رياح الحب ل سهام صادق
المحتويات
ياماما
فتقترب منها زينب أكثر حتي تجلبها الي أحضانها قائله بحب عارفه مهما كدبتي علي كل الناس وعلي نفسك هيفضل قلبي حاسس بيكي أنا أسفه يابنتي !
لترفع نور وجهها المغطي بالدموع من أحضان والدتها قائله أسفه علي أيه هو المفروض الي يقول أسف مش أنتي
لتضمها زينب ثانية قائله يارتني ماكنت خلفت ولا جبتك أنتي واختك علي وش الدنيا مكانتش حياتكم هتبقي كده يابنتي
.................................................. .................
كانت نظرات صديقتها المصوبه علي هذا الشخص هي من جعلتها تلتف بعدما نطقت بأسمها !!
فتنظر ريهام وسميه اليها بتعجب فيتراجعوا عن باب مكتبه مقتربين من صديقتهم ليروا هيئتها التي لا تدل سوى علي ان صاحبتها قد باتت أيام طويله لا تفعل شئ سوى البكاء فأصبحت عيناها زابله ووجهها المنير أصبح شاحبا ...
فتمد ذراعيها ريهام كي ټحتضنها وهي تقول مش وقت أسئله دلوقتي ياسميه تعالوا نروح اي مكان ...
فتنظر اليهم هنا بدون أن تتفوه بكلمه حتي يسيروا سويا ليخرجوا من هذا الحرم الجامعي بأكمله ..
وبعد قرابه النصف ساعه كانوا الثلاث فتيات يجلسون في أحد الاماكن العامه الهادئه
لتضع ريهام كفها برفق علي كف صديقتها قائله ممكن تفهمينا دلوقتي مالك ولا أسيب سميه عليكي تعرف كل حاجه بطريقتها الخاصه
لتبتسم هنا رغما عنها قائله بعدما أنسابت دموعها بغزاره حاسه اني وحيده اوي واني في نظر الناس مجرد بنت ضعيفه ملهاش شخصيه حتي قدام نفسي شخصيتي ضعيفه اووي أصعب حاجه لما كل حاجه حلوه بين أيديكي تروح حتي لو الحاجات ديه بسيطه بس
جمالها بيكون بوجود كل الناس الي بتحبيهم وبيحبوكي لتتذكر توبيخ حسام لها دون رحمه ومغادرة فارس بيته دون أن يخبرها لذلك .. فتنحدر دموعها بغزاره قائله جوايا حاجات كتير ۏجعاني بس للأسف مش قادره اصړخ في أي حد او أعمل حاجه لأن ببساطه عايشه الحياه مجرد ضيف مفروض علي غيره واكيد محدش كان ذنبه أنه يستحمل الضيف ده ولا عمي ولا حتي هو !!
لتنظر اليها ريهام كي تصمت فتقول هنا كنت خاېفه لعيش لوحدي أنا مصدقت يبقي ليا أسره وعيله انا عارفه أن ده تفكير غلط .. بس هو ده بيكون تفكير اي أنسان أتحرم من جو العيله لتصمت قليلا حتي تقول لهم كنت بكون مبسوطه وانا شايفه ماما أمال بتتكلم معايا وبتدافع عني لما هو يشخط ويتعصب عليا كنت بحس ان ليا وجود حتي هشام أهتمامه بيا كان بيسعدني اوي حسيت ان بقي ليا حد وناس .. بس أنا فعلا ولا ليا اهل ولا ناس ولا عيله حتي ...
فتصمت الفتاتان معا حتي يقولوا بصوت واحد مداعب وكمان هشام لاء كده كتير ...
فتضحك هنا رغما عنها قائله اه هشام ده أول واحد أتعاملت معاه من صنف الرجاله وكان أنسان بمعني الكلمه شخصيه غريبه اوي ضحك وهزار وجواه حنان يكفي الدنيا كلها لو كان ليا أخ كنت هتمني انه يبقي هشام
فتتنحنح سميه قائله ياسلام ياسلام !
