقوة فنظروا نحوه ووجد علي يدخل وهو يرتدي زيه الرسمي ومعه أحد رجال الشرطة ويصوب عليهم تنفست أثير الصعاد بإرتياح وقد وصل طوق نجاتها أخرج أحدهما علي الشرطة الأخر أصابت قدمه خرجت صړخة مكتومة قوية من أثير من الخۏف وهي تراه ېقتل بلا رحمة فأطلق علي علي أحدهما فسقط أرضا مټألما من قدمه فھجم عليه الأخر ومسك يديه ويضغط الأثنين علي الزناد وتخرج رصاصات طائشة وهي تصرخ پخوف من أن تصابها أحد هذه الطائشات دفعه الرجل نحوه بقوة فسقط فوقها وهي تبكي وتقابلات عيناهما معا لأول مرة ودموعها مع نظرات الخۏف التي تسكن عيناها تضعفه وضع طرف حجابها علي عيناها ثم هتف بحنان قائلا 
مټخافيش أنا هنقذك متبصيش أنتي
تركها وحجابها فوق عيناها تشيح عنهما هذه المناظر المخيفة ثم ذهب إلي هذا الرجل وأطرحه ضړبا 
وصل إلياس إلي مكتب معتصم فدخل ووجده يجلس علي مكتبه بإرتياح وهو ينتظره دون عمل
نورت ياسيادة الرائد مكتبي المتواضع 
قالها معتصم بثقة وهو يحرك كرسيه يمينا ويسارا
نظر إلياس إلى المكان من حوله ثم هتف ببرود مصطنع يخفي خلفه قلقه الشديد علي أخته الصغري قائلا 
كان لزومه إيه كل ده عشان تقابلني مع أن يا شيخي مكتبي في القسم مفتوح لأمثالك 24ساعة
قهقه معتصم بفخر ووقف من كرسيه محدثا إلياس بفخر وأستفزاز لغيظه قائلا 
أكيد طبعا بس علي حد علمي أنك في أجازة مفتوحة من ساعة ما المدام أتكلت علي اللي خالقها شوف ياخي إحنا الرجالة كدة نقضيها خناق معاهم ليل ونهار وأول ما يسبونا نحس أنهم خدوا روحنا معاهم المهم خلينا في الشغل
أغلق إلياس قبضته پغضب مټألم من حديثه ولكنه أخاف هذا الألم بداخل قلب موجوع ورسم إبتسامة مزيفة ثم قال بفخر 
إحنا مفيش بنا شغل ولا عمر ما هيكون في بنا غير أني أحط حبل المنشقة حوالين رقبتك 
قهقه معتصم بصوت مرتفع مستفز ثم جلس علي الأريكة وأشار إليه بالجلوس وهو يهتف بثقة قائلا 
أقعد أقعد ياسيادة الرائد الموضوع متعلق بحياة أختك
جلس إلياس ووضع قدم على الأخر ويديه في جيبه وقال ببرود كالمعتاد
يستفزه 
حياة
أختي آنا قادر

أخلصها منك مالكش دعوة بيها خليك في اللي يخصك
هتف معتصم وهو يمد يديه له بسېجارة قائلا 
أنا عايزك تشتغل معايا وسيبك من شغل الداخلية دي مبيأكلش عيش ومرتبك آنا متأكد أنه مبيقضيش مصاريفك وأنت لسه صغير وشاب وسيم وبكرة تنسي وتتجوز تاني وتعيش حياتك ولا أنت مبسوط وأنت عايش كدة كل ما تطلع مهمة متقبش عارف هترجع ولا لا
أقترب إلياس منه ونظر إلي يده الممدود بالسېجارة ورفع نظره إلي معتصم ونظر لعيناه بشجاعة وأحتقار ثم هتف بغرور قائلا 
شغل الداخلية ده شرف ليا ميعرفهوش أمثالك علي الأقل آنا عارف نهايتي فيه ھموت شهيد لكن أنت 
أبتسم إلياس بسخرية ثم أكمل حديثه قائلا 
ھتموت تاجر فاسد بمعني أصح كلب وراح هتخلي بنتك ومراتك ميقدروش يواجه المجتمع لأنهم أهل لكن أنا مراتك وبنتي اللي قټلتهم كانوا هتكرموا في يوم من الأيام لأنهم عائلة بطل ماټ وهو بينقذ العالم من شړ واحد زيك فاسد 
أغلق معتصم قبضته پغضب مكتوم من سخرية هذا الرجل الأقل منه مالا وأكثر منه شأنا وهتف بتهكم مهددا له ټهديد صريح قائلا 
ما إحنا لازم نتفق الأتفاق اللي يرضيني عشان سلامة الأمورة اللي عندي لأن زعلي وحش ومش محتاج أفكرك بيه
ضغط إلياس علي أسنانه
 

 

تم نسخ الرابط