هوس من اول نظرة ل ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


بل فهمت بسرعة تلميحات 
إنجي خاصة عندما ذكرت سفرها نحو الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي لايعلمه سوى شريكها
الغامض الذي تحدثت معه في مكتب هشام في تلك المرة...لمعت عيناها بتحدي مماثل بعد أن أصبح 
كل شيئ واضحا إذن لاداعي التمثيل بعد الآن.. 
هتفت بنبرة مستهزءة و هي تراقب باب المكتب مخافة أن يفتح و يكتشف هشام حقيقتها ..

و إلا إيه يا صغنن...
إنجي بشراسة..تؤ...مقدرش أقلك هخليهالك
مفاجأة أصل انا مش بحب الكلام الكثير و على 
طول بنفذ... 
وفاء و هي تشهق بادعاء..مش معقول...يعني 
إنت كمان زيي بتنفذي على طول بس بليز متتأخريش عليا أصلي بمۏت في المفاجأت 
عن إذنك يابيبي . 
دفعتها جانبا حتى تمر ثم فتحت باب المكتب و دخلت غمزت إنجي قبل أن تغلق الباب تاركة 
إنجي تنظر في أثرها پغضب بسبب برودة أعصابها 
و حديثها المستفز. 
في القصر و بعد مرور أسبوع على إختفاء يارا...
تحولت نظرات الجميع نحو صالح من لائمة و محتقرة إلى أخرى تملأها الشفقة على حاله الذي 
إنقلب مائة و ثمانون درجة منذ غيابها...
طوال الليل و النهار يظل هائما يجوب الطرقات 
بحثا عنها و لايعود سوى فجرا لينام بضع سويعات 
في سيارته ثم يعود من جديد للبحث عنها.. كلف مئات المخبرين السريين لكنهم لم يجدوا شيئا حتى الآن... كاميرات المراقبة لم تكن الأخرى مفيدة و خاصة أغلب الجيران لم ترصد شيئا...كان هادئا بشكل
غريب حتى أروى التي كانت لاتنفك تسمعه كلاما 
مسمۏما كلما رأته... أشفقت عليه و لم تعد تحدثه... 
لم يره احد يأكل او يشرب...حتى قاعة الرياضة التي كان يسكنها لساعات لم تطأها قدماه منذ أسبوع. 
سيف فريد هشام...الجميع كانوا يبذلون قصارى 
جهدهم لمساعدته...ريان شقيقها.. والدها حتى
ميرفت التي نسيت مكانتها و صورتها أمام مجتمعها الراقي و أهملت نفسها كليا نسيت و لأول مرة في حياتها حتى بانت عليها علامات التقدم في العمر... 
سناء التي لا تتوقف عن البكاء...القصر تحول لصحراء
قاحلة لا يسمع فيه أي صوت... 
الثالثة فجرا أطل سيف من شرفة جناحه 
عندما سمع صوت سيارة صالح تعبر بوابة القصر... 
عاد للداخل ثم ألقى نظرة على سيلين النائمة 
و توجه نحو مطبخ الجناح ليأخذ حافظة الطعام 
التي طلب من فاطمة تحضيرها قبل سويعات. 
نزل الدرج و منه إلى حديقة القصر حيث ركن 
صالح سيارته... 
توجه نحو باب السيارة الاخر و ركب إلى جانبه 
فتح إحدى العلب و وضع فيها الملعقة و ناولها
لصالح و هو يقول له..
لازم تاكل عشان تقدر تقاوم...
أبعد صالح الطبق من أمامه ثم أراح جسده على متكئ الكرسي و يغمض عينيه طلبا للراحة التي لم تزره منذ أن غابت روحه عن ناظريه...دموعه إنسابت 
على وجنتيه لتشق طريقها و تختفي هي الأخرى 
بين شعيرات ذقنه التي طالت...مما جعل سيف 
يغمض عينيه بأسف فإبن عمه لم يكن من الأشخاص 
الذين يظهرون ضعفهم أمام أي أحد ...يبدو أن 
طاقته بدأت تنفذ و حاجز القوة الذي كان يتوارى
خلفه إنهار...
رآه يحرك شفتيه الجافتين عدة مرات قبل أن 
ينجح بصعوبة في تشكيل بضع كلمات نطقها 
بصوت مهزوز..
أنا حاسس... إني.. ه.. ھموت... 
أصدر سيف شهقة تدل على إسنكاره مما سمعه 
منه قبل أن يجيبه على الفور..
كفاية هبل و إجمد...إن شاء الله
هتلاقيها 
و قريب اوي كمان . 
ضړب صالح رأسه على متكئ الكرسي 
عدة مرات متمتما بهذيان..
ضاعت خلاص...يارا راحت مني و مش هترجعلي
ثاني...
إختنق بدموعه ليسعل عدة مرات قبل أن يفتح
باب السيارة و يرتمي على الأرض و يبدأ في 
التقيأ....