فتمسح هنا بقايا دموعها قائله انا عايزه ادور علي شغل ممكن تساعدوني
فتتطلع اليها ريهام وسميه قائلين يابنتي مش أنتي بتدربي في شركه الهواري الي رشحتك فيها الجامعه و بتاخدي منها مرتب كويس كمان
لتنظر اليهم قائله ما انا قررت اسيبها واقول لدكتور مجدي عشان يلغي تدريبي !!
ليتطلعوا الفتايات لبعضهم .. حتي تقول سميه وايه الي خلاكي تفكري في كده ده حتي انتي كنتي فرحانه اوي بالموضوع ده أنتي نسيتي منظرك مع اول مرتب أخدتيه
حتي تتذكر ريهام هذا اليوم قائله ههههه ده انتي كان هاين عليكي تشتري أي حاجه وتقولي للبياع الي بتشتري منه ديه فلوس مرتبي ياعمو
لتضحك هنا بعدما ضړبتها بخفة علي ذراعها قائله هتساعدوني اني أستقل بحياتي ومبقاش فاضل كتير عشان أكمل الواحد وعشرين سنه !!
.................................................. .................
وقفت تبتسم له ولكن أبتسامتها لم تعد تخلو من حزن أصبح يتخلل داخل أعينها السوداء الصغيره ليبتسم لها هذا الرجل ذو الشارب الكبير حتي يقول بصوت حنون وهو يراها قادمه له تحمل علي كتفيها حقيبة مدرستها الصغيره ...
ليقول هو أزيك ياريم
لتنظر اليه ريم قائله بطفوله لسا برضوه عمو هشام وابله هنا مجوش
فينظر اليها الرجل قائلا بحنان وانا الي كنت فاكرك انك جايه تسألي علي الراجل العجوز ده الي كنتي بتقطعي نفسه من الجري عشان التوت
فتنظر اليه ريم بطفوله متذكره كم كانت هي واختها نور يستمتعون معه بالركض الذي لا ينتهي سوى بأن يقع هو في النهايه ويهموا هما هاربين لتوبخهم سلمي علي ما يفعلونه بعدما ترسلها أمهم إليهم فتتذكر مداعبة وضحك هنا وهي تستمع لحديثها الطفولي المشاغب نحو رحلة يومها...... فينحدر كل هذا علي هيئه حزن قد ملئ عينيه .... فيقول ذلك الرجل مش هتعلمي عمك إبراهيم بقي الألف بيتكتب ازاي
فتقترب منه ريم بمشاغبة طفوليه قائله مش أنا علمتهولك المره الي فاتت انت مش بتذاكر ياعمو إبراهيم وكمان بليد .....
لينظر لها هو بضحك .. فيمسح علي شعرها برفق قائلا طيب يلاا حفظيني من تاني عشان أعرف أكتب أسمي.. وبعدين هو انتي بتعلميني ببلاش ده انا هديكي التوت والتين والعنب كمان ياستي وانتي الي هتدخلي تجبيهم من المزرعه !
فتنظر اليه ريم قائله بس أنا عايزه أركب الحصان الأبيض بتاع الراجل الجميل الي عينه كانت زرقه زي السما بالظبط الي شوفته يوم الفرح بتاعهم الكبير ده ..
فيضحك ابراهيم بشده علي عفويتها التي لا تدل سوى علي برائة طفله .. فيقول بس ده صاحب المزرعه والحصان ده بتاعه هو .. ثم نظر لها بتفكير فقال بس وحياة شنب الراجل العجوز ده هركبهولك هو انا عندي كام ريم
فتتطلع اليه ريم بتفكير وكأنها تعيد في ذهنها مسأله حسابيه فترفع بأحد أصابعها قائله بطفوله ريم واحده وبس !!
.................................................. ............
