أخطائي ل شهد محمد
المحتويات
وتحجج لوالدته
كرملة انا هتأخر لازم امشيسلام
شهقت والدته
وانتبهت لمرمى بصره لتعقب قائلة
هتتأخر برضو عليا انا ماشي روح يا ابني بس على الله تتشجع وتقولها.
تنهد هو محبطا وأجابها وهو يلتقط مفاتيحه وباقي متعلقاته
لسه مجاش الأوان يا كرملة
خد بس اول خطوة وسيبها على ربنا وإن شاء الله خير
أومأ لها ولكن بينه وبين ذاته كان مازال مترددا ليسرع في نزول الدرج وقبل أن يخرج من باب البناية تهادت خطواته كي يبدو الأمر غير مفتعل ثم اقترب منها قائلا ببسمة بشوشة هادئة
ردت هي ببسمة متحفظة
صباح الخير يا دكتور
تسأل بأهتمام
طمنيني قريبكم حالته ايه
اجابته بتلقائية
ماما ثريا وحسن راحوا امبارح البلد ولسة للأسف في العناية
حاول أن يطمئنها
أن شاء الله هيقوم بالسلامه
هزت رأسها بأمتنان ثم زفرت بعمق وهي تنظر لساعة يدها من جديد ليتسأل هو
مالك يا بشمهندسة شكلك متأخرة
اومال فين عربيتك!
مع حسن
فور نطقها بأسم الأخر تجهمت معالمه وثارت دمائه حين تذكر عجرفته وطريقته الغير متحضرة وذلك الموقف السخيف خاصة الأمس ولكنه ألتزم ب ثباته الانفعالى واقترح متوجسا من ردة فعلها
لو تحبي ممكن اوصلك...
زاغت نظراتها بتردد ولم تجب ليكرر هو ببساطة متفهما
ممكن تقعدي ورا وتعتبريني أوبر
مش عايزة اتعبك...انا هستنى اكيد مش هيتأخر اكتر من كده
مفيش تعب...اركبي لو سمحت يا بشمهندسة وبلاش حساسية
زايدة
قالها وهو يضغط على زر التحكم ليفتح سيارته المصفوفة بجانب الرصيف أمامها ثم توجه لبابه وقام بفتحه دون أن يفرض عليها مكان جلستها ويفتح لها بابها وتركها هي من تقرر وراهن ذاته أنها ستفعل كي تثبت له انها ملتزمة بمعاهدة
السلام التي أبرمها معها...وبالفعل بعد تفكير عضال منها نحت أفكارها وتقدمت من سيارته مضطرة ليبتسم هو بسمة متفائلة اخفاها سريعا حين جلست في المقعد الذي يجاوره...ليباشر قيادته وينطلق بها..في حين هي كانت متوترة بشدة وتتسائل أين كان عقلها حين وافقت حقا تستغرب حالها فنعم تشعر بلأمتنان له ولكن لم دائما تسعى أن لايتفهم تصرفاتها بشكل خاطئ أهو عرفان له أم ماذا حقا لا تعلم كل ما تعلمه أنها تتوتر بشدة منه ومن صراحته ومن تلك النظرات النافذة التي تشعر انه يخترق دواخلها بها
شيري احسن دلوقت
هزت رأسها ليستأنف هو يحاول جذب أطراف الحديث معها
في المدرسة مش كده!
هزت رأسها من جديد دون حديث مما جعله يغمض عينه بقوة ويلقى ذلك السؤال الذي أرق مضجعه وكاد ېموت فضولا ليعرف إجابته
طيب انا عارف ان مش من حقي اسأل بس بصراحة كنت قلقان امبارح لما ركب معاك العربية...ليتردد لبرهة ويستأنف متوجسا
تسائلت مستغربه اهتمامه
وليه تقلق !
تعالى وجيب قلبه عند سؤالها محرجا وحاول التبرير بنبرة مبطنة يعلم انها ستفهم المغزى منها
اظن
انت عارفة طليقك اكتر مني وعارفة بسأل ليه
تنهدت بتثاقل وتفهمت سبب قلقه فكيف لا يفعل وهو أول من شهد على انكسارها لذلك أجابته ببسمة باهتة
متقلقش محصلش حاجة انا بقيت بعرف اتعامل معاه و اوقفه عند حده ...وعلى فكرة بعتذر عن اللي قاله
تنفس براحة وهدأ وجيب قلبه وهدر بتفهم يدهشها في كل مرة
متعتذريش انت ذنبك ايه...هو انا كان ممكن اتفهم موقفه واتعاطف كمان معاه بس رد فعله واتهامه صدمني
هزت رأسها بأسف وقالت ببسمة ممزقة تعتلي ثغرها
حسن طول عمره مندفع تخيل وصل بيه انه فاكر أن في حاجة بينا...لتهز رأسها ساخرة وتضيف
غبي...
