رياح الحب ل سهام صادق
الذي يضم اكبر عدد من الرجال ولولا مساعدة حسام وروز واستغلالهم رحلة سفر محمود لامريكا لكانت ظلت سجينة لديه طيلت العمر هي وابنها
فسارت خلف حسام بخطي بطيئه .. حتي وقفت عند سماع صوته الذي ذلذل بكيانها وذكرها بكل ما مضي فرفعت عيناها لأعلي كي تتأمل كل جزء فيه ...
.................................................. ...............
ليبدء الحضور في التصفيق حتي يرفع هو صوته قائلا اصنعوا القوه من نفسكم ديما .. بس خلوا ديما عندكم ثقه في العداله الالهيه لان الفرح او الحزن شئ مقدر لينا .. اما حسن الظن في عدل الخالق ده اختيارنا
أسف اني طولت عليكم .. وعارف ان في بعضكم مش هيفهمني عشان انا قررت في اخر خطابي اتكلم بالعربيه وبشكركم جميعا علي تلبية الدعوه
لتتحرك هي بقدميها نحوه ودموعها تهطل من كلماته فللحظات قد ظنت انه قد نساها وللحظات اخري ظنت بأنه يحتاجها وينده عليها كما هي تحتاجه وللحظات ظنت بأنها ستظل أسيره لذلك الرجل الذي حرمها من حياتها
ان تتوقف وبصوت ضعيف فارس
ليمسح هو علي وجهه وهو يظن أنه مجرد حلم يراوده.
لتقول هي ثانية فارس
فألتف باحثا حوله وسط هؤلاء الصحفين والاعلامين
حتي نطقتها بصوت اقوي متقطع يتخلله دموعها فارس
ويبتعد عنهم جميعا ويظل يجول في انحاء المكان بقلبه قبل بصره ... ويقف عند تلك اللحظه
فأتبعه هشام من الخلف .. حتي سقطت دموعه وهو يتأمل صديق عمره ونظر الي حسام الذي يقف بعيدا ليشكره بنظرات أعينه بأمتنان علي ذلك الوعد الذي نفذه
فأقترب فارس منها اكثر وهو يتأمل ذلك الطفل الذي يتعدي عمره السنة والنصف قائلا بشوق ده ابني ياهنا صح
فنسي كل شئ وهو يمد لها ذراعيه ويحتضنها بقوة حتي تأوهت من قبضته ليرفع الطفل صوت بكائه .. فينظر الي طفله قائلا بدموع انا بابا يا ...
فترفع هنا بوجهها من بين قائله مراد فارس مراد القاضي
ليضمها أكثر .. قبل ان يبعدها قليلا ... ممسكا بوجهها متأملا ابنه الذي يضحك بعفويه .. حتي مد بذراعيه اليها فأخذه منها وضمھ الي صدره قائلا مكنتش مصدق انك ممكن في يوم تسبيني وتروحي .. كان عندي أمل انك ترجعيلي اختيار قلبي ليكي مكنش غلط ياهنا من اول يوم شوفتك حسيت ان قلبي هو ليكي وانك نصي اللي كان ناقصني.. انتي طفلتي
فاغمضت عيناها وهي تتذكر صڤعات وضړب محمود لها عندما كان يراها تنده بأسمه او تمسك تلك الجريده التي ألقها عليها يوما كي يخدعها بخبر ۏفاته قائلة بصوت يكاد أن يخرج انا عايزه ارجع مصر يافارس عايزه امشي من هنا ... ارجوك
فتأمل نبرة صوتها پألم وهو يراها تنطق حروف الكلمات بعجز فعلم أن ماعانته كان كفيلا بأن يجعلها هكذا .. فنظر اليها طويلا وكأنه يريد ان يعلم كل ماحدث
لتخفض رأسها بأسي وهي تعيد شريط ذكرياتها
.................................................. .................