ومع أيام بزوغ القمر ونجوم السماء تبحر في سوادها القاتم والقمر يتوسطهم بمتاها جلست تتأمل كل هذا وعيناها سابحة في عالم لا تعرف أين بدايته ونهايته ولكن كل ما كان يخترق جسدها النحيل هو هذا الهواء العليل ذات الرائحه التي لا يتخللها شئ سوى رائحه المۏت والفراق فتسقط دموعها وهي ناظرة للسماء .. حتي
تغمضها بتلقائيه
فتسمع صوتا قد أفتقدته كثيرا ومع حركة خطاه الهادئه الټفت اليه بأعينها الدامعه .. حتي أشاحتها سريعا.. فيقول هو بصوت جامد ايه الي أنتي كنتي عايزه تعمليه ده لولا صفيه وانها كلمتني وقالتلي علي قرارك .. كنتي سيبتي البيت ومشيتي مفكرتيش هتروحي فين
فتغمض عينيها ثانية قائله هقدم في بيت الطالبات وهعيش فيه لحد ما دراستي تخلص وهشتغل كمان
فنظر اليها فارس ساخرا بعدما تملك من أعصابه التي كادت ټنفجر من الڠضب فقال هنا !
لتلتف إليه هنا بعدما أرعبها صوته فتقول پخوف أنت سيبت بيتك ليه فتتذكر تلك اللحظه التي فيها .. حتي تقول أكيد أنت مش مرتاح بسبب ما خلتيني أنسي كل الي فات انتي الي تفتكري
فين هنا البنت الي طفولتها وعفويتها مش ظاهره علي ملامحها وبس حتي نبرة صوتها وكلامها !
فتخفض برأسها أرضا قائله بحزن يتخلل أعماقها كل الي بحبهم بيسبوني عشان كده لازم أنا الي أخرج من حياة كل الناس مش يمكن انا ....
وقبل أن تكمل حديثها قال بصوت حاني بحبك!
فتتطلع اليه وهي ناظرة له بصمت .. حتي يقول ثانية بحبك ياهنا
فتبتعد هي عنه حتي تسير بخطوات سريعة كي تهرب منه ولكن قبضه يديه لها كانت أسرع وقبل أن يقربها له ابعدها عنه قائله مش هسيبك أبدا وعايزه تعرفي ليه سيبتلك البيت خفت لأضعف تاني
فتتذكر لمست شفتاه لها فتخفض رأسها أرضا فيقول بتنهد هنا الطفله هي الي رجعت فارس بتاع زمان انا قبل ما كنت أشوفك بنظرة العاشق كنت شايفك طفلتي وبنتي كان احساس غريب اوي جوايا عرفت معاه ان الحب الي ممكن يقدر يعيش جوانا ويكون صح ومافيش قوه تقدر تهزمه لما اشوفك بنتي وأختي قبل اي حاجه تانيه ... فيخرج من جيب سترته وشاحها الازرق الحريري فاكره اليوم ده اول مره أحس ان قلبي كان بيدور عليكي انتي وفاكر يوم حفلة زواج نيره أول دموع كنت أحس بعد سنين أنها قدرت تهز كياني لما شوفت عمك من بعيد بيزعقلك .. كل المعاني ديه مقدرتش أترجمها غير بعد ما شوفتك وانتي بتقعي بين أيديا وبتقولي ماتوا يافارس .. ثم قال بخبث واوعي تسبني يافارس خليك جنبي
فنظرت اليه بتعجب حتي قالت بأرتباك انا قولت كده
فيضحك فارس قائلا أه قولتي كده وقولتي فارس من غير حضرتك او بشمهندس حتي .. قولتي فارس وبس
لتخفض رأسها خجلا منه .. حتي يبتسم قائلا أحلي فارس سمعتها علي فكره ثم وضع بيده علي شعره الاسود الكثيف ناظرا لهاا بحب أحمممم شوفتي فارس بقي أيه علي أيدك ثم تذكر جملتها له وهي تقول مش بقيت راجل مبتسم بس بقيت فارس الشاعر كمان ... بس كل ده لهنا وبس ياطفلتي
لتنسي هي كل شئ قد قاله وتنظرله پغضب بعدما سمعته يناديها بلقبها الذي قد أطلقه عليها من اول يوم قد دخل فيه الي ذلك البيت.. فتقول پغضب طفولي أسمي هنا مش طفله انا عندي عشرين سنه والله
فيقترب منها قائلا هتفضلي طول عمرك طفلتي انا وبس
فتبتسم رغما عنها قائله هو أنت مين
فيضحك فارس بشده حتي يضع بكلتا
متابعة القراءة