جمدت نظراته عليها لثوان يحاول أن يستنبط أي شيء من معالم وجهه ولكنه لم يجد غير بسمة ساخرة تدل على استبعادها للأمر...ليتنهد محبطا فيبدو أن تلك الأمنية البعيدة سيستحيل تحقيقها...فقد صب كافة تركيزه من جديد على الطريق وظلت العديد من الأفكار تعصف به لحين اجفلته هي و شهقت متفاجئة بعدما لاحظت ذلك الحشد من السيارات في الجهة الأخرى من الطريق
يا خبر ده في حاډثة يبقى علشان كده أوبر اتأخر
ابتسم بهدوء رغم ضجيج رأسه
حظك حلو إنك ركبتي معايا كان زمانك واقفة مستنية
هزت رأسها تؤيد حديثه ثم قالت بعرفان شديد صدر منها بكل عفوية
انت ابن حلال يا دكتور وديما بتظهر في وقتك
تهللت اساريره من مدحها وتسائل بحاجب مرفوع مترقبا
طب دي حاجة كويسة مش كده!
اجابته دون ذرة تفكير واحدة
اكيد طبعا بصراحة مواقفك معايا كلها جدعة اوي ولما بفتكر إني كنت قليلة الذوق معاك ببقى مضايقة جدا..
مط فمه يدعي الأسف دون أن ينظر لها
بصراحة اه انت كنت قليلة الذوق اوي
لمحها من طرف عينه ترشقه بنظرة حانقة جعلته ينفجر ضاحكا ويلاحق الأمر قبل تثور وتعود لهجومها
اه بس خلاص انا نسيت علشان قلبي ابيض وسامحتك وكمان قبلت بمعاهدة السلام
شبح بسمة عابرة نمت على ثغرها من طريقته التي لم تعد ثير حنقها كالسابق بل بالعكس بدأت ان تعتادها وتجعل البسمة تتسلل لثغرها... لتتنهد ثم تقترح بعملية كي تغير سير الحديث
طب بمناسبة معاهدة السلام فكرتني ايه رأيك تطلع معايا الشركة علشان تشوف المخطط مرة تانية علشان لو محتاج تعديل قبل ما اشتغل
انكمشت معالمه بأسف وهو يجيبها
مش هينفع عندي عمليه كمان ساعة ولازم اكون في المستشفى قبلها...وبعدين ملوش لزوم يا بشمهندسة انا بثق في ذوقك وعارف ومتأكد انك هتبهريني
ثقته بها وبعملها راقتها كثيرا ودفعت بسمة واثقة تتسلل لثغرها وجعلتها تتحفز كي تبذل أفضل ما عندها.
بينما هو فكان يحاول أن يتروى ولا يتسرع كي لا يفسد الأمر و بينه وبين ذاته يقاوم ذلك الشعور القديم الذي طالما راوده نحوها وجاهد كي يتستر عليه للآن.
وقفوا جميعهم أمام الحائل الزجاجي يطالعون الطبيب المنتدب أثناء معاينته له بعد تلك الجراحة الحرجة التي خضع لها.
وها هي ثريا تهرول إليه ما أن خرج من غرفة العناية متلهفة
طمني الله يخليك يا دكتور
تنهد الطبيب قائلا
ابنك حظه حلو يا ست ثريا
الړصاصة
كانت قريبة جدا من قلبه بس بفضل ربنا نجا
الحمد والشكر لله
يعني هيفوق وهيبقى كويس
إن شاء الله... هو هيفضل تحت الملاحظة لأن حالته لسه مش مستقرة ادعيله وخلي املك في ربنا كبير
هزت رأسها بحزن العالم أجمع وبقلب منفطر على فلذة قلبها
ثم سارت إلى أقرب مقعد تبتهل لله راجية
يارب متحرقش قلبي عليه ومتحرمنيش منه يارب ياشافي يامعافي اشفي ابني وارفع عنه اللهم
اني استودعتك عافيته فعافيه واعفو عنه واحرسه بعينك اللي لا بتغفل ولا بتنام.
