أخطائي ل شهد محمد

موقع أيام نيوز

بطريقتك دي هتخلينى نرجع زي الاول فأنت غلطانة
رفعت سودويتها المشتتة له وإن كادت تتفوه مدافعة عن ذاتها باغتها هو بصرامة وبنبرة ثابتة وهو يوليها ظهره ويجلس على طرف الفراش ويسند مرفقيه على ساقيه 
قراراتي مش هرجع فيها...
لتعترض هي بتمرد وبنبرة اندس بين طياتها لمحة من العتاب الخفي 
بس أنت عاقبتني ومديت أيدك عليا لأول مرة واظن ده كفاية علشان تثبت سلطتك عليا...
زفر حانقا وأخذ يفرك ذقنه ثم الټفت ينظر لها نظرة مبهمة أربكتها وجعلت عيناها تغيم وهي تبحث عن دفء عيناه ولكن لم تجد شيء غير الجمود الذي جمد أطرافها حين قال وهو يهب واقفا دون أي لمحة تهاون واحدة 
مش أنت اللي تقرري وأي حاجة صدرت مني نحيتك فكانت رد فعل منطقي لمصايبك أنا عمري ما كنت همجي معاك وطول عمري بحترمك وعمري ما فكرت اهينك بس انت اللي أضطرتيني لكده وخرجتني عن شعوري
ذلك أخر شيء تفوه به قبل أن يغادر تاركها تنظر لأثره بملامح بائسة حزينة بسبب تبريره للأمر حتى أنه لم يمهلها وقت كاف ليستمع لردها التي عجزت عنه فكان من المفترض أن تثور عليه لتوها لتعنيفه لها وتنقم عليه أكثر ولكن شيء ما بداخلها كان يود شيء أخر حقا لا تعلم ما أصابها فهي مشتتة ضائعة لا تعلم أين الصواب أتتمرد عليه من جديد وتنقم عليه وتظل تتمسك بهواجس عقلها أم تنصاع لأنين قلبها و تصرخ بكل صوتها وتطلب منه أن يغفر لها خطيئتها حقا هي في حالة صراع ترثى لها ولكن يا ترى متى ستتوقف تلك الحړب الطاحنة التي تفتك بها.
أما عنه فقد اقنعها بصعوبة بالغة أن لابد من العودة وقطع عطلتهم لأسباب تخص العمل فقد تعذر عليهم التواصل معه لذلك لجئوا ل يامن بالنيابة عنه وأخبره بضرورة حضوره لمقر الشركة نعم كڈب عليها ولكن ليس أمامه خيار أخر فقد وعدها أن يعوضها فيما بعد ورغم انها غاضبة منه إلا انه لم يلقي لها بال الآن فكان كل ما يشغله هو الآخرى التي تجرأت على فعل ذلك به وهاهو يصل تحت بنايته للتو ويتوعد لها أشد الوعيد حتى انه صفع باب سيارته وأخذ يدك الأرض تحت قدمه و حين فتح باب شقته بمفتاحه زعق بهياج شديد 
ررررررهف أنت فين يا هانم 
ررررررررررهف
لم يأته رد مما جعله يستشيط أكثر ويخطو نحو غرفتها ولكن لم يجدها ليخطو نحو غرفة أطفالة وهو يزعق بأسمائهم أيضا ولكن بلا جدوى فكان كمن أصابه نوبة هلع لتوه حين أخذ يبحث في كل أنش بالشقة ولم يجد لهم أي أثر هاجس عابر اتى برأسه وكم تمنى أن يكون كاذبا ولكن لسوء نكبته لم يجد أثر لأغراضهم ايضا .تنبأ عقله أن من كان يستخف بقدراتها قد تركته وبكامل إرادتها لا
والأنكى أنها سلبت منه أطفاله وكافة ماله وحينها تصلب جسده وجحظت عيناه پصدمة عارمة غير مستوعب أن رهف المنكسرة الضعيفة خاصته استطاعت أن تتركه فطالما كان يثق في قلة حيلتها ولكنها حقا افحمته بفعلتها 
التي لم يتوقع حدوثها في أسوء كوابيسه فما كان منه غير أن يعدو للخارج وهو يقسم أنه لن يدعها تتخلص منه بتلك

السهولة وتسلبه كل شيء فلابد أن يجدها مهما كلفه الأمر.
