هوس من اول نظرة ل ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


من حيث توقف منذ
قليل و كأنها لم تتحدث أصلا 
إحكيلهم عني و قوليلهم إن بابي 
كان بيحبكوا أوي 
حرك رأسه و كأنه للتو إستوعب ما قالته 
لا انا مش عايز اتكلم انا تعبان اوي 
و عايز ارتاح 
صاحت يارا بړعب و هي تجذب يدها 
مرة أخرى حرام اللي بتعمله حرام 
انت ھتموت كافر ارجوك يا صالح 

عشان خاطري اهدا للأولاد هيصحوا 
و يخافوا لو شافونا كده 
صالح بابتسامة حزينة 
انا حبيتك أوي اكثر من نفسي 
بس طريقة حبي كانت غلط عشان كده 
لازم أدفع الثمن إنت ملكيش ذنب انا استاهل 
عقاپ ربنا عشان اذيتك أوي انا كمان 
قټلت آدم و فاطمة و لازم اموت انا كمان 
يارا پهستيريا و قد غرق وجهها بدموعها 
بينما كان جسدها يرتجف كليا 
مكانش هيسيبك لو مقتلتوش كان هيقلني 
و يقتلك إنت و سيف و فريد و أولادنا 
كان ھيقتلنا كلنا إنت قټلته دفاع عن نفسك 
و لو عليا انا مسامحاك خلاص و نسيت 
كل حاجة عشان خاطري لو بتحبني 
سيب المسډس و انا هرجعلك خلينا 
نربي ولادنا سوى دول صبيان و انا مش 
هقدر عليهم لوحدي ارجوك متحملنيش فوق 
طاقتي انا مش هستحمل اشيل ذنبك 
صالح و هو يتفرسها بدقة و كأنه يودعها 
إنت أقوى حد انا قابلته في حياتي 
هتقدري تربيهم أحسن مني خلي بالك من 
نفسك و لو في يوم قررتي تتجوزي 
إختاري صح بحبك اوي هتوحشيني 
و يدوس على الزناد تزامنا مع صړخة
يارا التي هزت أرجاء الفيلا و هي 
تشاهد جسده ينهار أمامها غارقا في 
دماءه بينما لاحت على شفتيه إبتسامة 
وداع 
الفصل الثامن و الثلاثون و الاخير من رواية هوس من اول نظرة الجزء الثاني 
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم 
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير 
صوت صړاخ عال دوى داخل الفيلا 
تلاه بكاء هستيري جعل ريان و سليم 
يفزعان من نومها و يحتضنا بعضهما بړعب 
عندما شاهدا والدتهما تنتفض من مكانها 
و تغادر الفراش و هي تنظر حولها و تتفقد 
نفسها بطريقة غريبة و هي لا تكف عن الصړاخ
و البكاء و جذب شعرها 
ماټ انا قټلته ماااات المسډس فين كان 
هنا لا مش هنا هناك 
توسعت عيناها بقوة تحدق في يديها و تتفقدهما
ثم هرعت خارج الجناح تماما في ذلك 
المكان الذي شهد مقتله في حلمها 
رفعت يديها لتجذب خصلات شعرها بقوة 
و هي لا زالت تنظر حولها و كأنها فقدت عقلها 
كانت تلهث بقوة و تبكي بينما تتمتم دون 
إنقطاع أنا قټلته مااات 
كانت تتفحص باب الجناح من الخارج 
و جسدها يرتجف بأكمله عندما سمعت 
صوت صالح فجأة من وراءها يصيح 
بلهفة 
مالك في إيه إنت كويسة الاولاد كويسين 
إلتفتت نحوه بنظرات تشبه خاصتي 
طفلة صغيرة وجدت والدها بعد أن ضاعت 
في الزحام في بلد لا تعرفه نطقت إسمه 
بهمس من بين شفتيها قبل او تندفع 
نحوه تتفحصه هو الاخر بطريقة جعلته 
يرمقها پصدمة 
تبحث عن شيئ ما و همس خاڤت يخرج من 
بين شفتيها لم يستطع تمييز سوى كلمة الحمد لله 
تحدث حتى يسألها من جديد بعد أن 
شعر بالقلق على الطفلين 
يارا
الولاد فين 
أمسكها من ذراعيها و هزها بغير عڼف حتى 
يجعلها تفوق مما تفعله لكنها لازالت تهمهم 
