هوس من اول نظرة ل ياسمين عزيز
المحتويات
الدرج كانت أم إبراهيم
تنزل السلم بخطوات بطيئة و هي تجاهد ان لا تقع
كانت تمسك بيدها عصا المكنسة التي لم تجد
غيرها كسلاح في شقتها الآمنة..
حدقت في المشهد أمامها پذعر و بسرعة إلتقطت
عيناها إبنتها سارة اللتي كانت لا تزال تحاول
المرور من حاجز الحرس بينما كان أمير
منها..
بصرها حيث أشارت...إستندت على عصا
المكنسة و هي تسرع نحوها لتجدها تبكي
بصمت هي و أطفالها و أمام ذلك الرجل الضخم
الذي بدا وجهه مألوف لها..
لم تنتظر كثيرا لترفع العصا إلى الأعلى
و هي تنوي ضړب صالح بها بعد أن تذكرت
أنه هو نفسه
زوجها الذي هربت منه....إعترض
صړخت في وجهه تدفعه
إنتوا عاوزين إيه من بنتي..سيبوها في حالها ..
رمقها صالح بنظرة سريعة لا مبالية و عاد ليهتم
بالصغيرين و والدتهم بينما إلتفت نحوها سيف
ليوقفها
يا حاجة لو سمحتي إحنا مش جايين نعمل
مشاكل هنا...إحنا جايين نرجع يارا لجوزها
تلوت أم إبراهيم و هي تدفع الحارس الذي
أشار له سيف بتركها ثم صاحت من جديد
بس هي هربت منه زمان و مش عايزة
ترجعله خليه يطلقها و يسيبها في حالها
هو بالعافية...إوعى من قدامي خليني أطمن على
البت اللي محجوزة هناك على الحيط زي
الفرخة و عيالها...
كتم سيف ضحكته على هذه السيدة البدينة
تشبثت بها حالما رأتها أمامها و هي تتمتم بړعب
متسيبنيش يا طنط داه عاوز ياخذني من هنا
بالعافية عشان يحبسني من ثاني زي زمان...
طبطبت أم إبراهيم علي ظهرها لتطمئنها و هي
ترمق صالح بغل
مټخافيش يا حبيبتي..طول ما أنا عايشة أنا مش هخلي حد يمس شعرة منك..
الحشد في الخارج
بقلك إيه يا إسمك إيه أنا هاخذ بالبنت
على شقتي فوق و إنت حصلني.. إنت و اللي
معاك عشان مينفعش نفضل كده فرجة
للي رايح و اللي جاي..
إنتفض صالح من مكانه يشير لها برفض
و لهفة
إنت هتاخديها على فين
مصمصت أم إبراهيم شفتيها بعدم
شوف الراجل اللي يشوفه متدهول عليها
كده ميقولش إني دي هي نفسها اللي كان
موريها الويل..هاخذها شقتي يا عنيا
متخافش مش ههرب بيها و مش هتقدر تأخذها
كمان..داه انا بإشارة واحدة مني بس و محدش
هيطلع منكوا من هنا سليم....ها قلت إيه
نتفاهم بالمعقول و إلا نقلبها خناقة ..
قلب سيف عينيه بملل قبل أن يتولى
إجابتها
لا إحنا عاوزين نتفاهم بالمعقول
بس مش عشان خايفين من حضرتك
لا عشان يارا و العيال...مش كده يا صالح
همس مستدركا قال بإشارة مني قال...
نفض
صالح ملابسه و قد إستعاد ثباته و رباطة
جأشه ثم إلتفت نحو ناجي ليخبره أن ينتظره في
السيارات خارجا بعدها إلتفت نحو أم إبراهيم
يحدثها قائلا
ممكن نعرف مين حضرتك
أم إبراهيم و هي تنظر له بثبات
يارا كانت عندي طول السنين اللي فاتت
و انا بعتبرها زي بنتي و مسؤولة عنها ...
ما إن تحرك رجال صالح نحو السيارات حتى
إندفعت سارة و أمير و وراءهم رباب ووسام
الذي كان يحاول الاعتناء زوجته الحامل
و التي لا تكف عن الحركة رغم خجله
الشديد من فعلته.....
هدرت سارة بقوة و هي تسأل
يارا إنت كويسة
أومأت لها الأخرى و هي تبتعد عن
أم إبراهيم لتتفقد ريان و سليم...
أشاح أمير وجهه للجهة الأخرى بصمت
عندما إلتفت عيناه بخاصتي صالح
الذي كان يوجه له نظرات اللوم و العتاب
قبل أن يسأله
داه انا كنت بمۏت قدامك..يا خسارة ياصاحبي ...
