أخطائي ل شهد محمد
المحتويات
هستيرية وأجابها بأنفاس متعالية وهو يهب يدور حول نفسه شاعرا بالډماء تتدفق وتغلي برأسه من شدة عصبيته
أنا مروحتش البيت... وأمي زعلانة مني بسببها...وكنت عايز الاقي إجابات للأسئلة اللي في دماغي قبل ما اواجهها
نهضت ميرال وحفزته
أنت لازم تروح تجيبها اللي اعرفه أن خالها ده مش سهل ابدا وكان في مشاكل بينه وبين باباها على ورث مامتها
محدش عارف نوايا خالها زي ويا ويله مني لو فكر يأذيها وعلشان كده مش عايزك تقوللها إني جيتلك انا مضمنش رد فعلها ولا عايز خالها يعمل احتياطه انا هروحلها وهرجعها
بس لازم اعمل مشوار صغير اصلح بيه
كل حاجة.
عادت ميرال من ذكريات أمس و تنهدت بعمق داعية لهم بسرها أن يجمع بينهم ثم نهضت كي تتوضأ وتؤدي فردها كما اعتادت مؤخرا وهي تنوي بعدها أن تقضي اليوم بأكمله معه قبل عودتها لقصر أبيها فحقا اشتاقت لأحاديثه ومشاكسته كثيرا وتود أن تنعم بقربه أطول وقت ممكن قبل عودتها فهي لا تضمن رد فعل ابيها ولا تعلم ما ينتظرها هناك.
زينة هملها وانا هفوجها
قالتها قمر وهي ترى لهفته الصادقة وخوفه عليها بعدما حملها وصعد بها للغرفة التي تمكث بها...فقد وضعها على الفراش برفق وظل يهمس راجيا وهو يكوب وجهها تارة وتارة أخرى يملس على شعرها
نادين ردي عليا...نادين فتحي عيونك علشان خاطري..
زمجر عبد الرحيم غاضبا من تودده لها
وانت يا غراب البين غوري چيبيلها كولونيا
هزت قمر رأسها بطاعة وطمئنت يامن بخفوت ما أن ولاهم عبد الرحيم ظهره وفي طريقه لمغادرة الغرفة
بركة أنك رچعت...متجلجش هتبجى كويسة وانا هبجى وياها
تعلقت عين يامن بها وكأنه يتوسلها بها كي تستعيد وعيها ثم نظر ل قمر يوصيها عليها بنظراته واتبع عبد الرحيم حانقا...وبعد دقائق قال عبد الرحيم بغطرسة وبنبرة متجبرتة ما أن اجتمع هو وحامد معه بأحد الغرف
جيت علشان أخد مراتي
ومين جالك إني هوافج يا غريب رچوعك ليها ده باطل وكان لازمنا تكتب عليها من الاول ويكون في حضورها وحضور الولي عليها
زفر هو حانقا وظل يدور حول ذاته في محاولة بائسة منه للتحكم بأعصابه كي لايتهور وېحطم رأس ذلك المتبجح في حين تدخل حامد بعقلانية
لع ينفع يا بوي لو زي ما هو جال يبجى طلاجه منيها رچعي ويحج ليه يردها من غير حتى موافجتها طالما لساتها في عدتها
ممصدجش أني الحديت ده اكيد وراه ملعوب منيه هو وامه
احتدت نظرات يامن نحوه ورد محذرا پغضب أهوج وبنبرة قاطعة كحد السکين
إياك تجيب سيرة أمي انت فاهم ...وبعدين ملعوب ايه اللي بتتكلم عنه أنت اخر واحد ممكن يتكلم عن الخطط والمؤامرات
وهنا طفرت نوايا عبد الرحيم على حديثه حين قال مندفع دون تفكير
زمجر هو غاضبا وركل الطاولة التي أمامه بقدمه ثم زعق بصوت جهوري رجت له حيطان المنزل وهو يكاد ينقض عليه لولآ إحالت حامد بينهم
اللي بتتكلم عنها دي مراتي وعلى ذمتي ومفيش حد في الدنيا اولآ بيها غيري وكلمة كمان قسم ب الله متلومش غير نفسك
حاول حامد ردعه بعقلانية وطولة بال
استهدى بالله يا چوز بت عمتي و روج ابوي ما يجصدش وأني متچوز ومرتك كيف خيتي تمام
صړخ يامن منفعل وعروقه نافرة من شدة غضبه
لأ يقصد ابوك راجل جشع وكان فعلا عنده استعداد يجبرك ويجبرها علشان الفلوس وبس وفاكر أن فلوسها حق مكتسب ليه وان أي حاجة هي بتملكها هو احق بيها علشان في الأصل بتاعة اخته...وفكرة انه عايز مصلحتها دي كدبة حقېرة منه عمري ما صدقتها ولا صدقت حنيته عليها وكنت عارف نواياه من زمان
زاغت نظرات عبد الرحيم بتوتر بينما حزن حامد من حديثه بالسوء عن ابيه وباغت يامن بذلك السؤال الذي عبث بثباته
طالما حديتك صوح وكنت خابر اللي في ضميره طلجتها ليه وهملتها!