علم بكل ماحدث ظل عقله يأتي له بصورتها عندما رئه يضمها الي أحضانه ويقبل طفله بشوق فوقف حسام خلفه بعد أن وضع بيده علي تلك الكدمه التي في وجهه
حسام صدقني اللي عملته ده يامحمود في صالحك انت هتفضل لحد أمتا عايش في وهم الاڼتقام انت من أمتا كنت بتفكر في امك اللي هي عمتي ولا أمتا كنت بتفكر في والدك مش دايما كنت شايفه أناني
فألتف اليه محمود بوجه جامد حتي قال حسام عيبك يامحمود حاجه واحده من يوم ما كنا اطفال ديما مبتحبش حد يكون سعيد في حياته وانت لاء .. يعني لما حد فينا كان بيبقي معاه لعبه كان لازم يبقي معاك اللعبه ديه حتي لو مكنتش هوايتك .. بس المهم تجرب فرحة غيرك بالحاجه اللي في أيده ... مع ان الطبيعي ان كل واحد فينا ليه حاجه مختلفه عن التاني بيحبها وبتفرحه
فأمتقع وجه محمود حتي قال بصوت قوي مش رجعتهاله خلاص وعرف مين دلوقتي الي كان خاطڤها .. ارتحت ياحسام دلوقتي
ثم هوي علي اقرب مقعد فقال انا حبيتها ياحسام
فضحك حسام بسخريه حتي قال حبيت مين يامحمود مش أيناس برضوه كنت بتحبها وانت اللي بعت ليها واحد يوقعها في حبه بعد ما شغلته في شركة فارس وبعدين قلبت الطربيزه عليهم وخليته يقتلهم زي ما انت عايز .. اوعي تفتكر اني مش عارف لاء انا أعرف حاجات كتير عنك يامحمود انت لازم تتعالج يامحمود وجودك في حياة اللي حواليك شړ .. منهم أيناس صحيح كانت تستاهل بسبب خيانتها طب هنا ذنبها ايه
ليجلس محمود علي أقرب مقعد واضعا بوجهه بين راحتي كفيه وهو يعلم بأن كل كلمة يقولها حسام صحيحه ..
.................................................. ...............
أسدل الليل ستائره واصبحت النجوم تلمع في السماء ببريقها الآخذ حول ضوء القمر الناصع حتي أعلن الفجر عن بزوغه وسط تلك العتمه القويه ..
بدء الهواء يداعب وجهها وهي تتأمل كل شئ حولها ... تنفست ببطئ لتشم رائحة الهواء وأغمضت عيناها لتسمع زقزقة العصافير حولها علي غصون الأشجار التي أخيرا قد أبدلت اوراقها وأصبحت مهيئه أستعدادا لأستقبال الربيع
لتأتي خلفها ريم وهي تتنفس بصعوبه من أثر ركضها أبله هنا مراد بيعيط وعمو فارس بيسأل عليكي
وتسمع صوت نيره التي تضحك أتيه خلف ريم وتحمل طفلها نفسي اعرف أيه عشقك للمكان ده ياهنا ده انتي عدتيني وبقيت بعشقه زيك انتي وعمتو
فأبتسمت هنا بعدما جلست علي ذلك الجزع قائلة بسعاده المكان هنا ليه سحر خاص بياخدك معاه لدنيا تانيه
فتضحك نيره قائله اه دنيا ولا في الاحلام قولي قولي ياشاعره
لتلتف اليها هنا ضاحكه اقول ايه وانتي مشغوله بمص القصب ثم نظرت الي ريم التي تلهو مع بعض الطيور قائله انتي متأكده يانيره انك من ولاد الزواد
فضحكت نيره حتي قهقت بقوه ثم ألتفت حولها لتجد أحد الفلاحين ينظر اليها بغرابه .. فنظرت الي هنا قائله بصوت منخفض هو بيبصلي كده ليه !!
ثم نظرت بعيدا قائله مش ديه سلمي ونور ..