بكلمات غير مفهومة و هي تحدق فيه 
بعيون باكية 
جذبها من ذراعها بعد أن يئس من جعلها 
تعود إلى واقعها و إندفع داخل الجناح 
باحثا عن الطفلين 
وجدهما في طرف السرير يحتضنان 
بعضهما و هما يبكيان أو بالأحرى كان 
ريان هو من يبكي بينما سليم يهدأه 
ترك صالح يارا ثم ركض نحو أطفاله يتفحصهما 
و هو يهتف بقلق 
حبايبي إنتوا كويسين في إيه إيه اللي حصل 
قولولي ماما بتصرخ ليه 
إنكمش ريان على نفسه و جذب الغطاء 
حوله پخوف بينما إرتمى سليم بين ذراعي
والده ليخبره ببراءة 
مش عارف يا بابي احنا كنا نايمين 
بس صحينا عشان كانت بتصرخ بابي 
ريان خاف أوي و عمل بيبي على نفسه 
نظر صالح بحنان نحو ريان الذي 
إختفى تحت الغطاء من شدة إحراجه 
و خوفه ليحتضن صالح سليم و يقبله 
عدة مرات حتى يطمئنه فالصغير 
كان مړعوپا و جسده يرتجف و رغم 
ذلك كان يتظاهر بأنه ليس خائڤ حتى 
يهدأ شقيقه 
وضعه على الأرض ثم سار نحو ريان 
ليزيح الغطاء من فوقه و يحمله هو الاخر 
و يغادر الجناح بعد أن اخذ له بعض 
الملابس النظيفة له 
نزل به إلى غرفته حيث 
قام بتحميمه و تغيير ملابسه و هو لا ينفك 
يطمئنه و يخترع له قصصا حتى 
يفسر له سبب صړاخ والدته بذلك 
الشكل الهستيري خرج من 
الحمام و هو يحمله ليتفاجئ 
بوجود يارا مستلقية على فراشه بجانب 
الصغيرة 
حمحمت بإحراج عندما شعرت بوجوده 
لتبعد سليم النائم عنها بهدوء و هي تهمس 
انا آسفة على اللي حصل أصله كان 
كابوس وحش اوي و انا كنت فاكراه حقيقة 
وضع صالح ريان فوق قدميه و جلس 
إلى جانبها ليتمسك به الصغير رافضا 
تركه فعلى مايبدو هو لازال خائڤا من 
والدته ليضمه نحو و هو يهمس له 
انا هنا يا حبيبي متخافش إرجع نام 
ريان كان متعبا للغاية من كثرة اللعب 
في النهار لكنه في نفس الوقت كان 
خائڤا من وجود والدته رغم انه يحبها 
لكنه صدم بها و هي تصرخ بذلك الشكل 
المرعب صورتها لا تزال في ذاكرته 
و رغم ان والده اخبره بأنها قد رأت 
كابوسا مزعجا لكنه رغم ذلك لازال خائڤا 
منها لكنه إطمئن بوجود والده و أغلق 
عينيه على الفور لينام 
وضعه صالح بجانب شقيقه ثم إلتفت 
نحو يارا التي كانت لا تزال تنتظر رده 
و كأنها تلميذة معاقبة 
وجهها كان محمرا من شدة الخجل و عيناها 
تلمعان بسبب دموعها المتحجرة اما شعرها 
فقد غطته بحجاب و هذا ما جعله يشعر 
بالضيق 
زفر و هو يجيبها مدعيا البرود 
عادي حصل خير تقدري تنامي هنا 
جنب الولاد و انا هشوف أوضة ثانية
أنا أصلا كنت بجهز هدومي عشان 
بكرة هسيب البيت 
تحدثت يارا باندفاع حتى توقفه 
لا طبعا مينفعش الولاد لسه خايفين 
مني أصلا أنا اللي لازم أمشي مش 
إنت عشان هما بقوا بيحبوك أكثر مني 
صالح بهدوء و هو يسند رأسه بيديه 
متقلقيش بكرة ينسوا اللي حصل 
وقف من مكانه فجأة حتى يغادر
فكل شيئ قد إنتهى بينهما و لا داعي 
للمزيد من الانتظار 
انا بكرة هتصل عشان أطمن 
عليكوا تصبحي على خير 
يارا باندفاع و هي تعترض طريقه 
إنت رايح فين خليك الولاد 
هيصحوا و لو لاقوني جنبهم هيخافوا 
صالح و هو يبتسم لها مطمئنا 
انا هبقى في الاوضة اللي جنبك 
و هاجي على طول 
يارا و هي تقاطعه بنبرة شبه باكية 