أغلق سيف حافظة الطعام بيأس ثم إنتظره حتى إنتهى بعدها نزل من السيارة 
و أسنده بغية أخذه إلى

________________________________________
جناحه لكن صالح رفض 
جسده كان منهك من قلة الطعام و النوم لينزلق 
من بين ذراعي سيف و يرتطم بالارضية... 
عاود سيف رفعه من على
الأرض من جديد 
و هو ېصرخ فيه بحدة..
فاكر إنك بكده هترجعها... بص لنفسك بقيت عامل إزاي مش قادر حتى تمشي على رجليك إنت لازم
ترجع قوي عشان تقدر تلاقيها.... 
صوته لهاثه كان قويا بسبب المجهود البدني الذي 
بذله في تلك الخطوات القليلة...حرك قدميه بصعوبة
تاركا ثقل جسده على سيف و هو يهمهم بكلمات 
مبعثرة..
خاېف عليها اوي..أنا... أنا وحش عشان كده 
هربت... ضړبتها و هي حامل...كنت ھموت إبني... 
و هي راحت ضاعت مني..أنا خاېف عليها اوي سيف 
هي ملهاش أي أصحاب تروحلهم و قرايبها كلهم
ميعرفوش عنها حاجة...خاېف يكون حد أذاها 
يمكن تكون مېتة...أنا السبب روحي راحت مني
ياسيف ..أنا السبب.... 
فجأة دفع سيف عنه بماتبقي من قوته و أخذ 
يضرب وجهه و يديه بقوة على الحائط كالمچنون 
حتى سالت دماءه و هو لا يتوقف عن الصړاخ 
و ترديد أنه السبب في رحيلها...عدة ثوان تحولت 
لدقائق و سيف يحاول بكل قوته أن يمنعه 
لكنه لم يستطع حتى سقط صالح على الأرض 
بعد أن خبت قوته و أنهكت...
جلس سيف أمامه على ركبتيه و إحتضنه 
بقوة ليجهش صالح بالبكاء دون صوت فقط 
دموعه إنفجرت تعبر عن مدى ضعفه و حزنه و ندمه 
شيئ ما بداخله يخبره أنه لن يراها ثانية...
في حارة الواد بندق أين تعيش سارة عبدالهادي.... 
تمايلت أم إبراهيم بجسدها الممتلئ و هي تحمل
في يدها كوبا من عصير البرتقال الطازج ثم إتخذت
مكانها بجانب يارا التي ما إن رأتها حتى إنزلقت 
بجسدها داخل الكرسي و تعالت ضحكات الشقيقتات عليها ...
أم إبراهيم و هي تناولها الكوب..
إنت نسيتي تشربي العصير بتاعك . 
قوست يارا شفتيها موشكة على البكاء و هي تضع يدها على معدتها الممتلئة بالطعام قائلة برجاء..
أنا هشربه بعدين ياطنط.... 
أم إبراهيم بإلحاح..
أشربيه دلوقتي و انا هبقى أعملك غيره بعد شوية 
مش كفاية إنك متغديتيش كويس. 
نظرت يارا نحو سارة پذعر قبل أن تنطق..
حرام عليكي ياطنط أنا بطني شوية و ھتنفجر 
إنت مأكلاني متر ممبار و طبق فتة بحاله. 
أم إبراهيم و هي تمصمص شفتيها قائلة بعتاب
دي البت
مليكة عندها عشر سنين و بتاكل أكثر منك...متنسيش إنك حامل و لازم تاكلي كويس 
إنت دلوقتي مش لوحدك جواكي روح ثانية لازم تاخذي بالك منها. 
أخذت منها الكوب و ترشفت منه قليلا حتى 
تتخلص من زنها..فمنذ أن أخبرتها سارة بأنها حامل 
و هي لا تتوقف عن إعداد الاطعمة و المشروبات 
لها بل و تجبرها على الاكل كل ساعتين ...تجزم 
يارا قد زادت أكثر من خمس كيلوغرامات خلال 
الاسبوع المنصرم...
إهتمامهم المفرط بها أشعرها بالراحة و الطمئنينة في هذا المنزل الدافئ
و كم تمنت لو أنها تستطيع مكافأتهم و رد جميلهم لكنها للأسف لا تمتلك
شيئا...حتى الثياب التي ترتديها إشترتها لها 
سارة و لاتستطيع الاتصال بعائلتها خوفا 
من أن يجدها صالح او آدم و فاطمة و كل منهم 
لايقل خطړا عن الاخر بالنسبة لها... 