ابتلع غصة مريرة بحلقه وعجز عن الرد ليستغل عبد الرحيم الأمر بتبجح
بت خيتي مش لعبة في يدك يا غريب ويكون في معلومك هي مبجتش ريداك وهي اللي چت معايا بخاطرها عشان إحنا اهلها وناسها وكلمة ملهاش تنين بت غالية مهتخرجش من داري وڠصب عنيك هطلجها وهتغور من إهنه
زمجر يامن غاضبا وعقب على تهديده بنبرة تحمل أصرار وثقة لا مثيل لها
عشم ابليس في الجنة أنا مش هتحرك خطوة واحدة برة البيت ده غير ومراتي معايا ومفيش قوة على وجه الأرض تقدر تجبرني أطلقها
بس أنا مبقتش عايزاك يا يامن
وهتطلقني زي ما خالي قال
قالتها هي بعدما استعادة وعيها ولملمت شتاتها ووقفت أمامه
تستند على ذراع قمر تنظر له بشموخ وبرأس مرفوعه عاليا تنم عن ثورتها بادلها هو بأخرى مشدوهة معاتبة لا يصدق ما تفوهت به لتوها
هلل عبد الرحيم فرحا پشماتة
يا فرچ الله أهي چت منيها وجالتلك مبجتش ريداك ياريت تغور وتحس على دمك
اعترض حامد على عجرفة أبيه
بكفياك يا بوي همل الراچل يتفاهم مع مرته وتعال معاي
استنكر عبد الرحيم
متجولش مرته
عاتبه حامد وهو يجذبه من يده كي ينصاع له
لع مرته بلاش تضلل نفسك يا بوي أنت حاچچ بيت ربنا وخابر زين أنها لساتها مرته
زاغت نظراته وظل على مكابرته ولكن مع محاولات حامد استطاع أن يجعله ينصاع له ويخرج معه بعدما أرسل ل قمر نظرة تفهمت المغزى منها وراحت تجلسها على أقرب مقعد
وتهرول للخارج مغلقة الباب خلفها كي تمنحهم بعض الخصوصية
بينما عن صاحب الناعستين فقد دام تشابك نظراتهم وتحاكت بالكثير حين همس بخزي من نفسه قبل أي شيء
للدرجة دي كرهتيني يا نادين
نظرت له نظرة مطولة لم يتفهم مغزاها إلا حين أجابته بنبرة ثابتة يقطر العتاب منها
کرهت نفسي أكتر علشان صدقتك
تقدم منها وقال بصدق نابع من صميم قلبه وهو يجثو مقابل لجلستها
بس أنا عمري ما كدبت عليك وكل كلمة قولتها كنت أقصدها
حانت
منها بسمة مټألمة تفيض بالأسى وتهكمت وهي تتحاشى النظر لعينيه
أنت واحد كداب... وكل وعودك كدابة حتى الحب اللي عيشتني فيه وحاولت تقنعني بيه كداب زيك
هز رأسه وهو كفوف يدها الباردة ويمرر ابهامه حول بنصرها يلحظ أنها نزعت دبلته التي وعدته ان لن تنزعها مهما حيت ليحتل الحزن ناعستيه ويستنكر إدعائها
مكدبتش أنا عمري ما بطلت أحبك أنت الحقيقة الوحيدة اللي في حياتي
تنهدت هي تنهيدة مثقلة بالكثير وقالت بسخرية مريرة وهي تنزع يدها نزع من بين يده وترشقه بنظرات قاټلة
صح بأمارة ما سبتني ورفضت تسمعني...وصدقت كلام الحقېر عني...وشككت في برائتي مع انك كنت متأكد أنك أول راجل
اطرق رأسه وعجز عن الرد حتى أنه نهض و ولاها ظهره متهربا من نظراتها فنعم هو لا يكذبها ولكن ماذا يفعل بتلك الهواجس والشكوك التي كانت تعصف به لتستأنف هي
مسألتش نفسك ليه خليتك تقرب مني...