صباح الخير يا بنتي
قالتها ثريا وهي تدلف لغرفتها وبيدها صينية الطعام
في بادئة الأمر استغربت نادين كونه لم يوصد الباب كعادته ولكن ثريا اوضحت لها وهي ترى نظراتها مسلطة على الباب 
متقلقيش مش هيحبسك تاني أنا حلفت عليه وهو وعدني
لتستأنف وهي تجلس مواجهة لها على الفراش وتضع الطعام أمامها 
والله يا بنتي كان على عيني انا غلوبت معاه بس أنت عارفاه على أد حنيته على أد ما زعله وحش ولما بينشف دماغه مفيش حد بيعرف يقف قصاده
كانت نادين تطالعها بنظرات مشدوهة تستغرب أنها تحدثها دون أن تبدي سوءها من فعلتها ولكن ثريا أخبرتها وهي تدس بفمها ملعقة الحساء 
أنا عارفة انك غلطانة وغلطتي في حقي بس أنا مش هعاتبك دلوقتي انت دلوقتي في محڼة ولازم ابقى جنبك ...هستنى لما تشدي حيلك علشان تعرفي تقنعيني بأسبابك...
ابتلعت ما بفمها وقالت وهي منكسة الرأس بحرج 
مكنش قصدي أأذيك أنا...
قاطعتها ثريا وهي تدس قطعة من لحم الدجاج بفمها 
قولتلك هنتعاتب بعدين... المهم دلوقتي انك تاكلي علشان تاخدي العلاج و تشدي حيلك
أومأت لها نادين بطاعة لم تكن ابدا من شيمها وهي تحاول جاهدة أن تتغاضى عن أفعالها الحانية التي توقد تلك النيران المتأكلة بضميرها . 
بتقولي ايه يا نادينمعقول 
هدرت بها نغم بتعجب بعدما ذهبت لزيارتها ولكن بالطبع لم تخبرها أن طارق هو من حثها على ذلك لتؤكد نادين 
بقولك انا اللي بادرت وخليته يا نغم أنا مش عارفة عملت كده ازاي أنا مكنتش في وعي وهو استغل تعبي 
تنهدت نغم وأخبرتها بعقلانية 
يا بنتي ده جوزك ... هو اه مش مستحب لكن يحل ليه وبعدين بلاش تقولي استغل ضعفك وتعبك هو ممكن مشاعره اللي خلته يعمل كده انت عارفة انه بيحبك وبعدين ده راجل يا نادينوليه طاقة بلاش تظلميه ما انت بقالك سنين عايشة معاه في بيت واحد عمره ما فكر من غير إرادتك 
لتتذمر هي بعدم اقتناع 
يووووه بقى مش عارفة انا من ساعتها وانا هتجن
اهدي يا نادين واحمدي ربنا انه ماقتلكيش بعد عملتك السوده دي
تنهدتنادين وأخبرتها وهي تمرر يدها في خصلاتها 
بس هو مقصرش معايا ودغدغ العربية والتابلت وخد التلفون ومد ايده عليا ده حتى ما أعتذرش بعديها ولا هان عليه يقول أنه غلطان
لتجيبها نغم بكل واقعية 
هو فعلا غلط وضړب الزوجة حرام شرعا بس كمان عدم طاعتك ليه ومخالفة أوامره حرام ...
وبعدين خليك واقعية شوية واعرفي أن أي راجل مكانه كان عمل كده متنسيش اننا في مجتمع شرقي والرجالة فيه ډمها حامي
هزت نادين رأسها وتلك المتمردة بداخلها تتولى الرد عنها 
بس ده مش مبرر مقنع بالنسبالي...كان يقدر يعاقبني بألف طريقة إلا انه يمد ايده عليا
زفرت نغم بقوة وأخبرتها و هي تعكس الأمر وتوضح الصورة لها 
وأنت كمان كان في ألف طريقة علشان تكسبيه بيها... بس انت كنت بتستهتري وبتعاندي لمجرد العند...وهو كان بيتحملك وبيطول باله عليك 
تقدري تقوليلي ايه اللي كان غصبه غير انه بيحبك و اوعي تقوليلي فلوسك ....فلوسك دي ملهاش قيمة قصاد كبريائه كراجل ولا قدام أذية امه بسببك أنا لغاية دلوقتي مش قادرة اصدق انك عملتي كده
لوحت نادين وعارضتها 
يوووووه بقى أنت متحاملة ليه عليا... قولتلك مكنتش عايزة أأذيها... شكلي انا اللي غلطانة إني حكتلك من الاساس وبعدين يا شيخة نغم لو انا وحشة كده مصحباني ليه ما تقطعي علاقتك بيا وتريحي نفسك
نظرت لها نغم نظرة معاتبة لأبعد حد وردت بعقلانية وهي تكاد تنهض و تنوي المغادرة 