لا هما بقوا بيكرهوني و ريان 
خاېف مني أوي طب خليك جنبهم 
الليلة أصلا دلوقتي الساعة إثنين 
الصبح يعني النهار قرب يطلع 
كانت تحاول منعه من الذهاب خوفا من 
أن يتحقق كابوسها فعقلها حتى الآن 
لازال تحت تأثير الحلم إصرارها الغريب 
إستفزه بشدة فطوال الساعات الماضية 
كان مستيقظا في غرفته يحاول إقناع
نفسه 
بأن كل شيئ قد إنتهى بينهما و انه يجب 
أن يرضى و يتأقلم لدرجة انه بكى أكثر 
من مرة و هو يتخيل صعوبة الايام القادمة 
بدون عائلته 
و هاهي الان تريد أن تهدم كلما جاهد 
لبناءه بكل أنانيه و عدم إهتمام ضغط على 
أسنانه بغيظ منها ثم أمسك بمعصمها و جذبها 
وراءه ليخرجا من الغرفة 
أغلق الباب حتى لا يستمع إليه الطفلين 
رمقها بنفاذ صبر و هو يقول 
كفاية بقى انا بشړ و ليا طاقة تحمل 
مش
عشان انا ساكت و بعدي تسوقي 
فيها إنت جبتي القسۏة دي كلها 
منين مش شايفاني بمۏت قدامك في 
كل لحظة و إنت كل اللي همك

________________________________________
الولاد 
يكرهوكي انا ماصدقت بدأت أقنع نفسي 
إتعايش مع وضعي الجديد بعيد عنكوا 
و إنت مش عاوزة ترحميني 
عاوزاني انام جنبك انت و الاولاد الليلة 
و بكرة الاقي نفسي وحيد من ثاني 
حرام عليكي إرحميني بقى انا تعبت 
حاولت بكل الطرق اللي انا اعرفها 
إني أخليكي تسامحيني بس خلاص 
معادش ليا حيل أحاول أكثر و انا شايف 
إن الطريق آخره مسدود انا بشړ 
و كل الناس بتغلط و دفعت الثمن 
و لسه كمان هدفعه بقية حياتي فأرجوكي 
كفاية أنا بكرة الصبح هسيب البيت و داه 
اخر كلام عندي و ورقة طلاق طلاقك 
هبعثهالك مع المحامي و معاها كل حقوقك 
الفيلا دي مكتوبة بإسمك و هسيبلك رقم 
تلفوني عشان لو في حاجة كلميني انا 
هشوف شقة قريبة من هنا عشان اكون 
جنب الاولاد الفترة دي لغاية ما يتعودوا 
على الوضع الجديد 
لم يستطع إنهاء كلامه حيث شعر بغصة 
تملأرخلقه ليتخد طريقه نحو المطبخ 
و يضيئ الانوار فتح 
الثلاجة حتى ياخذ قارورة مياه باردة 
سكب منها في كوب ثم شربه دفعة واحدة 
و هو يكمل بعد أن سمع خطواتها وراءه 
انا هنام في الاوضة اللي جنبكوا و لو عزتي 
اي حاجة خبطي عليا 
يارا و هي تفرك يديها بتوتر 
طب ممكن تفضل أسبوع كمان 
رفع صالح حاجبه بسخرية 
كده انا هبقى زي المسجون اللي مستني 
يوم إعدامه هفضل اسبوع كمان عشان 
اتعلق أكثر بالاولاد و بعدين أسيبهم طب 
تخيلي نفسك في مكانك إنت ممكن ترضي
بالوضع داه يارا لو سمحتي زي ما انا 
محترم رأيك يا ريت إنت كمان تعملي زيي
انا خدت قراري خلاص و مش عاوز أجل 
يارا و هي تستجمع ما تبقى من قواها لا إنت ممكن تفضل معاهم على طول متمشيش عشان الاولاد
محتاجينك أوي و انا عارفة و متأكدة إنهم هتعبوا 
لو إنت سبتهم 
كل الكلمات الموجودة في العالم تعجز عن 
وصف شعوره في تلك اللحظة إنزلق 
كوب الماء من يده ليتهشم إلى قطع 
صغيرة لكنه لم يهتم رغم انه كان حافي 
القدمين تحرك نحوها حتى يطلب منها 
إن تعيد ما قالته ظنا انه لم يسمعها جيدا
لكنه وجدها تسرع نحوه 
و تدفعه إلى الخلف و هي تشير له بأنفاس 
مسلوبة نحو الزجاج 
إنت مش شايفه كنت هتأذي نفسك 
و كأن الزمن توقف به في تلك اللحظة
 

تم نسخ الرابط