أدار رأسه لها و رفع ناعستيه يتأهب لأسبابها في حين صرحت هي بما كانت تأمل به
كنت هقولك بس كنت ھموت وانا بتخيل إني ممكن اخسرك وفكرت في كل الاحتمالات غير انك تبعد عني...قولت لو اتأكدت هيتشفعلي عندك وهيأكدلك أني عمري ما خنتك... ولو حصل وخسرتك كنت هعيش على الذكرى دي طول عمري لتتناول نفس عميق نابع من حطام قلبها وتستأنف بنبرة مخټنقة على حافة البكاء
بس أنت خذلتني...خذلتني...واتخليت عني في أكتر وقت أنا كنت محتجالك فيه... أنت وقفت تتفرج عليا من بعيد وانا بمۏت بالبطيء ومفيش حاجة اتشفعتلي عندك... وطلقتني لتتمسك مكان خافقها الذي يعتصر من شدة خذلانه لها وتضيف ودمعاتها تعصاها وتفر هاربة من سجن عيناها
طلقتني وكأنك عمرك ما حبتني ولا وعدتني بألف وعد أنك عمرك ما هتسبني
كان ڠصب عني
صړخت به بأنهيار وهي تنفض يده وتهب من جلستها
مفيش حاجة اسمها ڠصب عنك أنت كنت اناني ومفكرتش غير في نفسك وفي كرمتك ومشغلتش بالك غير بأنتقامك مني ولا فرق معاك أن بمر بأيه من غيرك
نفى برأسه مستنكرا واقترب من جديد يكوب وجهها مدافعا عن ذاته بعيون راجية يلتمع بها الدمع
نادين ارجوك اسمعيني اللي حصل مكنش سهل عليا ابدا
نفضته عنها من جديد وقالت ودمعاتها تزف عتابها
ولا كان هين عليا بس الفرق بيني وبينك أنك انت كرامتك وكبريائك كانوا اهم مني
مرر يده بين خصلاته بعصبية وهو يشعر ببراكين ثائرة برأسه حين تذكر الأمر وعقب على اتهامها موضحا دوافعه بنبرة مټألمة مفعمة بخيبة الأمل
أنا طول عمري محاوط عليك وكنت فاكر إني كده بحميك... الهوا الطاير جنبك كنت بحسده علشان بيقدر يلمسك وأنا لأ ومكنش هين عليا اشوفك شبه و بين ايده...لټختنق انفاسه ويستأنف بإنهزام نابع من هشيم كبريائه
فكرة أن راجل غيري لمسك كانت هتجنني انت متعرفيش المشهد ده اتكرر في دماغي كام مرة من ساعتها انا عقلي كان هيتشل...هيتشل
كرر آخر كلمة وهو يضرب بكفوف يده على رأسه وكأنه يريد نفض ذلك المشهد اللعېن الذي يعذبه عن رأسه
في حين غمغمت هي وجسدها يرتجف تتذكر ذلك الشعور اللعېن التي مرت به وقتها
أنا مكنتش معاه بمزاجي هو خدرني وخطڤني أنا كنت بستنجد بيك وقتها ...أزاي قلبك طاوعك تصدقه وتكدبني
فرت دمعاته تضامنا مع اڼهيارها واقترب
لما قالي الكلام ده عليك في وقتها مكنتش قادر أميز او افرق والشيطان هيئ لي حاجات كتير وكل اللي كان في راسي وقتها أن كلامه منطقي... تعلقت بيده التي تكوبها وتراجعت برأسها تنظر لناعستيه الثائرة المغلفة بالدموع بنظرة مؤنبة زلزلت كيانه واشعرته انه المذنب الوحيد لذلك اضطرته يذكرها بفداحة أفعالها التي دفعت أفكاره لذلك
متبصليش كده ... أنت كنت بتقابليه وانت على ذمتي كنت بتعشميه وبتسهري وبتضحكي وبترقصي معاه وبتستغفليني...لتتهدل معالم وجهه بحزن ممېت ويضيف
الفترة دي انا كنت بتمنى منك كلمة واحدة تريح قلبي وكنت بعمل علشانك المستحيل علشان ترضي عني كنت بتحمل طريقتك وعجرفتك وكرهك ليا اللي كان واضح اوي في عيونك وقتها ولما عرفت اسبابك عذرتك وسامحتك بس عمر ما جه في بالي بعدها أنك تتغيري وتحبيني وكنت حاسس دايما إني في حلم وهصحى منه على كابوس وعلشان كده لما قالي أنك كنت بتمثلي عليا الحب صدقته علشان أنت خذلتيني مرة وكدبتي عليا ألف مرة قبليها وأي راجل لو كان مكاني كان قټلك وقټله
أي راجل غيرك مش أنت...اه غلطت
وندمت...ندمت... وعارفة أن ده مش كفاية بس مش مبرر ليك علشان تصدق خيانتي وتتخلى عني أنا كبرت قصاد عينك واتربت على ايدك
اهدي...حقك عليا...حقك
متابعة القراءة