عارفة أنا كل مرة أقول أيه اللي مصبرني عليك ومخليني أصاحبك لغاية دلوقتي رغم كل البلاوي اللي اعرفها عنك ...بس بقول يمكن ربنا عايزني أفوقك يا نادين وابقى مرايتك اللي اعريك قدام نفسك...انا نفسي تبطلي تتحاملي عليه وعلى الست الطيبة اللي ربتك هما مش سبب نكبتك يا نادين وملهمش دخل بالأفكار اللي في دماغك
زفرت نادين بضيق وغامت عيناها وهي تتمسك بذراعها تمنعها قائلة بندم حقيقي 
آنا آسفة يا نغم والله مش قاصدي أزعلك أنت عارفة إني مش برتاح غير ليك...لتفر دمعاتها وهي تسند

ظهرها على جذع الفراش وتقول بتشتت وضياع طفلة فقدت أبويها ولا تعلم أين سبيل آمانها 
انا مش عارفة مالي متلخبطة وتايهة علشان خاطري بلاش تزعلي مني ....انت معاك حق ....وانا عارفة بس ڠصب عني بلاقي نفسي
بعاند ......بكره تحكماته بكره سلطته عليا ......فكرة أنه مفروض عليا دي بتخليني عايزة اهرب ....وأخرج عن المألوف ديما...وحتى لما بعاند معاه كان بيكسرني ويفرض سلطته عليا وعمره ما سأل نفسه انا بعمل كده ليه... انا موافقاك على كل حاجة بس هو سبب نكبتي فعلا هو و الست الطيبة اللي انت تقصديها سبب مۏت أمي ....لتشهق پبكاء مرير وتضيف بنبرة مخټنقة تدمي القلب 
الست دي كانت اقرب واحدة لأمي ومع ذلك غدرت بيها و ضحكت على ابويا وطمعت فيه لنفسها واتجوزته لو مكنتش هي عملت كده مكنش زمان امي موتت نفسها...ومكنش زمانها سابتني ولا اتخلت عن حياتها
فرت دمعات نغم بتضامن معها وقالت وهي تجلس من جديد بجانبها ولكن تلك المرة تحاوطها وتربت على ظهرها قائلة بمواساة 
ده قدرها وآجلها كده وربنا سبحانه وتعالى قال فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون
ادعيلها بالرحمة وأنسي كل اللي فات وابدأي صفحة جديدة مع نفسك وبصي لحياتك من منظور تاني متفضلش طول عمرك باصة وراك علشان عمرك ما هتيجي خطوة لقدام
اومأت لها من بين نحيبها لتشدد نغم على احتضانها وتمسد على ظهرها وتظل تحفزها على العمل بنصيحتها غافلين عن تلك التي استمعت لجزء كبير من حديثهم دون قصد فقد نخر الألم قلبها وتثاقل عقلها بالذكريات المريرة وقررت ان تخالف وعدها ل غالية فلامجال من أخفاء الأمر أكثر طالما الأمر ينغص عليهم صفو حياتهم فلابد أن تخبرها بكل شيء وتدعو أن يسامحها الله كونها ستنقض وعدها 
كان يعلم أنها لن تلجأ إلا لها ولذلك كان يطرق على باب شقتها زاعقا ما أن فتحت له 
هي فين....
جعدت سعاد حاجبيها وادعت جهلها 
انت بتزعق ليه ايه الھمجية بتاعتك دي
أزاحها عن طريقه وهدر غاضبا 
أنت لسة شوفتي همجية ده انا هفضحكم واخلي اللي ما يشتري يتفرج عليك انت وبنت عمك
تأهبت سعاد بعدائية وهدرت بشجاعة لطالما كانت تميزها 
اعلى ما في خيلك أركبه ولو فاكر أني هخاف من واحد زيك تبقى غلطان...
جز على نواجذه وصاح بغيظ 
لأ لازم تخافي علشان أنا متأكد مليون في المية ان ده من تدبيرك أنت مراتي أضعف من أنها تعمل حاجة زي كده من نفسها
حانت من سعاد بسمة متهكمة وأخبرته بتشفي واضح وهي تربع يدها على صدرها 
صدقني لو في حد ورا قرارها ده فهو أنانيتك وقهرك ليها
لم يعجبه حديثها بالمرة حتى ان معالم وجهه تقلصت وهدر بعروق مشدودة وبعيون يحتلها الڠضب وهو يلوح بيده امام وجهها ساخطا 
أنا مش ناقص مواعظ وحكم من جنابك... وبعدين ده انا اوديها في ستين داهية دي سرقتني وخطفت ولادي
رفعت سعاد حاجبيها وهدرت بغيظ شديد وهي تلوح بيدها امام وجهه دون أن تهاب غضبه 
رهف مش حرامية ومحدش بيخطف ولاده ...انت اللي .....
كادت سعاد أن تسبه وتفش غليلها منه ولكن رهف قاطعتها بعدما خرجت لتوها من احد الغرف و استمعت لجزء من مشادتهم 
سعاد كفاية لو سمحتي
كبحت سعاد رغبتها بصعوبة بالغة عنه فكان هو جاحظ العينين يستنكر ما كانت تنوي
تم نسخ الرابط