الهدوء الذي عاشته الاسبوع الماضي رفقة 
سارة و عائلتها ذكرها بسنوات طفولتها عندما كانت طفلة صغيرة خالية من المشاكل و الذنوب...نفسيتها
إرتاحت كثيرا رغم تلك الكوابيس التي لم تتوقف عن إفساد نومها كل ليلة...تشعر بأنها عادت حرة بلا قيود رغم أنها لم تغادر باب الشقة فقط لو كانت تمتلك 
القليل من المال حتى لا تثقل على هذه العائلة الطيبة التي آوتها خاصة أنها سوف تحتاج لمصاريف إضافية في الأشهر القادمة فيجب عليها زيارة الطبيبة 
الخاصة بالنساء حتى تطمئن على طفلها و شراء 
عدة أغراض لها غير التي أحضرتها لها مضيفتها كذلك يجب عليها أن تبحث عن منزل يأويها فهي طبعا لن تبق هنا للأبد يكفي مافعلوه من أجلها حتى الآن...
رفعت كأس العصير حتى تترشف منه ثانية 
لكن توقفت في منتصف الطريق عندما لمحت 
ذلك الطوق اللامع الذي يزين إصبع يدها اليسرى 
قلبها دق بسرعة من شدة الفرح و تهللت اساريرها
فلأول مرة تشعر بالسعادة و هي ترى خاتم زواجها 
كيف لم تتفطن له من قبل...كانت لاتنام الليل 
و تظل معظم النهار شاردة و هي تفكر في ما ينتظرها 
في المستقبل و كيف ستتدبر أمورها بلا مال 
خاصة أنها لا تمتلك أي
أوراق شخصية حتى 
تبحث عن عمل..بينما الحل كان طوال الوقت أمامها 
ناولت أم إبراهيم كأس العصير ثم وقفت من مكانها 
و هي تنتزع الخاتم من يدها.. أعطته لسارة التي 
قطبت جبينها بعدم فهم... 
يارا..ممكن بكرة تعدي على الجواهرجي
و تبعيلي الخاتم داه.. 
خطفت سهى الخاتم و قلبته بين أصابعه مبدية
إعجابها التام بجمال تصميمه الذي لفت إنتباهها
عندما كانت يارا ترتديه..
داه حلو أوي..حرام تفرطي فيه . 
علقت أم إبراهيم هي الأخرى بعدم رضا..
و داه هيجيب كام يعني لو كان ذهب
كان نفع أكثرجاته نيلة على بخله تقصد صالح 
زوجها . 
قائلة بتذمر..
أنا كنت القسم الاسبوع اللي فات مش 
عاوزة أرجعله ثاني...خذي الخاتم بتاعك 
ياشاطرة و ارجعي مكانك عاوزة توديني في 
داهية. 
أم إبراهيم بسخرية..
و كمان تقليد... يادي الوكسة...
سارة..ياماما تقليد إيه بس داه ألماس 
يعني ثمنه مش أقل من مليون جنيه...
ضړبت أم إبراهيم صدرها بقوة و هي تشهق 
بصوت عال..
ممم مليون جنيه... 
سارة و هي تحشر رقاقات الشيبسي في فمها..
وعاوزاني أخذه للجواهرجي عشان يحبسني 
پتهمة السړقة...بقى انا وشي وش ألماس بت إنت
غوري من قدامي عاوزة أتفرج و لو عاوزة 
حاجة قوليلي عليها و انا هحيبهالك مفيش داعي 
تبيعي الخاتم بتاعك.... 
يارا بإصرار..
مفيش قدامي حل ثاني و انا محتاجة ثمنه 
إنتوا مش مجبرين تصرفوا عليا كفاية اللي 
عملتوه علشاني ناس غيركوا كانوا طردوني من 
ثاني يوم... سارة أرجوكي حاولي تفهميني أنا حامل و مصاريفي كثيرة...و لسه هتكثر بعد ما أولد 
و أنا مش هقدر أشتغل و لا أروح لماما آخذ منها 
فلوس...
سارة برفض..بردو لا.. 
يارا بإلحاح..طب انا عندي فكرة إنت مش قلتي إن صاحبتك رباب اللي بتشتغل معاكي في النادي عيلتها غنية...قوليلها تاخذ للجواهرجي اللي بتتعامل معاه عيلتها...و لو حصلت اي مشكلة انا و الله ما هسيبك حتى لو إضطريت ارجع للقصر...أرجوكي
ياسارة وافقي مفيش غير الحل داه .
22
مساء في قصر عزالدين..
رمت إنجي حقيبتها على فراشها بقوة
ثم غرست أصابعها داخل فروة رأسها تضغط
عليه باصابعها النحيلة من شدة ڠضبها فهاهي للمرة العشرون تعود خالية الوفاض بعد أن فشلت
في إقناع هشام بترك تلك الافعى وفاء و العودة
إليه معبرة بشتى الطرق عن ندمها و إستعدادها لتقبل أي عقاپ منه لكنه رفض و طردها شړ طردة من مكتبه...
صړخت بغل و هي تتذكر ملامح غريمتها
التي كم ودت لو مزقت وجهها بأضافرها
تلك المخادعة تظن أنها ستتغلب عليها و تأخذ
حبيب طفولتها منها...
جلست على حافة الفراش ثم إنحنت واضعة
رأسها بين يديها
 

تم نسخ الرابط