بينما هو كان يقف بجوار نادين يرتكز على الحائل الزجاجي بجبهته يطالع حالة ابن خالته بملامح متهدلة من شدة حزنه عليه حتى انه لم يستطيع تماسك اعصابه و صړخ بها يسخر من بكائها التي صمت أذنه به منذ لحظة حضوره
ليك عين ټعيطي وانت السبب... صحيح تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
تقلصت معالم وجهها من هجومه الضاري عليها وغمغمت بخزي من بين دمعاتها
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت المستخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة بكائها وتوسلته وهي تخفي وجهها بكفوف
يدها وتواليه ظهرها
كفاية حرام عليك...كفاية وبلاش تزود عڈاب ضميري
وهنا هرولت ثريا مدافعة بعدما وصلها صوت صراخه
ملكش دعوة بيها يا حسن وانت اخر واحد تتكلم عن الغباء
وإياك توجه ليها إتهام اللي بتتكلم عنها دي مراته ومستحيل هتقبل تضره هو خالها اللي الطمع عمى بصيرته
لسة بتدافعي عنها وهو ايه اللي جابه هنا لقضاه غيرها
ده قضاء ربنا وهي ملهاش دخل فيه...وإياك تفتح بؤك يا حسن بكلمة وإلا قسم بالله لتكون ابن اختي ولا عايزة اعرفك
لوح بيده متأفف من دفاعها ثم سار لخارج المشفى لكي ينفث غضبه بأحد سجائره لتنظر ثريا لأثاره وهي على يقين أن اندفاعه وما صدر منه نابع من حزنه على ولدها ولكن رغم قهرها إلا أنها لن تدعه يتحامل على تلك الباكية التي اقتربت منها
وحينها غمغمت نادين بخزي من ذاتها
أنا السبب ياماما ثريا هو عنده حق... يارتني انا كنت مكانه
ربتت ثرياعلى ظهرها واخبرتها بإيمان قوي ورضا تام بمشيئته وعيناها تفيض بعبراتها
متأنبيش نفسك يا بنتي ده قدر وبتاع ربنا
لتغمغم نادين بړعب من بين نحيبها
بس أنا خاېفة اوي
تنهدت ثريا وهي تجفف دمعها ثم حاولت طمئنتها رغم شدة ذعرها على فلذة قلبها
إن شاء الله هيقوم منها بالسلامة وهيرجع لينا وهيفرح بأبنه او بنته... مټخافيش ربنا كريم
يارب ياماما...يارب
أمنت بحړقة على دعائها ويداها تشدد على بطنها وكأنها تود أن تطمئن ساكنها عوضا عن نفسها.
حاولت اكلمها كتير يا نغم ومعرفتش اوصلها وحتى تليفون يامن مقفول... هو انت معاك رقم ماما ثريا
قالتها ميرال ل نغم عبر الهاتف بعدما يأست أن تتوصل ل نادين وقد قصت عليها كل ما فاتهالترد نغم من الطرف الأخر بقلق
هو انا اغيب يومين عنكم يحصل كل ده... على العموم مبروك يا ميرال ربنا يتمملك بخير
كان نفسي تبقوا معايا وتشاركوني فرحتي
معلش تتعوض وبإذن الله هرجع قبل الفرح علشان نحضرله سوا بس يارب نطمن على نادين وتبقى معانا
إن شاء الله... ويارب تكون بخير
انا هكلم طنط ثريا معايا رقمها ولو في جديد هقولك
ابقي طمنيني...
تمام
اغلقت ميرال معها وشردت تفكر في صديقتها وقد قررت أنها لن تتمم شيء من دونها.
جلست على المقعد بجواره تسند جانب وجهها بقبضتها بعدما غلبها النوم من شدة تعبها فمنذ ما حدث له وهي لم تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت عينه عليه كان هي بوجهها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
واه هو أني موتت و في الچنة ولا إيه
بعيد الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
حبة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في عيونك
قالها وهو يؤشر بيده لها كي تقترب اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بوجهها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان
هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
اكتسى وجهها بالحمرة تحت نظراته المتيمة بها ثم تقربت أكثر من رقدته ومالت برأسها عليه هامسة بسعادة طفرت على كافة حواسها
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري!
قطمت شفاهها و رفعت نظراتها له تطالعه عن قرب بنظرة عاشقة قبل أن تبشره
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزيدنا واحد...أني حبلة يا حامد
اتسعت عينه وهمس بشدوه متسائلا
حبلة...حبلة...صوح ولا هتهزري معايا
لع
متابعة القراءة