إندفعت سارة لتجيبه مكان زوجها
إنت مش من حقك تلوم أي
حد..
إحنا عملنا كده عشان ننقذها منك و من إبن
عمك...لو مخبيناهاش كان زمانها مېتة هي
و عيالها...
تدخل سيف حتى يمنع شجارهما فهو يعرف
سارة متهورة
خلاص بقى الناس بتتفرج علينا...انا بقول
خلينا كلنا نروح البيت عندي و نتفاهم..
أم إبراهيم برفض فكلام سيف لم يعجبها ..شقتي فوق و إلا هي مش قد مقام البهاوات ..
سيف و هو يحاول إستجماع ما بقي من
صبره الذي بدأ ينفذ من هذه السيدة
حضرتك ليه حاسس إنك واخذة موقف
عدائي مننا..
رمقته ام إبراهيم بطرف عينيها و هي
تحيط كتف يارا بذراعها بينما دفعت الطفلين أمامها برفق
إنت لسه هتحس..بقلك الناس بتتفرج
علينا و سيرتنا هتبقى على كل لسان..
مسح سيف وجهه پعنف و هو يتمتم بصوت
منخفض جدا
أستفغر الله العظيم يا رب...لالا الست
دي مش هيقدر يغلبها غير كلاوس...هو فين
الواطي ملحقنيش ليه..
ضيق عينيه مستدركا لوهلة قبل أن يتذكر
انه قد أرسله للفيلا ليأخذ زين لموعد التطعيم...
لوى شفتيه بضيق قبل أن يبتسم بخبث مؤكدا
بردو هخليه ييجي عشان انا متأكد إن الولية
دي مستحيل هتقبل تخلي يارا ترجع لجوزها
و مش
بعيد تصحى الۏحش من سباته يقصد
صالح القديم و هتبقى حرب خصوصا إن
بنتها متجوزة أمير الخطيب ..
أفاق من أفكاره ليجد نفسه هو الوحيد
الذي لازال أسفل الدرج بينما صعد الآخرون..
صفع جبينه و يلتحق بهم ليتفاجئ بفتاة
مچنونة تزيحه من أمامها و تركض على
الزوج و تدلف شقة أم إبراهيم..تثبت
سيف من العنوان ثم دلف وراءهم..
فور دخولها الشقة هرعت يارا نحو غرفتها
مع صغارها الذين كانوا لا يزالون خائفين
ضمتهم نحو صدرها و هي تحاول تفسير
ما حصل بطريقة مبسطة تناسب عقولهم
الصغيرة حتى تهدأ من روعهم
حبايب مامي كفاية عياط بقى محصلش
حاجة...
رفع ريان عيناه نحوها و هو يقول من شهقاته
بس الراجل الۏحش اللي برا كان عاوز يضربنا
و إنت كنتي بټعيطي ..
لامت يارا نفسها لأنها جعلت أطفالها يتعرضون
لهذا الموقف...فلو عاد بها الزمن إلى الوراء و علمت أن صالح قد لحقها لما رجعت لشقة ام إبراهيم...
تنهدت و هي تحيط وجهه الصغير بكفيها لتمسح
دموعه العالقة بأهدابه
إنتوا فاهمين غلط انا بس بعيط عشان تخضيت
لما لقيته قدامنا و إحنا نازلين بس إنتوا شفتوه
هو معملناش حاجة....و طلع معانا الشقة عشان
عايز يتكلم مع تيتة شوية و بعدين هيمشي...
أنا هطلع اشوفه هو عاوز إيه و إنتوا هتقعدوا
هنا تلعبوا ماشي ..
تمسك بها سليم رافضا تركها و هو يقول
بس إحنا خايفين يا مامي..
تصنعت يارا الضحك و هي تطمئنه
حبيبي خاېف من إيه طنط رباب و طنط
سارة و انكل أمير و وسام برا و كمان تيتة
إنتوا خايفين من إيه لا بجد انا زعلت
مش كنت بتقلي دايما إنك
بطلي الشجاع ..
أومأ لها الصبي و هو يمسح دموعه و قد تحمس
من كلام والدته ليقول
حاضر يا ماما إحنا مش هنخاف و هنفضل
هنا لغاية ما الراجل الشرير يروح..
قبلتهما يارا بحب ثم قامت لتحضر لهما بعضا
من ألعابهما حتى ينشغلا بها ثم خرجت....
إبتسمت بلطف و خجل عندما إعترضها سيف
أمام باب الغرفة ليقول لها
كده يا يارا...كل السنين دي مختفية هنا
طب كنتي
جيتيني و انا كنت خذتلك حقك
منه...