فقفزت ريم معلنة عن فرحتها بوجودهم لتتذكر صديقها بندق قائله ياخساره كان فاضل بندق
حتي اقتربوا الفتاتان منهما فتتأمل هنا سلمي قائله بسعاده فاكره ياسلمي .. لما نور وريم كانوا يروحوا المزرعه ويجيبوا توت وعنب ويجوا لينا هنا عشان يحكوا لينا عن مغامراتهم اللي انتي احيانا كنتي بتشاركيهم فيها .. وتابعت بأعينها نيره المنهمكه في مص القصب وابتسمت
فتأتي ريم من خلفها قائله بطفوله وانا قولتلك انك هتتجوزي امير حلو وهيبقي عنده مزرعه حلوه اووي وانا هلعب فيها... وانتي روحتي ضحكتي عليا .. شوفتوا اللي مش بيصدق ريم .. وتخرج لسانها لأختها التي تكبرها شايفه يانور عشان لما اقولك انك هتبقي كاتبه بتكتب قصص حلوه تصدقيني .. المهم اكتبي عن بندق وانتي هتنجحي اكتر
فيضحكوا جميعهم حتي وقفت نيره بجانبهم والأمير كان فارس طول عمره اخويا اسم علي مسمي
ويحل الصمت للحظات بعد أن داعبتهم الذكريات حتي بدء الهواء ينعش أرواحهم ويصطفوا بجانب بعضهم فتضحك هنا قائله انا نفسي اعمل حاجه اوووي ... ثم نظرت الي بنات عمها واخت زوجها... وسارت من امامهم وهي تلوح بأيديها ... هتلاقوني عند شجرة التوت
وتركض ريم خلفها وهي تضحك وبعد لحظات كانت تقف امام تلك الشجره وهي ممسكه بأحد العصايات قائله كفايه كده ياريم ولا لسا
فترفع ريم بوجهها المنحني علي حجر بيجامتها الصغيره لاء لسا هزي الشجره تاني
فيأتي خلفهم وهو يحمل طفله ضاحكا انا مصدقتش لما نيره ونور قالولي انك عند شجره التوت وبتجيبي توت ياهنا
فظل الصغير يتحرك بقوة علي ذراعيه .. حتي قال وهو يضعه أرضا اكيد عايز تروح لماما الهابله ياحبيبي اللي سايبه بابا متبهدل بيك وهو مهندس قد الدنيا وليه اسمه وقاعده بتعيد الذكريات
فألتفت اليه حتي نظرة بطرف عينيها ليقترب منها هو مش كفايه لعب بقي ياحببتي انتي كبرتي خلاص
فرفعت بقدماها كي تستطيع ان تصل بعصايتها
الي تلك الفرع المثمر بكثره ... فضحك فارس بقوه وهو يتأملها ويتأمل طفله الذي يجلس أرضا ويأكل من حبات ذلك التوت قائلا وهو يرفعها بين ذراعيه حتي أبنك ماصدق شايفه مراد ياهانم
فنظرت اليه هي بفزع وهو يحملها حتي أبتسمت بعدما رأت طفلها يلهو بسعاده قائله طيب اتحرك شويه كده يافارس عايزه اجيب التوته ديه شكلها حلو
فتأمل كلماتها وهي تنطقها حتي ضحك بقوه هو حتي في التوت في شكل حلو وشكل مش حلو ده كله توت ياهنا
فأخفضت برأسها لتتأمله بعيونها بتتريق عليا علي فكره أبنك التاني هو اللي عايز وشيل براحه عشان ميزعلش
فنظر اليها طويلا حتي انزلها بسرعه جعلتها تترنح قائلا بأسف انتي بتقولي ايه ثم نظر الي بطنها يعني انا هكون اب تاني .. بجد ياهنا
وقربها منه ليضمها بفرحه أنا شكيت برضوه في موضوع التوت بس قولت مش معقول هنكرر التجربه من تاني طب هو مافيش تنوع في الفاكهه ولا ايه
يامدام
فضحكت وهي تتأمله بحب حتي نظرت الي ابنة عمها التي تتأملهم بأعين طفله تري فارس أحلامها في مهدها .. وابعدته عنها بخجل فارس عيب كده
فألتف حوله قائلا بهمس عندك حق ياحببتي مراد وريم معانا يقولوا علينا أيه
ثم هبط بجسده ليحمل طفله ناظرا الي ريم التي تأكل التوت بأفتراس يلا ياريم
وعاد بنظرات أعينه الي طفله الذي يحمله علي ذراعيه قائلا ولا اقولك يامراد خليك انت فوق ورفعه علي كتفيه العراض فيضحك قائلا مراد عيني عايز اشوف
ليزحزح الطفل احد اصابعه ويلهو في شعره قائلا بابا
فيبتسم علي افعال صغيره الذي اصبح عمره عامين ويقربها منه ليضمها الي صدره فتسير بجانبه وتركض ريم امامهم ليقول هو بسعاده وهو علي راسها بحبك يا طفلتي يا ام أطفالي.
تمت بحمدالله.
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.