إلتفت نحو صالح ليجده ينظر نحو يارا
بلهفة يمسك نفسه بصعوبة حتى لا يأتي
إليها ثم اضاف
صالح قتل آدم و
________________________________________
فاطمة من أربع سنين
لما إكتشف اللي عملوه معاكي انا مش بدافع
عنه صدقيني بس عاوز أقلك إن ربنا
إنتقملك منه أضعاف اللي عمله فيكي...
و خليكي فاكرة إن انا هكون في صفك
في اي قرار تاخذيه بس قبل ما تقرري
فكري كويس في عيالك هما محتاجين
ابوهم...
قاطع حديثه صوت ام إبراهيم من بعيد
إنت بتلين دماغ البت بكلمتين عشان تخليها
ترجع معاكوا..
نفخ سيف بضيق و هو يحدث يارا بصوت
خاڤت..إنت إزاي مستحملة الولية دي
اربع سنين بحالهم ..
يارا بابتسامة هادئة..دي أطيب
ست ممكن تقابلها في حياتك..هي بس
عشان خاېفة عليا..
حرك رأسه بشك بينما توجهت يارا لتجلس
بجانبها بعد أن دعتها قائلة
تعالي يا حبيبتي أقعدي جنبي أما نشوف
الأستاذ داه عاوز إيه
تبادل صالح و سيف نظرات ذات مغزى
ليشير له الاخير بالهدوء ثم اخرج هاتفه
و يرسل رسالة نصية لكلاوس يقول له فيها
أن يخبر عائلة يارا بأنهم قد وجدوها
ثم ارسل العنوان....
خبأ الهاتف في جيبه ثم جلس بجانب
وسام بعد أن حياه بخفوت لينصت
إلى الحوار الدائر بين صالح الذي
كان يتحدث بهدوء و صبر دون أن يزيح عيناه
عن يارا التي كانت تخفض رأسها مكتفية بالصمت
و بين تلك السيدة المسماة بأم إبراهيم ...
تحدث صالح بهدوء بعد أن وجد ان ام إبراهيم
مصرة على أن يطلق يارا و يذهب في حال
سبيله
حضرتك عاوزاني أطلقها و اسيبها في حالها
هي و عيالي
تشدقت ام إبراهيم بلامبالاة رغم أنها بداخلها
كانت ترفض ما تقوله
أنتوا مش اول إثنين تطلقوا و في بينهم
عيال..و اللي المحكمة تحكم بيه إحنا ننفذه ..
صالح بصبر..إحنا ممكن نحل المشكلة من غير
محاكم...يارا لسه مراتي و انا عاوزها هي و عيالي
و اعتقد إن داه من حقي..
شتم بصوت منخفض عندما لاحظ نظرات يارا
المتوسلة نحو تلك السيدة و تمسكها
بها ثم اردف
حتى يطمئنها
أنا عندي فيلا صغيرة ممكن تعيش فيها
مع الاولاد و انا هرجع القصر...
أم إبراهيم بتفاوض..و ليه متقعدش هنا
و اديك عرفت العنوان و أهلا وسهلا بيك في
أي وقت..
صالح برفض..لا طبعا انا مش هرضى
ولادي يقعدوا بعيد عني بعد كده و في مكان مش
ملكي ..أنا أبوهم و انا المسؤول عنهم
و لو حضرتك لسه خاېفة على يارا مني
و لو إن داه ملوش داعي فإنت ممكن تيجي
معاها ..
أم إبراهيم پصدمة..إنت عاوزني أسيب
بيتي...
صالح..أديكي قلتيها بيتك...يعني مش
بيت يارا و لا بيتي عشان أولادنا يقعدوا
فيه..
إلتفت نحو يارا ليضيف بصوت هادئ حتى
لا يخيفها أكثر
إنت ناسية إن عندك عيلة..مامتك
لسه هتتجنن عليكي و لحد دلوقتي مش
مصدقة إنك م......
خفض رأسه بعد أن فشل في نطق تلك
الكلمة المخيفة لكنه ما لبث ان رفعه مجددا
عندما سمعها تبكي..
ضمتها ام إبراهيم نحوها و هي تهدأها
خلاص يا حبيبتي كفاية عياط لو العيال
شافوكي هيخافوا أكثر..
إلتفت صالح نحو الغرفة التي خبأت فيها
يارا صغاره و هو يقبض بيده على ذراع الكرسي
تمنى لو بإستطاعته ان يقتحمها و ياخذ
صغاره في أحضانه و يعوضهم عن أيام
غيابه..قلبه يرفرف بداخله و هو يتخيل
وجود نسخ صغيرة منه على قيد الحياة
إنه أب منذ أربعة سنوات و هو لا يعلم حتى..
إنتبه لصوت يارا التي قالت بصوت مرتعش
هو معاه حق بس
متابعة القراءة